في الثامن من مايو/أيار الجاري، أعلن الرئيس الأرجنتيني "موريسيو ماكري" أن حكومته التي دخلت في محادثات لطلب خط ائتمان من صندوق النقد الدولي، لم يكن لديها الكثير من البدائل في إطار جهودها لدعم قيمة البيزو الذي فقد خُمس قيمته أمام الدولار الأمريكي منذ بداية العام.
وفي الفترة بين الثالث والعشري من أبريل/نيسان والرابع من مايو/أيار، رفع البنك المركزي الأرجنتيني الفائدة بنسبة 12.75% إلى 40% كما باع خمسة مليارات دولار من احتياطياته النقدية لدعم "البيزو".
ووفقا لما ذكرته "الإيكونوميست"، لم تفلح إجراءات الحكومة والبنك المركزي في وقف هبوط "البيزو" فيما أشاد خبراء عالميون بجهود "موريسيو" لإنعاش الاقتصاد الأرجنتيني، ولكن ما الخطأ فيما يحدث؟ ولماذا اتجهت الدولة اللاتينية لصندوق النقد من أجل المساعدة؟
سلبيات عدة
- تسببت الرئيس السابقة "كريستينا فرنانديزدي كيرشنر" في إبطاء نمو الاقتصاد ليصل إلى حافة الانهيار كما أن نزاعات الحكومات السابقة مع حملة الديون الدوليين في إعاقة الأرجنتين عن دخول سوق الائتمان الدولي.
- تعتمد معهد الإحصاء الوطني في الأرجنتين إخفاء بيانات التضخم التي قفزت أعلى 40%، وأخفى مزارعون محاصيلهم للتهرب من الضرائب على الصادرات.
- تآكل الاقتصاد نتيجة الدعم السخي على مرافق ووسائل نقل عامة الأمر الذي دفع عجز الموازنة إلى 5.4% عام 2015.
- بعد توليه السلطة، أضاف "موريسيو" بعض الوقت في محاولة التوصل إلى اتفاق مع الدائنين وخفض الضرائب على الصادرات والسيطرة على العملة المحلية.
- نجح "موريسيو" في تقليص عجز الموازنة قليلا نتيجة انخفاض معدلات الفائدة الدولية ودخول أسواق الائتمان مجددا، ففي يونيو/حزيران الماضي، باعت الأرجنتين سندات لأجل مائة عام.
- على ما يبدو، فقدت الأسواق ثقتها في الاقتصاد الأرجنتيني وعزف مستثمرون عن المخاطرة بضخ أموال في الدولة اللاتينية.
- تسببت الأزمة في مراجعة الحكومة مستهدفها لمعدل التضخم بالرفع من 12% إلى 15%، كما ثارت شكوك في مدى استقلالية بنكها المركزي وسياسته النقدية.
- في الرابع عشر من أبريل/نيسان الماضي، قفز العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 3% للمرة الأولى في أربعة أعوام،وهو ما دفع المستثمرون لسحب تدفقاتهم المالية من الأسواق الناشئة والأخرى ذات الأصول الخطرة.
- تعرضت عملات تركيا وروسيا والمكسيك لهبوط حادة في قيمتها أمام الدولار الأمريكي، ولكن الأرجنتين هي أكثر المتضررين.
عدم ثقة في صندوق النقد
- حتى وقت قريب، كان "موريسيو" يحظى بشعبية لا بأس بها في الأوساط الأرجنتينية، ولكن هذه الشعبية تراجعت في الآونة الأخيرة.
- في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فاز ائتلاف "موريسيو" الحاكم في انتخابات التجديد النصفي بالبرلمان حيث نال أكثرمن 40% من الأصوات.
- مع ذلك، من غير المرجح أن تحظى مفاوضات حكومة "موريسيو" مع صندوق النقد الدولي بأي تأييد شعبي.
- يرى العديد من المواطنين في الأرجنتين أن صندوق النقد هو السبب في تفاقم الأزمة الاقتصادية وتراكم القروض قبل تعثر مدمر للدولة اللاتينية عن سداد ديونها عام 2001، وهي الكارثة التي أدت إلى زيادة حادة في معدلي الفقر والبطالة.
- أظهر استطلاع رأي حديث أن ثلاثة أرباع سكان الأرجنتين لا زالوا يعارضون مساعدة صندوق النقد الدولي.
- يأمل الرئيس الأرجنتيني في تحسن الاقتصاد وارتفاع قيمة البيزو من أجل إعادة انتخابه في انتخابات عام 2019، ولكن حظوطه ضعيفة كما أن حظوظ الاقتصاد المحلي على المحك.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}