قال رئيس وزراء ماليزيا "مهاتير محمد" إنه سوف يلغي خط السكك الحديدية فائق السرعة، والذي كان يخطط له لتقليل زمن الرحلة بين كوالالمبور وسنغافورة من خمس ساعات إلى 90 دقيقة، وفقاً لتقرير لـ "بلومبرج" الذي ناقش وجهتي نظر مختلفتين للكاتبين "ديفيد فيكلينج" و"آدم منتر".
يرى "ديفيد فيكلينج" أنه ربما لا تكون للقطارات فائقة السرعة جدوى في كل المناطق، فالمنافع الاقتصادية قد تكون قليلة وتعتمد كثيراً على تكاليف التشييد، وحجم السكان وتركيزهم، وطول الطريق وسعر التذكرة.
ولكن طريق سنغافورة- كوالالمبور يبدو أنه أحد المسارات التي يمكن أن تصلح لها القطارات فائقة السرعة، فلقد تجاوزت خط هونج كونج- تايبيه كأكثر المسارات الجوية عالمياً ازدحاماً، ووقت الرحلة المخطط يضعها في نطاق إمكانية أن تحل محل السفر بالطيران، وقد تعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية.
بينما تساءل "آدم منتر" بأن هناك الكثير من الأشياء يمكن الإعجاب بها ولكن هل تعتبر ضرورية؟
القطار أم الطائرة؟
- توقع رئيس وزراء ماليزيا السابق "نجيب رزاق" في حفل التوقيع على المشروع في 2015 مستقبلاً براقاً، وقال إنه يستطيع الشخص تناول الإفطار في كوالالمبور، والغداء في سنغافورة ثم يعود لتناول العشاء في العاصمة الماليزية.
- لكن يمكن للمرء أن يفعل ذلك من خلال استقلال أحد الرحلات الجوية من بين 30 ألف رحلة سنوياً بين المدينتين، ومعظمها منخفضة التكلفة بالحجز المبكر يدفع الراكب أقل من 100 دولار.
- ومن غير الممكن أن تنافس القطارات فائقة السرعة الطائرات، مع إشارة الحكومتين إلى تكلفة الرحلة بالقطار ذهاباً وإياباً بحوالي 100 دولار، وهذا السعر سيحتاج دعماً، إضافة إلى تكاليف البناء الباهظة وغير المؤكدة، والمشكلات المالية في ماليزيا.
الطلب القوي
- يوضح "فيكلينج" أنه بسبب الطلب القوي فإن القطارات فائقة السرعة سوف تلبي ذلك، ولن يتم الاستغناء عن الرحلات الجوية، حتى لو تم تخفيض تقديرات المشروع بحوالي 22 مليون راكب سنويًا إلى النصف، وستكون مزدحمة مثل لندن- باريس يوروستار وستغطي سعر الرحلة تكاليف التمويل والبناء، ولن تكون مكلفة.
- تم بناء جميع خطوط القطارات فائقة السرعة بواسطة أموال حكومية لأنها تتطلب مليارات الدولارات، ولا يعني ذلك أنها لا تستطيع أن تنفق على نفسها إذا قام بها القطاع الخاص.
- استمرت الشركة اليابانية "شينكانسين" - التي تحولت إلى شركة خاصة منذ أكثر من 20 عاماً - دون دعم التشغيل العام لفترة طويلة، وكانت الدولة تمول تطوير خطوط جديدة.
- يقول "منتر" إن المشكلة هي صعوبة التنبؤ بالطلب بعد عقد من الزمان، والمؤيدون لهذه المشاريع السياسية لديهم دوافع للمبالغة ويعتقد أن خط القطار بين العاصمتين سيعاني من مشكلة الدوافع السياسية.
- ويضيف أن خطوط "شينكانسين" اليابانية أحد أغلى الطرق للانتقال في اليابان، بينما الخطوط الصينية ذات تكلفة تذاكر أقل والذي يؤدي لتحقيقها خسائر، ويحتاج خط كوالالمبور-سنغافورة السير على النهج الياباني برفع تكلفة الركوب حتى لا يكون عبئاً مالياً في المدى الطويل.
- من الممكن أن يخفف خط القطار فائق السرعة الازدحام في خطوط الطيران بين المدينتين، ولكن تكلفة تطوير المطارات وزيادة الطاقة الاستيعابية قد تكون أرخص من تكلفة القطار التي قال "مهاتير" عنها إنها ستبلغ 28 مليار دولار.
التكلفة
- لا يتوقع "فيكلنج" أن تكلفة تطوير المطارات أرخص هي الأخرى، حيث ستتكلف توسعة وحدة في مطار شانجي بسنغافورة 10 مليارات دولار وفقاً لوزارة النقل.
- توسعة المطارات ستزيد السعة في مدينتين فقط، بينما خط القطار فائق السرعة سيساعد في تطوير مسارات مزدحمة بالسكان في ساحل جنوب غرب ماليزيا.
- هناك سبب آخر لعودة مشروع القطار فائق السرعة بين سنغافورة وكوالالمبور، حيث تعدان بين الـ 10 مدن السياحية الرئيسية في العالم.
- جادل "منتر" بأنه لا بد من التفكير في الانبعاثات المرتبطة ببناء القطارات، من المواد الخام إلى العملية الفعلية للتشييد.
- هناك العديد من الافتراضات في هذه المناظرة بين الكاتبين، والشكوك تنصح بعدم تنفيذ الخط الحديدي، وبينما أوضح "مهاتير" أن الحكومة قد تعيد النظر في القرار عندما تسمح الموارد المالية بذلك.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}