يعد الاحتياطي الفيدرالي أحد أهم المؤسسات المالية على مستوى العالم، ويمكن لقراراته التسبب في موجات من التحركات ليس فقط في السوق الأمريكي بل في العالم أجمع، فما الذي يمكن معرفته عن تاريخه؟ وكيف كانت الحياة قبل تأسيسه؟
الحياة قبل الفيدرالي
- قبل تأسيس الفيدرالي، كانت الولايات المتحدة غير مستقرة ماليا، فقد مرت وقتها بفشل لدى البنوك وأزمات مالية مما جعل الاقتصاد والمستثمرين عرضة لأي مخاطرمحلية ودولية.
- قيد نقص الائتمان النمو في العديد من القطاعات من بينها الصناعة والزراعة، وفي عام 1907، أجبر بنك "جيه بي مورجان" الحكومة في ذلك الوقت على دراسة خطة لتدشين مصرف مركزي.
- في ذلك العام، كانت هناك مشكلات في "وول ستريت"، واتجهت الشركات إلى "جيه بي مورجان" لمطالبته بمساعدة الدولة لتجاوز أزمتها التي كانت تدفع الاقتصاد نحو فترة من الركود الحاد.
- كان "جيه بي مورجان" قادرا على جمع اللاعبين الرئيسيين في السوق وإدارة رؤوس أموالهم داخل النظام المالي والتحكم في حركة رأس المال حتى تنتهي الازمة.
- كان ذلك بمثابة جرس إنذار يدق داخل أروقة الإدارة حيث أن ذلك يعني رهان مصير وبقاء الاقتصاد الأمريكي في يد بنك خاص، وهو ما دفع واشنطن لسن تشريع عبر الكونجرس لتأسيس البنك المركزي تحت اسم "الاحتياطي الفيدرالي".
التعلم من أوروبا
- في السنوات بين 1907 و1913، شكل مسؤولو الحكومة الأمريكية وكبار المصرفيين في البلاد اللجنة الوطنية النقدية وسافرت إلى أوروبا لمعرفة كيفية تدشين نظام مصرفي.
- عادت اللجنة ولديها انطباعات أشبه بالانبهار من النظامين المصرفيين في ألمانيا وبريطانيا على وجه الخصوص واعتبراه قاعدة يمكن السير على نهجها وأضافوا بعض التعديلات والتحديثات من دول أخرى.
- تأسس الفيدرالي الأمريكي في الثالث والعشرين من ديسمبر/كانون الأول عام 1913 بموجب قانون تشريعي من الكونجرس.
- مُنح الفيدرالي صلاحيات واسعة للسيطرة على المعروض النقدي والاقتصاد الأمريكي رغم دعوات في "وول ستريت" ووكالات حكومية بفرض بعض القيود على هذه الصلاحيات خاصة طباعة النقد تحت الطلب.
- تأثر الرئيس الأمريكي "وودرو ويلسون" بالجدل في "وول ستريت" مخافة التسبب في التضخم نتيجة طباعة النقد، وهو ما دفع الحكومة لوضع البنك المركزي تحت سيطرتها.
الركود العظيم
- ربما ندمت الحكومة الأمريكية على الحرية المفرطة التي منحتها للفيدرالي لفشله في تجنب وقوع الركود العظيم عام 1929.
- رأى خبراء أن الحرب العالمية الثانية – وليس الاحتياطي الفيدرالي – هي التي أفادت الاقتصاد الأمريكي بشكل أكبر كما أسهمت تلك الحرب في توسيع صلاحيات البنك المركزي.
- بعد الحرب، تمكن الفيدرالي من إزالة بعض الذكريات السلبية من أذهان الاقتصاديين بسبب الركود، وذلك عن طريق إبقاء الفائدة منخفضة حتى ستينيات القرن الماضي.
- لا يعد الفيدرالي جزءا من الحكومة، ويتكون من اثني عشر بنكا إقليميا جميعها مملوكة للقطاع الخاص، لكنه في نفس الوقت بمثابة بنك للحكومة حيث يدير المدفوعات والإيرادات الحكومية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}