يوجد الكثير من أوجه الشبه بين الرئيس التنفيذي لشركة "فودافون" "فيتوريو كولاو" ومؤسس أكبر شركة إعلانات في العالم "دبليو بي بي" "مارتن سوريل"، فكلاهما كان لاعبا رئيسيا في قطاع الأعمال العالمي ومن أنجح الشخصيات في صناعتيهما، حيث تمكنا من إحكام شؤون الإدارة وضبط الثقافة الخاصة بشركتيهما علاوة على التحلي بالبصيرة النافذة.
غير أن طريقة التخلي عن القيادة كانت أكثر اختلافًا بينهما، وكان قرار الرئيس التنفيذي لـ"فودافون" بالتنحي بمثابة مفاجأة كبيرة للكثيرين، فبعد عشر سنوات من توليه القيادة، لم يظهر أي مؤشر علني على القلق بشأن الشركة، فيما كان التحقيق الغامض الذي أطاح بالسيد "سوريل" صادمًا للغاية، لكن لأسباب مختلفة.
تغذية الكوادر بالخبرة والضغوط
- الاختلاف في الحالتين كشف فرقًا في التخطيط الصحيح للتعاقب الإداري الناجح، ففي شركة "فودافون" كان هناك العديد من البدلاء الجاهزين لاعتلاء عرش الشركة منذ سنوات، بعضهم تم الإطاحة به دون شفقة من قبل "كولاو" نفسه، الذي لا ينبغي أبدًا الاستهانة بقوته في إحكام الأمور بالشركة.
- "فيليب هام" الذي انضم إلى "فودافون" قادمًا من "تي موبايل" في الولايات المتحدة، لم يبق سوى ثلاث سنوات، والآن يعمل كرسام، فرغم كون "كولاو" شخصا ودودا إلا أنه كثير المطالب ما يصعب عليه العمل مع العديد من الناس كما يقول.
- مع ذلك، فإن الطريقة التي تم بها نقل خلفه المختار لقيادة "فودافون" وهو "نيك ريد" عبر الوظائف المختلفة في الشركة على مر السنين، لإكسابه خبرة واسعة وعميقة في العمل، تظهر مستوى عاليا من التأهب لا يمكن لمساهمي "دبليو بي بي" (ربما تضطر لإعادة هيكلة أصولها) إلا أن يعجبوا به.
- يتمتع "ريد" بالمرونة والفطنة المالية، ومع ذلك فإن تعويضه لمكانة الإيطالي "كولاو" في قيادة واحدة من أكبر الشركات في بريطانيا والعالم سيستغرق بعض الوقت، فإدارة مشغل اتصالات بحجم وتعقيد "فودافون" يلزمه قدرة على المناورات السياسية أكثر من قيادة أي شركة أخرى.
"ريد" يرث العقبات والأدوات معًا
- من المفهوم أن "ريد" يحاول الإشارة إلى أنه سيبدأ فترة من الهدوء فيما يتعلق بالصفقات، وبافتراض أن الاستحواذ على أصول "ليبرتي جلوبال" سيمضي على النحو المتوقع، فإنه سيكون أمام الكثير من العمل الواجب إنجازه بما في ذلك خفض التكاليف وتحقيق الاندماج.
- التحول إلى شبكة الجيل الخامس خلال السنوات القليلة القادمة هو أيضًا تحد يلوح في الأفق، وهناك خطر من إنفاق المزيد من الأموال للاستحواذ على الأصول والتوسع، لكن "ريد" يؤكد أنه سيحمي أرباح "فودافون" الكبيرة والمتزايدة بالفعل.
- سيرث "ريد" شركة في وضع قوي من الناحية الاستراتيجية في معظم البلدان التي تعمل فيها، لقد كانت إعادة التشكيل المنهجية التي طبقها "كولاو" لـ"فودافون" كبائع رائد لخدمات الجوال والنطاق العريض في أوروبا مثيرة للإعجاب.
- بعد عقد من المعارك التنظيمية وحروب الأسعار، يخشى بعض المستثمرين من تشغيل قطاع الاتصالات بمفهوم المرافق حيث يتحكم السياسيون في العائدات، بغض النظر عن قوة الأصول أو عبقرية الإدارة، وهذه مفارقة تواجه المديرين التنفيذيين، فكلما أصبح منتجهم أكثر نجاحًا وأهمية زاد احتمال عدم قدرتهم على تحقيق النمو.
- استجابة "فودافون" لهذا التحدي على وجه الخصوص سيحدد استراتيجيتها للعقد القادم، مع العلم أن "ريد" يملك الكثير من الأدوات، ورغم أن صفقات الاستحواذ ليست أولوية ضمن هذه الأدوات لكنها في الوقت المناسب ستكون أمرًا لا مفر منه.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}