عند سرد الفوارق بين خصائص المدن الأمريكية الرئيسية والبلدان التي أنهكتها آلة الحرب، قد يتبادر إلى الأذهان حجم التنمية والسلام والثراء الذي تتمتع به الأولى، بجانب القدرة على الوصول إلى الموارد دون عوائق بالطبع.
لكن ذلك ليس حقيقيا بشكل مطلق، فالمدن الأمريكية يمكن أن تعاني آثار الحرب الممزقة أسرع مما يتخيل البعض، وكل ما يتطلبه الأمر هو شبكة كهرباء يمكن اختراقها بنجاح، بحسب تقرير لـ"فورتشن".
ورغم أن هذا النوع من الأحداث يبدو سيناريو يصعب حتى تصوره، لكن القلق قائم وحقيقي ويتصاعد بشكل حاد، فبحسب وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالي، استهدف قراصنة بالفعل شبكة الطاقة الأمريكية في إطار عملياتهم الأخيرة لاختراق اقتصاد البلاد.
ضغطة زر تكلف مئات المليارات
- منذ مارس/ آذار 2016 استهدفت الجهات السيبرانية الروسية كيانات حكومية والعديد من قطاعات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الطاقة والمرافق النووية والتجارية والمياه والطيران وحتى قطاعات التصنيع الحساسة.
- يقول وزير الطاقة "ريك بيري" إن هذه الهجمات الإلكترونية تعد بمئات الآلاف يوميًا، فيما تدعي "بلومبرج" أن المجموعة المسؤولة عن هذه التعديات تشتهر بانتهاك الأنظمة في البداية لجمع معلومات تسمح بهجمات أكثر تقدمًا.
- تستهدف الهجمات المتقدمة أنظمة التحكم الصناعي، والتي إذا عُطلت فتتسب في انقطاع الخدمات سواء المياه أو الكهرباء أو غيرهما عن الملايين، علاوة على العبء المالي غير التقليدي الذي تتسبب فيه.
- وفقًا لتقرير أصدرته شركة التأمين "لويدز" وجامعة كامبريدج، فإن شن هجوم كبير على الشبكة الكهربائية الأمريكية قد يكبد اقتصاد البلاد ما بين 243 مليار دولار إلى تريليون دولار، وهو ما يعادل أثر نحو 50 إعصارًا ضخمًا.
- عندما تكون البنية التحتية الحيوية عرضة للتأثيرات الخارجية، كما هو واضح، فإن تحسين وسائل الحماية ليس خيارًا وإنما ضرورة، ومع ذلك تواصل الهجمات السيبرانية التطور بينما الاحتياطات الأمنية واقفة دون حراك.
بدائل متاحة لنظام هش
- ينفق الرؤساء التنفيذيون ومديرو تكنولوجيا المعلومات ومديرو الأمن المعلوماتي المليارات على الحلول الأمنية الإلكترونية، ليكتشفوا (في أفضل الأحوال) أن هذه التقنيات تساعد فقط في جمع المعلومات بعد الهجوم وليست منعه، بحسب مجلة "تك-جوف".
- يسمي البعض هذا النهج بـ"الترقيع والدعاء"، وهو مصطلح يعكس بوضوح أوجه القصور في النظام ومحاولة تجميلها على أمل ألا يقع شيء، فيما يستدعي الأمر الواقع اتباع نهج أكثر استباقية.
- من ناحية أخرى، ومع تحفيز الابتكار لتطوير الطاقة المتجددة أصبح لدى المستهلكين في أمريكا المزيد من الخيارات أكثر من أي وقت مضى حول كيفية تزويد منازلهم وسياراتهم بالطاقة، ومنها الألواح الشمسية والبطاريات المنزلية والمركبات الكهربائية.
- مع صعود هذه الآليات، يرى البعض ضرورة إعادة تصميم شبكة الطاقة كلها، فعلى سبيل المثال يمكن أن تؤدي بطاريات الطاقة المتطورة إلى إخراج المنازل من الشبكة، ما يقلل من الضرر الناجم عن الهجمات المحتملة.
ثغرة أمنية واقتصادية
- الطاقة المتجددة من شأنها تقليل اعتماد الولايات المتحدة على مصادر الطاقة الأجنبية، ما يضمن لها المزيد من الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي، والنأي بنفسها عن الخلافات الخارجية بسبب الاعتماد على النفط.
- وفقًا لأحد المجالس الاستشارية العسكرية، فإن اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي، يشكل نقطة ضعف لاقتصادها وقواتها المسلحة على حد سواء، وبالتالي يمكن أن يؤثر تقلب أسعار الخام سلبًا على أمنها.
- لذا من الطبيعي أن تضغط بعض المجموعات للدفع تجاه استقلال أكبر في الطاقة اعتمادًا على المصادر المتجددة، وأيضًا يبدو منطقيًا بدء الجيش الأمريكي بالفعل التحول للاعتماد على المصادر المتجددة لمنع انقطاع التيار في قواعده.
- مؤخرًا بدأت شبكات الطاقة الصغيرة للغاية تتصدر النقاشات، وهي أنظمة طاقة ذكية وفعالة ومستقلة تعتمد بشكل أساسي على الموارد المتجددة لخدمة مبنى أو أكثر (في نطاق محدود)، وتنتشر في المستشفيات والقواعد العسكرية.
- جميع المؤشرات تتجه إلى لامركزية الاستهلاك والمصادر المتجددة كوسيلة فعالة في تحسين أمن الطاقة، وبالتالي فليس من المستغرب أن يكون مصير الشبكة التقليدية في المستقبل نفس مصير العربات التي تجرها الخيول في الوقت الحالي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}