نبض أرقام
07:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

أين تذهب السفن السياحية بعد خروجها من الخدمة؟

2018/06/04 أرقام

تمتلك غالبية السفن السياحية عمرا يصل إلى ثلاثين عاما، ولكن البعض منها لا يتم استهلاكه كثيرا في الرحلات والإبحار حول العالم مثل سفينة "كارنيفال فيكتوري" التي تجاوزت عمرها النظري.

 

وتعد "كارنفال فيكتوري" من بين السفن السياحية متوسطة العمر والتي تبحر في رحلات قصيرة لا تتجاوز أربع ليال، وبنيت هذه السفينة في تسعينيات القرن الماضي، ولكن تساءل تقرير نشرته "بلومبرج": ماذا لو بلغت الحد الأقصى من الاستخدام؟ وأين تذهب إذا خرجت من الخدمة؟

 

 

خيارات متنوعة

 

من الناحية العملية، هناك ثلاثة خيارات أمام تلك السفن التي أكل منها الدهر وشرب، ولا يشمل أي من الخيارات تجريدها من الصلب أو تفكيكها أو وضعها في مقبرة للسفن على غرار مقابر الطائرات مثلا.

 

يتم الاستفادة من السفن السياحية إما إطلاقها في رحلات بحرية أقل رفاهية تابعة لنفس الشركة أو إعادة إبحارها في مسار عالمي ليس بالشهير في هذه الصناعة.

 

أما الخيار الثالث، فيكمن في بيعها في سوق السفن المستعملة لشركات تطلق رحلات قليلة التكلفة لا تستطيع الاستثمار بشراء سفينة جديدة.

 

يوجد على مسار جزر "الباهاماز" سفينتان سياحيتان قديمتان الأولى بنيت عام 1987 لصالح شركة "كارنيفال" والثانية عام 1991 لصالح شركة "كوستا كروزيس".

 

نظرا لقدم هاتين السفينتين، فإن إبحارهما يكون لمسافات وفترات قصيرة وبتكلفة أقل حيث يبدأ سعر ركوب الفرد من 129 دولارا.

 

يتكلف تدشين سفن سياحية مبالغ طائلة، فإن تكلفة بناء أكبر سفينة سياحية في العالم وهي "سيمفوني أوف ذي سيز – سيمفونية البحار" التابعة لشركة "رويال كاريبيان" قد بلغت 1.5 مليار دولار.

 

على أثر ذلك، يصعب على الشركات المالكة لهذه السفن إخراجها من الخدمة قبل تحقيق أقصى استفادة منها حتى وهي قديمة.

 

على سبيل المثال، تم بيع سفينة "برينسيز" التابعة لشركة "دون برينسيز" – التي بلغ عمرها عشرين عاما وتستوعب 1970 مسافرا – في العام الماضي لشركة "بي آند أو كروزيس أستراليا" التي أعادت تأهيلها بإنفاق ملايين الدولارات كما أعادت تسميتها إلى "باسيفيك إكسبلورر".

 

ترميم وتجديد

 

على غرار البشر الذين يلجأون لجراحات تجميلية، يتم نفس الشيء للسفن السياحية، وهو أمر أصبح شائع الحدوث حيث قدر بنك "يو بي إس" أنه بحلول 2020، سيكون 12% على الأقل من السفن السياحية حول العالم عمرها 25 عاما أو أكثر، وسوف يصل 5% منها إلى ثلاثين عاما.

 

تمتلك شركة "كارنفال" أسطولا يضم 26 سفينة سياحية بنيت تسع منها في الفترة بين عامي 1990 و1998، وأنفقت الشركة ملايين الدولارات لإعادة ترميمها وتجديدها وإضافة المزيد من المزايا والتقنيات الحديثة إليها.

 

قال المدير التنفيذي لـ"كارنفال" "ستاين كروز" إن بعض السفن السياحية لدى الشركة تمتلك شهرة عالمية، ويتم العناية بها جيدا وصيانتها من وقت لآخر لتمديد عمرها.

 

تشمل التجديدات أيضا زيادة القدرة الاستيعابية لتلك السفن كي تحمل على متنها عددا أكبر من المسافرين بالإضافة إلى توسيع الأماكن الترفيهية كالمطاعم وحمامات السباحة والتنافس بمزايا تكنولوجية أخرى.

 

مع ذلك، ربما تتسبب القيود التنظيمية الجديدة على الصناعة – التي تتطلب خفض انبعاثات الكبريت بحلول 2020 – في كبح عمليات تجديد وتحديث السفن السياحية حيث سيقرر المسؤولون التنفيذيون ما إذا كان الأمر يستحق عناء التكلفة بإنفاق ملايين الدولارات على تجديدها والوفاء بالمعايير البيئية من عدمه.

 

"هافانا"

 

بالإضافة إلى "الباهاماز"، ظهرت وجهة جديدة وسوق واعدة للسفن السياحية القديمة والمعاد تأهيلها، وهي "كوبا" حيث إن المرافق الحالية في "هافانا" لا يمكنها استيعاب السفن الضخمة الحديثة، لكن يمكنها استقبال السفن الأصغر والأقدم.

 

يتم إطلاق سفن عملاقة بنيت في تسعينيات القرن الماضي مثل سفينة "إمبريس أوف ذي سيز" التابعة لـ"رويال كاريبيان" وعمرها 28 عاما وتستوعب 1602 راكب في رحلات لـ"هافانا".

 

تعد "إمبريس" أقدم سفينة في أسطول "رويال كاريبيان"، وبدأ إبحارها في رحلات لكوبا، كما أن شركة "كارنفال" تطلق سفنا قديمة تابعة لها مثل "كارنفال سنسيشن" – عمرها 25 عاما وتستوعب 2056 راكبا – إلى نفس المنطقة.

 

أفاد أحد المهتمين بصناعة السفن السياحية بأن الوحدات العتيقة والكلاسيكية تستهوي بعض المسافرين بطريقة تشبه الحديث عن السيارات القديمة.

 

يعد الطلب من الأمريكيين على ارتياد السفن السياحية في رحلات لكوبا قويا، وربما يكون ذلك السبب وراء ارتفاع أسعار الرحلات بواسطتها، فمن الممكن أن تصل تكلفة الإقامة في مقصورة ذات شرفة لخمسة أيام على سفينة "كارنفال بارادايس" إلى 1259 دولارا للفرد.

 

ربما يفسر ذلك سبب استثمار شركة "نورويان كروز لاين" 400 مليون دولار لتجديد تسعة من أسطولها البالغ 16 سفينة سياحية.

 

يُفهم مما سبق أن الشركات المالكة للسفن السياحية لديها خيارات متعددة لعدم إحالة أساطيلها العتيقة إلى التقاعد، بل يمكن استغلالها بأشكال مختلفة.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.