تبلغ تكلفة أزمة ما يعرف باختناق أو ازدحام أنابيب الحوض البرمي (عدم القدرة على نقل كافة الكميات المنتجة) في ولاية تكساس الأمريكية أكثر من مليار دولار يوميًا، وباتت تؤثر بشكل متزايد على المستثمرين تمامًا كما تربك عمليات الحفر غربي الولاية، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
وخسر ثمانية من كبار المستكشفين الذين ركزوا عملياتهم في المنطقة ذات الموارد الصخرية المزدهرة في الولايات المتحدة، 15.6 مليار دولار من قيمتهم السوقية مجتمعة خلال أسبوعين تقريبًا، حيث تلتهم عراقيل الشحن الأرباح التي كان يمكنهم تحقيقها، وتراجع سهم "بارسلي إنرجي" بنسبة 16% فيما انخفض سهم "دياموند باك إنرجي" بنسبة 18% منذ ذلك الوقت.
وحتى مع ارتفاع الإنتاج، أدى تناقص مساحة الأراضي المغطاة بالأنابيب وعدم توافر خدمات نقل كافية عبر السكك الحديدية أو الشاحنات وزيادة تكاليف الشحن، إلى زيادة الخصم الذي يقدمه المنتجون في الحوض البرمي لبيع نفطهم.
وبذلك عادت أزمة الاختناق بالنفع على مصافي التكرير التي تستطيع الآن شراء نفط خام أرخص، بالإضافة إلى مشغلي خطوط الأنابيب الذين أصبح أمامهم مساحة أكبر للتوسع، لكنها في النهاية أضرت بالمستكشفين.
والمفاجأة السيئة في الأمر هي أن انقشاع الأزمة وتعافي خدمات الشحن، قد لا يحدث قبل عام 2020، وهو التاريخ المحدد لبدء تشغيل خطوط أنابيب جديدة، أما في الوقت الحالي فسيكون هناك بعض الخاسرين تمامًا كما سيكون هناك بعض المستفيدين.
خاسرون ورابحون
- منذ الحادي والعشرين من مايو/ أيار، انخفض سعر خام "نايمكس" الأمريكي بنحو 10%، وكانت الشركات التي تتركز عملياتها في الحوض البرمي هي الأكثر تأثرًا، وفقدت شركة "كونوكو ريسورسيز" 4.1 مليار دولار من قيمتها السوقية في أسبوعين.
- بحلول الأربعاء السادس من يونيو/ حزيران، تم تداول النفط في ميدلاند، تكساس، أقل بنحو 19 دولارًا عن سعر برميل خام القياس العالمي "برنت"، وحتى شركة " بايونير ناتشورال ريسورسز" التي تتمتع بموارد مالية قوية نسبية وعقود آمنة لخطوط الأنابيب، خسرت 3.2 مليار دولار من قيمتها السوقية أو ما نسبته 9%.
- يفر المستثمرون إلى حيث يشعرون بالأمان ولو نسبيًا، لذا يستهدفون الأسماء الكبيرة ذات المحافظ المتنوعة مثل "أوكسيدنتال بتروليوم"، التي استقر سهمها على مدار الأسبوعين المضطربين.
- قالت "كابيتال وان سيكيورتيز" في مذكرة تحليلية إن "أوكسيدنتال" التي تعد أكبر منتج للنفط في الحوض البرمي، تضخ خامًا في مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط وكولومبيا، مع تسعير ما يقرب من 40% من إنتاجها لهذا العام وفقًا لأسعار الخام العالمية المرتفعة.
المصافي وخطوط الأنابيب
- يقول محللون إنه مع اشتداد اختناقات نقل النفط بين الحوض البرمي ومصافي ساحل الخليج الرئيسية، أصبح مشغلو المصافي الذين يتم خدمتهم من قبل خطوط الأنابيب الأقل ضغطًا في مناطق أخرى من البلاد يتمتعون بميزة نسبية.
- ارتفع سهم "ديليك يو إس" بنسبة 7.5% في غضون أسبوعين، في حين ارتفع سهم "سي في آر ريفينينغ" بنسبة 3.3%، وزاد سهم "هولي فورنتير" بنحو 1%، ويعتقد محللون أن شركات التكرير في الولايات المتحدة بشكل عام ستستفيد كثيرًا من انخفاض تكاليف الخام.
- ستستفيد الشركات المشغلة لخطوط الأنابيب أيضًا، إذ تقول مديرة أبحاث النفط لدى "مورنينجستار" "ساندي فيلدن": فكرة الاختناق مفيدة، إذا كانت شركة ما ستطرح خطها الجديد أو ستوسع خطوطها الحالية، يمكنها أن تتوقع حشدًا هائلًا من المنتجين الراغبين في التسجيل معها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}