نبض أرقام
09:26 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

في معادلة الأسعار والإمدادات.. هل تحظى "أوبك" بثقة المستهلكين في إدارتها للسوق؟

2018/06/28 أرقام

في اليوم التالي لإعلان "أوبك" عزمها تخفيف قيود الإنتاج المعمول بها منذ يناير/ كانون الثاني 2017، أكد وزير الطاقة "خالد الفالح" أن المستهلكين بمقدورهم الاعتماد على منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها في تلبية حاجاتهم من الخام.

 

هناك مقولة قديمة عن "أوبك" تشبهها بكيس الشاي الذي يعطي أفضل ما عنده بمجرد وضعه في الماء الساخن، فالمنظمة عادة ما تكون ناجحة للغاية في التعامل مع اضطرابات الأسعار الموجعة للمنتجين من خلال تقليص إمدادات الخام، لكن القيام بالعكس تمامًا لمساعدة المستهلكين هي قصة مختلفة تمامًا، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

 

الماضي يشهد

 

- بالعودة إلى مطلع القرن الجاري، كانت "أوبك" قد خرجت لتوها من عنق الزجاجة، بعدما خفضت إمدادات النفط لإنعاش أسعار الخام التي هبطت دون 10 دولارات للبرميل، وتوقعت المنظمة نموًا مطردًا في الطلب العالمي على النفط ومكاسب كبيرة للحصص السوقية.

 

- في أواخر عام 2000، تحدثت دول نيجيريا وإيران وفنزويلا عن زيادة إنتاجها النفطي بما لا يقل عن 4.7 مليون برميل يوميًا خلال العقد الجديد، وهو ما يعادل تقريبًا إنتاج إيران كاملًا.

 

 

- بحلول عام 2004، ارتفعت أسعار النفط إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه خلال عام 1998، تزامنًا مع بدء فورة النمو الصيني، وتوقعت المنظمة ارتفاع الإمدادات العالمية بنسبة 27% إلى 106 ملايين برميل يوميًا مع قدوم عام 2020.

 

- كما توقعت ارتفاع حصتها السوقية من 41% إلى 46%، على أن تقفز إلى 51% بحلول عام 2025، وهو مستوى من الهيمنة لم تصل له المنظمة منذ صدمات الطاقة في السبعينيات.

 

- زاد إنتاج المنظمة بمقدار مليوني برميل يوميًا فقط في الفترة بين عامي 2000 و2004، وبالنسبة للإنتاج الإجمالي لكل من فنزويلا وإيران ونيجيريا، نما بمقدار 30 ألفًا فقط.

 

- شهد عام 2004 ذروة إمدادات هذه البلدان الثلاثة خلال القرن الجديد، وبحلول مايو/ أيار تراجع إنتاجها الإجمالي أدنى 7 ملايين برميل.

 

 

- ساعد انخفاض إنتاج ثلاثي "أوبك" في رفع الأسعار إلى ثلاثة أضعاف ما هي عليه بحلول عام 2008، حيث استنزف الطلب المتزايد كل قدرات الإنتاج الاحتياطية لـ"أوبك" تقريبًا.

 

- رغم أن ارتفاع الأسعار يعني أن إنتاج "أوبك" من الخام في 2008 كان أقل من مستويات عام 2004، فإن صافي إيرادات المنظمة من صادرات النفط قفزت بنسبة 151%.

 

- عندما انفجرت الثورة الليبية عام 2011 كان أفضل قرارات "أوبك" هو الإبقاء على إنتاجها ثابتًا، ما حافظ على استقرار الأسعار أيضًا، في الواقع بلغت التقلبات أدنى مستوياتها منذ منتصف التسعينيات.

 

- المشكلة هي أن الأسعار استقرت فوق 100 دولار للبرميل، وفي نهاية المطاف عززت المنظمة إنتاجها بما يقارب 3 ملايين برميل يوميًا، أضيف معظمها عام 2015 في محاولة لانتزاع حصتها السوقية من منتجين منافسين في أماكن مثل أمريكا الشمالية، لكن الغرض لم يكن دعم العملاء، علمًا بأن نمو الطلب في 2014 كان الأضعف منذ 2009.

 

 

- إن طموحات "أوبك" في بداية العقد الأول من القرن الحالي بدت في النهاية محض سراب، وأدى عدم القدرة أو ربما عدم الرغبة في إحباط الموجات الصعودية إلى تحقيق مكاسب في فترات عدة.

 

- لكن التكلفة كانت باهظة، حيث شجع ذلك على توفير مصادر أخرى للإمدادات، بما في ذلك النفط الصخري والرملي اللذان عادة ما يشكلان إزعاجًا لـ"أوبك"، وبعبارة أخرى فإن السوق لم يصبح كبيرًا كما توقعت المنظمة وحتى حصتها منه لم تكن تنمو بالشكل المشار إليه في السابق.

 

- تتوقع منظمة البلدان المصدرة للنفط الآن، إنتاج 41 مليون برميل من النفط يوميًا، بحلول عام 2025، أي أقل من توقعاتها في عام 2004 بمقدار 17 مليون برميل يوميًا، ولا تتوقع نمو إمداداتها في الفترة بين عامي 2020 و2025.

 

المستقبل أيضًا غير مضمون

 

- إعلان "أوبك" الأخير في يونيو/ حزيران بشأن زيادة الإمدادات حفه بعض الغموض، لكن ربما يرجع ذلك إلى محاولة إخفاء وجهة نظر المنظمة الرئيسية وهي أن السعودية وروسيا سوف تتدخلان للاستجابة إلى الطلب الإضافي الذي لن تتمكن إيران وفنزويلا من تلبيته.

 

 

- سيبقى هذا السوق أكثر مرونة خلال بقية العام الجاري، لكن هناك مشكلة طويلة الأجل تتضح أيضًا، إذ تمتلك مجموعة المنتجين هذه حصة من السوق العالمي تبلغ نحو 50% (تمامًا ما كانت تحلم "أوبك" بالوصول إليه)، بيد أن تشكيل فريق متناغم من عدد أكبر لن يكون بسهولة الفريق المحدود في السابق.

 

- في ظل الاضطرابات الدراماتيكية لعدد من بلدان "أوبك" مثل فنزويلا" ستفشل المنظمة في تحقيق مهمتها الأساسية المتمثلة في حث العالم على شراء النفط، ناهيك عن التعامل مع القضايا الوجودية مثل التغير المناخي.

 

- في سوق الطاقة الذي تتزايد فيه التنافسية، يتم الالتفات بعين الاهتمام إلى الموثوقية، وبالنسبة لـ"أوبك" فقدرتها الاحتياطية على توفير المزيد من براميل النفط تتناقص، تزامنًا مع ضعف الروابط الداخلية بين صفوفها.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.