نبض أرقام
06:17
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

هل يشتري المال السعادة؟

2018/06/02 أرقام - خاص

كثيرًا ما تقال جملة "المال لا يشتري السعادة" على سبيل أنها حقيقة لا جدال فيها، بينما يؤكد آخرون أن النقود تعين الشخص على العيش بصورة أفضل، وأنه حتى إن كان –لا قدر الله- مريضًا بمرض عضال مثلًا فإنها تعينه على الحصول على سبل الراحة حتى وإن كان دواؤه بلا علاج، وإن لم تحصل له على الشفاء.

 

 

سؤال أبدي

 

تصف شبكة "سي.بي.إس" التساؤل حول العلاقة بين المال والسعادة بـ"السؤال الأبدي" الذي يبحث كثيرون عن إجابته منذ زمن طويل، ففي الوقت الذي يؤكد البعض أنه لو حصل على المزيد من المال لكان أسعد حالًا، ينفي آخرون ذلك تمامًا ويربطون السعادة بأشياء أخرى.

 

"كاثرين ساندرسون" أستاذة علم النفس في كلية "أميرست" أخبرت الشبكة التلفزيونية أن الأساس في تأثير الأموال على سعادة الإنسان يعود إلى الطريقة التي يكتسب بها، وتلك التي ينفقها بها، مضيفة أن شعوره بالرضا عن طريقة اكتساب المال يجعله سعيدًا، بينما شعوره بعكس ذلك يجعله تعيسًا.

 

وتضيف "ساندرسون" أن ما يعكس أهمية المال في صنع السعادة في حياة الإنسان بشكل عام، هو مشهد رجل يوشك على الوفاة، فقد يحزن لأنه تصرف بشكل سيئ مع شخص ما أو لم يحقق طموحات معنية في الحياة على فراش الموت، لكنه لن يحزن أبدًا لأنه لم يشتر شيئًا تمناه أو غير ذلك.

 

وعلى الرغم من ذلك، كشفت دراسة حديثة لجامعة "ويسكنسون" أن من يحصلون على أقل من 75 ألف دولار سنويًا في الولايات المتحدة يشعرون بـ"سعادة أقل" من تلك التي يتمتع بها من يحصلون على أعلى من ذلك  بشكل لافت.

 

وترجع الدراسة ذلك ببساطة إلى أن الضغوط التي تتولد عن مستوى دخل متدن من شأنها أن تقلل من قدرة الشخص على الاستمتاع بما لديه في حياته من موجبات للسعادة، وبالتالي فقد يكون لدى الشخص ما يدعوه للسعادة غير أن الضغوط الاقتصادية لا تجعله يستمتع بما يكفي بما لديه.

 

 

أما بعد مستوى معين من الدخل فإن من يحصل على مليون دولار أو حتى مليار دولار سنويًا فإن هذا لا يضمن له أن يكون أكثر سعادة –ولا أقل- بعد أن حصل كلاهما على حاجاته الأساسية.

 

كيفية إنفاق المال والسعادة

 

والكيفية التي يتم إنفاق المال بها كثيرًا ما تصنع السعادة أو تهدرها وفقًا لموقع "إينك" والذي يحدد وسائل إنفاق المال بما يجلب السعادة بـ4 أوجه للإنفاق:

 

- احصل على خدمة توفر الوقت والجهد: أثبتت الكثير من الدراسات أن هؤلاء الذين ينفقون أموالهم للحصول على خدمة التنظيف مثلًا أو للحصول على سائق خاص أو استخدام سيارات الأجرة حتى يشعروا برضا أكبر من هؤلاء الذين يحصلون على سلع.


- أنفق للحصول على تجربة متفردة: يمكنك ذلك بالسفر إلى بلدان أخرى مثلًا أو تجربة أمر جديد كالغطس أو ما إلى ذلك، فإن كل هذا أيضًا يفوق في تأثيره على سعادة الإنسان تأثير الحصول على سلعة.
 

وأثبتت دراسة لجامعة سان فرانسيسكو أن بعض الناس يعتقدون أنهم يحصلون على إشباع أكبر إذا اشتروا شيئًا ماديًا مقابل 300 دولار مثلا من حضور حفلة موسيقية مثلًا، غير أن الدراسات النفسية تؤكد أن العكس هو الصحيح وأن التجارب التي يمر بها المرء (يشتريها) تدوم معه سعادتها لفترة أطول من الأشياء التي تتراجع أهميتها بالتعود.


- أنفق الأموال مع من تحب: فالإنفاق لا يقتصر على الكيفية فقط ولكن مع من تنفق الأموال، فإذا قررت حضور حفلة مميزة أو الحصول على ساعة جديدة فإنه يمكنك أن تحضر الحفلة مع شخص تحبه أو أن تشتري له ساعة كتلك التي تحصل عليها، وأثبتت الدراسة أن ذلك يزيد من سعادة الشخص كثيرًا.
 

- أنفق الأموال على من تحب: بأن ترسل أبناءك للجامعة أو تساعدهم على الزواج أو غير ذلك، فهذا من الناحية النفسية سيجعلك تشعر بأنك أكثر اتصالًا مع من تحب، كما أنه في الوقت نفسه سيجعلك تشعر برضا أكبر عن الذات لما تتمتع به من كرم، فضلًا عن انعكاس سعادة من حولك إيجابيًا على شعورك بالسعادة أيضًا.

 

 

وتقول "إيمي جوردان" دكتورة علم النفس في جامعة "منيسوتا" لموقع "سيكولوجي توداي" المتخصص في شؤون علم النفس إن الإنفاق على "الخبرات" أفضل كثيرًا من الإنفاق على السلع وذلك لأكثر من سبب:

 

- الخبرات تراكمية ولا تذهب:  فإذا قضيت إجازة الآن في إحدى الدول الأجنبية فإنه سيظل بوسعي أن أتذكرها بعد سنوات وأشعر بالسعادة بسبب الوقت الذي قضيته فيه، بينما لن أتذكر شيئًا ماديًا كان لدي بنفس الدرجة من السعادة والقدرة على استعادة التفاصيل المبهجة.


- الخبرات لا تثير المقارنات الاجتماعية: فالناس عادة لا يقارنون إلا بين الماديات، مثل ما لدى السيدة من مجوهرات أو السيارة التي يمتلكها رجل ما، لكنه يندر أن يقارن شخص بين ما يفعله شخص من أنشطة مع ما يفعله الآخرون.


- الخبرات تحسن علاقتنا بالآخرين: فالغالبية العظمى من الخبرات تتضمن وجود شركاء لنا، سواء كانوا من المقربين أو الغرباء، وفي كل الأحوال فإن الخبرات تجعلنا نزيد من تعاملنا مع الآخرين وتقلل من إحساسنا بالعزلة ولا سيما في وقت ازداد فيه الاعتماد على العلاقات الإلكترونية و"الموازية".

 

إذن فحد معين من المال ضروري ليضمن "فرص السعادة" بعيدًا عن الضغوط التي يولدها الفقر، ولكن يبقى ما يجلبه من سعادة حقيقية مقرونًا بكيفية إنفاقه.

 

وما أجمل أن يكون "إنفاق المال" وسيلة لإسعاد الآخرين الذي احتاجوا إليه ولم يملكوه، إنفاقا يقتل الأنانية ويسمو بك، لا تنتظر في سبيل ذلك مقابلا من أحد في علاقة خاصة جدا مع رب العالمين جل وعلا، وتجارة أخرجت الخسارة من حساباتها وضمن ربحها.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة