أقيم أكبر مؤتمر حول تكنولوجيا "بلوك شين" في مايو/أيار الماضي تحت عنوان "Onchainfx" حيث تجمع مطورون ومهتمون بسوق الأصول الرقمية الذي بلغ في وقت سابق هذا العام أكثر من 800 مليار دولار بالإضافة إلى مناقشة تطبيقات التكنولوجيا التي يعتمد عليها.
تعرض سوق الأصول الرقمية لاختراقات عديدة ومخالفات قانونية واستغلال في أنشطة تمويل إرهاب وغسل أموال بالإضافة إلى تقلبات سعرية حادة، ومع ذلك، فإن قطاعات خدمية ومالية ومصرفية وغيرها تهتم بـ"بلوك شين" التي يتم تداول العملات الرقمية عن طريقها.
يرى الكثيرون أن الأصول الرقمية أصبحت بمثابة نشاط اقتصادي، ومثال على ذلك، وقعت جزر "مارشال" مؤخرا قانونا لإطلاق عملة رقمية وطنية بشكل قانوني ستطرح في عطاءات رسمية للمرة الأولى، كما تهرع العديد من الجهات التنظيمية لوضع قواعد تخص بورصات تداول العملات الافتراضية، ونشرت "فاينانشيال تايمز" تقريرا تحدثت من خلاله عن عالم جديد يتحول إلى اقتصاد "المقايضة"، ولكن من خلال الأصول الرقمية.
"بلوك شين"
- ترى الكثير من الصناعات أن "بلوك شين" تكنولوجيا واعدة ستحدث طفرة في شتى المجالات، ويستهدف الكثيرون تطبيقات متنوعة لهذه التكنولوجيا لتحقيق أكبر استفادة منها.
- رغم أن "بتكوين" وأخواتها تحتل حيزا لا بأس به في الإعلام، إلا أنها لم تصبح محط أنظار معظم الشركات على عكس التكنولوجيا الواعدة "بلوك شين".
- أصبح إطلاق رموز رقمية "توكن" اتجاها اقتصاديا ناشئا يمكن أن يسهم في إحداث أكبر تغيير على الإطلاق.
- تستخدم "بلوك شين" في نقل وتحويل الرموز الرقمية "توكن" التي تعد بمثابة ملكية رقمية، في حين تمثل العملات الرقمية كـ"بتكوين" نوعا من الأصول استخدم لدى البعض كوسيلة دفع مقابل خدمة أو سلعة.
- تنعش "بلوك شين" اقتصاد "الرموز الرقمية" التي لطالما كان من الصعب تداولها كوحدات رقمية بشكل منظم، ويتم إدارتها من خلال محافظ رقمية في إطار سوق يعمل على مدار الساعة.
- يتطلع المستثمرون المحترفون لإضافة الذهب إلى محافظهم الاستثمارية بشكل متكرر في أحوال مختلفة، وفي الآونة الأخيرة، أصبحوا يضيفون "توكن ذهبية" داخل "بلوك شين".
- تُدعم هذه الـ"توكن الذهبية" بوزن معياري لكل وحدة وتخزن داخل محافظ آمنة، ويمكن تداول هذه الـ"توكن" مقابل أخرى داخل محافظ مادية لأصول مختلفة.
- تمثل أصول "توكن" كل شيء من أوراق مالية منظمة إلى تراخيص برمجيات ومن حقوق إعلام رقمي إلى مساحات تخزين سحابية وحتى اهتمامات البشر – التي يشتريها المعلنون.
- مع الأخذ في الاعتبار جميع التحديات المالية والقانونية والخصوصية وغيرها، فإن "بلوك شين" أثبتت كونها أساسا لبنية تحتية رقمية يكون فيها النقد عبارة عن فئة أصول يتم تداولها مقابل غيرها مما يفتح الباب أمام ما يعرف بـ"اقتصاد المقايضة" لكن هذه المرة داخل إطار رقمي.
مقايضة رقمية
- كانت أسواق المقايضة في الماضي هي البديل الأول لاقتصادات النقد وتغلب التجار حينها على عدم التوازنات المحلية للعرض والطلب من خلال منح أصول موثوق بها – ألا وهي النقود.
- بمرور الوقت، ربما تلجأ الأسواق العالمية بشكل أساسي إلى تقليص الحاجة لدخول وسطاء عبر حركة التجارة بالأنظمة الاقتصادية العالمية.
- على سبيل المثال، ازدهرت تجارة "توكن الاهتمامات البشرية" حيث إن البعض يقضي وقتا على الإنترنت لشراء قهوة الصباح، وعلى أثر ذلك، تبيع شركات الإنترنت هذا الاهتمام لشركات المقاهي وجذب المعلنين.
- ربما تسمح متاجر تجزئة للعملاء بشراء سلع في مقابل "رموز توكن وقود" أو "توكن سلع زراعية"، ومن الممكن أن تقبل سيارات التاكسي ذاتية القيادة – قيد الاختبارات حاليا – الدفع بأي "توكن" يمكن استخدامها بسهولة لشراء وقود أو عمل صيانة للمركبة.
- لو تحققت هذه الرؤية الاقتصادية الرقمية بشكل كامل، فإن اقتصادات العالم ستشهد تحولا جذريا.
- تعد "بلوك شين" بمثابة واجهة لثورة رقمية يجري تطويرها باستمرار لاستكشاف المزيد من التطبيقات المستفيدة منها فضلا عن دخولها مختلف المجالات المالية وغيرها.
- نتيجة لذلك، على المحاسبين إنشاء مناهج تصنيف وفئات جديدة للأصول الرقمية كما أن الحكومات عليها بحث آليات ضريبية داخل هذه المنظومة.
- بالمثل، يجب على مديري التنمية البشرية النظر في وضع هيكل للمكافآت بالأصول الرقمية كما ينبغي على السلطات القضائية سن تشريعات لمواكبة الممتلكات الرقمية وكيفية الفصل فيها.
- في الصناعة، لا بد لقادتها استكشاف دور التجارة الرقمية داخل المتاجر ومتابعة حركتها من المصدر للمستهلك وفهم فرصها والمخاطر المحيطة بها.
- أيضا، على البنوك المركزية والاقتصاديين وقطاعات الأعمال الأوسع نطاقا دراسة الطبيعة المتطورة للمال ومستقبله في ضوء التكنولوجيا الرقمية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}