نبض أرقام
06:30
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

بزنس السياحة في الفضاء.."أرسلوا الأغنياء خارج الكوكب"

2018/06/29 أرقام - خاص

يبدو أن سباقًا فضائيًا جديدًا انطلق ولكنه ليس بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة كما كان الوضع قبل عقود، فهو الآن بين عدد من الشركات الاستثمارية التي رأت في "السياحة في الفضاء" وربما "الإقامة لفترات في الفضاء" مجالًا جديدًا للربح.



 

سياحة "جديدة"
 

فمع التطور التكنولوجي أصبح سفر الأثرياء إلى بلدان أخرى أمرا عاديا وتقليديا وقديما أيضا، ولذا أصبح التميز هو السفر إلى الفضاء، حتى أن صحيفة نيويورك تايمز أشارت إلى أن الممثل الأمريكي "براد بيت" دفع 250 ألف دولار لشركة "سياحة" أمريكية للسفر إلى الفضاء لبضعة ساعات، غير أن الرحلة ألغيت بسبب فشل رحلة أخرى للشركة نفسها.
 

وظهرت شركة اسمها "أكسيوم سبيس" تعنى برحلات الفضاء ذات الطابع السياحي لكي تقدم لهؤلاء الأثرياء، والذين يمثلون 1% من طبقة الـ1% الأكثر ثراء عالميًا، خدمة السفر في رحلات إلى الفضاء لـ8-12 يومًا لكي يمروا بتجربة انعدام الوزن والجاذبية ورؤية كوكب الأرض من الفضاء فضلًا عن التواجد في الفضاء نفسه لفترة.    
 

وتقوم "أكسيوم" ببناء "محطة فضاء" تبعد 250 ميلًا عن كوكب الأرض لكي ترسل إليها "السائحين"، ومن المقرر أن تنتهي من بناء محطتها الفضائية بحلول 2022، مع الأخذ في الحسبان أن الخطط المتعلقة بالفضاء كثيرًا ما تتأخر لاعتبارات تقنية وأخرى متعلقة بالتمويل وغيرها.
 

وكشفت الشركة أيضًا أنه من المقرر أن تبدأ رحلاتها إلى الفضاء بحلول عام 2020 وقبل عامين من انتهاء المحطة، على أن تكون تلك الرحلات مجرد رحلة بالدوران في مدار الأرض ليوم أو يومين قبل العودة إليها مجددًا دون "الإقامة" في الفضاء.
 

تكلفة قياسية
 

ومن المتوقع أن يصل سعر الرحلة الواحدة إلى الفضاء 55 مليون دولار للمسافر الواحد، حتى أن مسؤولي شركة "أكسيوم" أعلنوا عن تخفيض لهؤلاء المشاركين في الرحلة الافتتاحية بأن يذهبوا بتكلفة 50 مليون دولار، حيث تتسع محطة الفضاء لـ8 أشخاص فقط بمن فيهم قائد المكوك الذي يقود المركبة بما يجعل تكلفة الرحلة عالية للغاية لتوزيعها على عدد قليل من الركاب.



 

وعلى الرغم من المبالغ الباهظة التي يدفعها المسافرون إلا أنهم لا يستطيعون الحصول على رحلات مريحة لأكثر من سبب، لعل أولها أن عليهم أن يخضعوا لاختبارات بدنية متعددة كتلك التي يخضع لها رواد الفضاء لتبيان قدرتهم الصحية على السفر إلى الفضاء دون التعرض لضرر على أن يكونوا تخطوا الـ21 عامًا على الأقل.
 

ويخضع المسافرون لبرنامج تدريبي مدته 15 أسبوعًا لضمان قدرتهم البدنية والذهنية على تحمل البقاء في الفضاء لأيام.
 

كما أن الغرف نفسها ليست غرف فندقية بالمعنى المفهوم فليس بها وسائل الرفاهية المعتادة، وإن أعلنت بعض شركات السياحة في الفضاء أنها ستوفر خدمتي الإنترنت والمكالمات الهاتفية لركاب رحلاتها السياحية لكي "يبقوا على اتصال بالأرض".
 

وهناك شركة أخرى تدعى "أوريون سبان" تخطط لافتتاح "فندق فاخر" في الفضاء، ومن المنتظر أن تبلغ تكلفة إقامة الشخص فيها لـ12 يومًا 9.5 مليون دولار، بما يقل كثيرًا عن التكلفة التي أعلنتها الشركات الأخرى.
 

المريخ والقمر ضمن الخطط المستقبلية
 

ويقول "فيل لارسن" مستشار الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" لشؤون الفضاء، لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه على الرغم من اعتقاد كثيرين أن السفر للفضاء ما زال أمرًا خياليًا إلا أن استعانة تلك الشركات بخبراء "ناسا" جعل الأمر ممكنًا مع توافر التمويل المناسب.
 

ولا يتوقع "لارسن" أن تؤدي المنافسة الناشئة بين شركات الفضاء إلى تراجع كبير في الأسعار، بل أن تستمر مرتفعة، مضيفًا أن مستوى الأسعار يرجع ببساطة لارتفاع التكلفة الناتجة عن استخدام الصواريخ في رحلات ذهاب وعودة مكلفة للغاية لأن أجزاءً متعددة من الصاروخ تستهلك في الرحلة، فضلًا عن تكلفة الوقود العالية وغيرها.



 

واللافت هنا أن خطط شركات أخرى مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجون" و"فيرجين جالستيك" تقوم على إرسال الناس إلى القمر وحتى المريخ بحلول عام 2023 من أجل الإقامة لفترات أكبر بل وحتى هناك خطط أثارت جدلًا حول نية بعض الشركات من أجل منح الناس "حق" الإقامة على القمر، بما يطرح "حقوق استغلال القمر" موضع نزاع وخلاف.
 

وبغض النظر عن متى ستنجح تلك الشركات في الوفاء بخططها الاستثمارية، في ظل العقبات التقليدية المرتبطة بالسفر إلى الفضاء من النواحي التقنية، إلا أن المؤكد تحول الفضاء من مجرد حيز كبير ممتد لدوران الأقمار الصناعية ورحلات الاستكشاف كتنافس بين الدول إلى مجال للشركات للربح ولشكل آخر جديد، لمنح الأثرياء بديلا لجزر المالديف والكاريبي، حتى أن 20 شركة قد تتنافس على إرسال الناس للفضاء خلال السنوات القليلة المقبلة.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة