مع زيادة أعداد كبار السن بشكل متسارع وتقلص قوة العمل، تعد اليابان من أقدم المجتمعات في العالم، ويخشى المحللون أن هذه الديموغرافيات قد تعيق النمو الاقتصادي.
وانكمش الاقتصاد الياباني 0.2% خلال الربع الأول من 2018، وأنهى فترة من النمو استمرت ثمانية أرباع سنوية متتالية وكانت المدة الأطول من النمو المتوالي في اليابان منذ 1989، ويعد أول اقتصاد يتراجع نموه خلال العام، وفقاً لما ناقشه تقرير "فاينانشال تايمز".
وفي العام الماضي كانت اليابان ثاني أضعف اقتصاد أداءً بعد إيطاليا من بين الاقتصادات الرئيسية، وتستعد حاليًا لتكون الأبطأ نمواً بين مجموعة دول السبع هذا العام، بالرغم من سياسات النمو التي يتبعها رئيس الوزراء "شينزو آبي" المعروفة بـ "آبينومكس" التي قدمها عام 2013 لمواجهة الركود، حيث كان الناتج المحلي الإجمالي لليابان الأقل بين دول المجموعة في العشرين عامًا الماضية.
وبينما كان الركود في إيطاليا مرتبطا بمستويات قياسية مرتفعة من البطالة وضعف عام في سوق العمل، كانت معدلات البطالة في اليابان الأقل بين اقتصادات مجموعة الدول السبع، وبلغ معدل التوظيف أعلى مستوياته منذ الستينيات، واقترب معدل عروض الوظائف للمتقدم الواحد من 1.6% وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
اليابان لن تواكب النمو
- لا يمكن لليابان مواكبة معدلات النمو التي تشهدها الاقتصادات المتقدمة الأخرى، بسبب أن الديموغرافيا اليابانية تضعف نمو الناتج المحلي، ومع تسارع زيادة الشيخوخة بين السكان وتقلص قوة العمل، وفقاً لـ "روب كارنيل" كبير الاقتصاديين في "آي إن جي" بآسيا.
- الأثر الناتج عن الشيخوخة محتمل أن يسحب المتوسط السنوي لنمو الناتج المحلي الإجمالي لأسفل 1% خلال الثلاثة عقود المقبلة، وفقاً لصندوق النقد الدولي.
- لو لم يكن ذلك راجعا إلى تقلص القوة العاملة، فإن النمو الاقتصادي في اليابان سيكون أقوى، وحجم السكان في اليابان حالياً أقل مما كان عليه في عام 2000، وعلى العكس من ذلك في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا زاد عدد السكان 16%، 13%، 21% على التوالي منذ عام 2000، وفقاً لبحث أجرته "فايننشال تايمز".
- منذ بداية تناقص عدد السكان في اليابان عام 2010، تقلص حجم السكان 1.3 مليون نسمة، وتتوقع الأمم المتحدة تراجع عدد السكان في اليابان 22% حوالي 28 مليون نسمة أخرى بحلول 2025، وبينما سينمو عدد السكان في الاقتصادات المتقدمة الأخرى 3% خلال نفس الفترة.
- ليست اليابان وحدها التي تواجه انخفاض حجم سكانها، ولكن تنمو الشيخوخة فيها بوتيرة متسارعة منذ عام 2000، وتراجع عدد سكان اليابان في سن العمل 13%، بينما زاد العدد بنفس النسبة في الولايات المتحدة، وبحلول 2040 سيكون هناك أكثر من واحد بين ثلاثة أفراد في اليابان يتخطى سن الـ 65 عاماً وهي أكبر نسبة عالمياً.
نتائج الشيخوخة
- يعني تقلص عدد السكان وجود سوق محلية أصغر في ظل عدد أقل من المواطنين يشترون السلع والخدمات، وأصبح هناك عدد أقل من المنازل المبنية مع تراجع الطلب وحجم السكان.
- في 2016 كان هناك حوالي 2300 حضانة أطفال أقل مما كان عليه قبل سبع سنوات، وتراجع عدد التلاميذ 18%، وأغلق ما يقرب من ألفي مدرسة ابتدائية خلال نفس العام، وانخفض عدد الأطفال في سن التعليم الابتدائي 8%.
- انخفض عدد الشركات 31% في الفترة 2006-2013، وقال "كارنيل" إن تقلص حجم السكان في اليابان يعني استقرار الإنتاجية وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي سنوياً.
- عند النظر إلى معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لكل شخص في سن العمل - والذي يأخذ في الاعتبار التقدم في السن وانكماش السكان - تعد اليابان في الواقع ثاني أفضل بلد في مجموعة السبع بعد ألمانيا خلال العشرين سنة الماضية.
- ويتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي لكل شخص في سن العمل في اليابان بأكثر من 2% وهي نسبة جيدة، ولكن مع وجود العديد من المسنين في قوة العمل اليابانية، فإن هذا المقياس متحيز صعوداً بالنسبة للبلدان التي يكثر فيها كبار السن.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}