استفاق سوق النفط مرة أخرى، وسجل خام "نايمكس" الأمريكي أمس أعلى سعر له منذ أواخر عام 2014، وبشكل عام ارتفعت الأسعار بنسبة 13% منذ الخميس الحادي والعشرين من يونيو/ حزيران مدفوعة بمجموعة من العوامل الصعودية.
ومؤخرًا وافق المنتجون الرئيسيون بقيادة السعودية وروسيا على تعزيز إنتاج النفط، ما دفع المستثمرين للرهان على أن "أوبك" ستمتلك قدرة إنتاجية احتياطية محدودة للاستجابة لأي أزمة مستقبلية، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".
وتزامن هذا الإعلان مع أعطال نالت من منشأة إنتاج نفطية رئيسية في كندا، تسببت في اضطراب الإمدادات الموجهة إلى الولايات المتحدة، وذلك في الوقت الذي صعد فيه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من حملته ضد إيران، حيث تضغط إداراته على الدول الأخرى لوقف استيراد النفط الإيراني، أو التعرض لعقوبات من واشنطن.
وكان الارتفاع الأخير امتدادًا للموجة الصعودية لهذا العام، حيث قفزت أسعار النفط بشكل كبير خلال الربيع مع انهيار الإنتاج الفنزويلي في ظل معاناة البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة، بجانب توقعات انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، لكن هذه الموجة انحسرت في مايو/ أيار بعد تعهد السعودية وروسيا بضخ المزيد من الخام.
السعودية تتدخل لضبط السوق
- توصلت منظمة "أوبك" وروسيا إلى اتفاق معقد في فيينا، يقضي بزيادة إمدادات النفط، لكن يبدو أن الزيادة المعلن عنها والبالغة مليون برميل يوميًا لم ترتق لتطلعات السوق، وارتفعت الأسعار بعد الإعلان عن الخطة الجديدة.
- سعت السعودية وروسيا بعد ذلك لطمأنة المستهلكين بالقول إنهما ستتكفلان بتوفير أي احتياجات جديدة للسوق، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن المملكة تعتزم رفع إنتاجها من الخام إلى مستوى قياسي يبلغ 11 مليون برميل يوميًا خلال يوليو/ تموز.
- مثل هذه التعهدات الجريئة من شأنها عادة الإضرار بالأسعار، لكن المراهنين على الأسعار رأوا الأمور من زاوية أخرى أكثر إشراقًا، إذ يعتقدون أن زيادة الإنتاج السعودي تحد من القدرة الإنتاجية الاحتياطية لـ"أوبك"، وهو أمر يزيد الضغوط على السوق في الأوقات التي تشهد فيها توترات جيوسياسية عالية.
- مع العلم أن كل ذلك حدث بالتزامن مع تواصل انخفاض الإنتاج الفنزويلي والليبي.
اختناق الإمدادات في أمريكا الشمالية
- تنتج الولايات المتحدة كميات قياسية من النفط بالفعل، وذلك بفضل ازدهار أعمال الحوض البرمي غربي ولاية تكساس، ومع ذلك فإن هذا النمو له حدود، والآن باتت تعاني المنطقة الأهم لإنتاج النفط الصخري من عدم قدرة خطوط الأنابيب على استيعاب الإنتاج كاملًا بالإضافة إلى نقص المواهب.
- قالت وزارة الطاقة الأمريكية الأربعاء، إن الطلب القوي وراء انخفاض مخزونات الخام بمقدار 9.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران، أي أربع مرات الحجم الذي توقعه المحللون.
- كندا هي قوة نفطية أخرى تصارع مشاكلها الخاصة، وتسببت الأضرار التي لحقت بنظام الكهرباء الأسبوع الماضي في إغلاق منشأة "سينكرود" في ألبرتا، مما أدى إلى تعطل إمدادات يومية تقدر بـ360 ألف برميل يوميًا.
- تتوقع "سونكور إنرجي" التي تدير المنشأة، أن يستمر تعطل الإنتاج خلال شهر يوليو/ تموز على الأقل، لحين الانتهاء من عملية التقييم الشامل وتحديد موعد استئناف العمل.
التوتر الإيراني يتزايد
- في هذه الأثناء، أثارت إدارة "ترامب" مخاوف سوق النفط، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إنها تتوقع من جميع الدول التوقف عن استيراد الخام الإيراني، معتبرة ذلك إحدى أولويات الأمن القومي للولايات المتحدة.
- وهذا يشير إلى تحول في سياسات الولايات المتحدة التي قدمت تنازلات لبعض الدول عندما فرضت عقوبات على طهران خلال حكم الرئيس السابق "باراك أوباما"، لكن حتى الآن من غير الواضح إذا كان جميع عملاء إيران سيتوقفون عن استيراد النفط منها.
- قال وزير النفط الهندي إن بلاده قد تتجاهل الطلب الأمريكي بعدم استيراد النفط من إيران، وفي الوقت نفسه قد لا ترغب الصين أيضًا في منح "ترامب" أي أفضلية في خلافه مع طهران على خلفية النزاع التجاري بين بكين وواشنطن، ومن جانبها أكدت تركيا عدم نيتها الاستجابة لطلب الخارجية الأمريكية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}