يعتمد الوجود البشري على المياه بالكامل؛ إذ ترتبط المياه بجميع جوانب التنمية البشرية، وهي القوة الكبرى لدفع عملية التصنيع والصحة والمساواة بين الجنسين.
وطالما كان هناك اعتقاد بأن مشكلات الحياة لا توجد إلا في المجتمعات الريفية الفقيرة، والأحياء الحضرية الفقيرة، إلا أنه -وللمرة الأولى- قد تتعرض مدينة عالمية كبيرة، مثل "كيب تاون"، لأزمة نفاد المياه.
وقد أُطلق على اليوم الذي تنفد فيه المياه "اليوم صفر"؛ حين تجف الصنابير، ويواجه آلاف الأشخاص صعوبة في العثور على المياه للقيام بالأنشطة اليومية، مثل الاستحمام والطهي والتنظيف.
وتشير الإحصاءات إلى أن في العالم 663 مليون شخص يعيشون بدون مياه نظيفة، وأن شخصًا من بين كل 3 أشخاص لا يمتلك مرحاضًا لائقًا، وأن شخصًا واحدًا من بين كل 9 أشخاص ليس لديه مياه نظيفة بالقرب من المنزل.
ما حجم مشكلات المياه في إفريقيا؟
- لا يزال الحصول على مياه نظيفة يشكل تحديًا كبيرًا في أجزاء من القارة الإفريقية، وله عواقب وخيمة على الصحة والنظافة.
- كل جزء من القارة يواجه تحدياته الخاصة المرتبطة بأزمة المياه. وتعد المجتمعات الريفية في إفريقيا هي الأكثر تضررًا من مشكلة نقص مياه الشرب النظيفة.
- في هذه المناطق، يمشي الأشخاص عدة أميال يوميًّا للبحث عن مياه تكفي احتياجاتهم اليومية. ومعظم المياه التي يجدونها تكون ملوثة؛ لذلك فإن المجتمعات الريفية التي تواجه مشكلات مياه، غالبًا ما تكون بؤرًا للمرض.
- ولأن معظم الأشخاص لا يمتلكون مراحيضَ نظيفة، أو لا يكون لديهم طريقة للتخلص من النفايات، فمن الشائع أن تنتشر أمراض مثل الإسهال والكوليرا بسرعة كبيرة في المجتمع.
المناطق الحضرية
- مع زيادة عدد الذين يهاجرون إلى المناطق الحضرية في إفريقيا، تزايد الضغط على إمدادات المياه هناك.
- لا تزال العديد من المناطق الحضرية لا تمتلك وسائل مخصصة لتنظيف إمدادات المياه قبل أن يستخدمها السكان.
- يؤدي الافتقار إلى أعمال السباكة وإزالة النفايات، إلى انتشار البكتيريا والطفيليات وغيرها من الملوثات؛ ما يؤدي إلى تراكمها وتلوث إمدادات المياه.
- كما يؤدي الضغط الكبير على المياه السطحية من قبل السكان الذين يزداد أعدادهم، إلى تضاؤل مصادر المياه كثيرًا.
الزراعة والأراضي الرطبة
- تُشكل الزراعة في القارة أيضًا عبئًا كبيرًا على إمدادات المياه، وتتسبب في تلوث المياه في الوقت نفسه.
- فالقطاع الزراعي يستخدم المياه السطحية أكثر من الجوفية؛ ما يتسبب في تجفيف المسطحات المائية الكبيرة والأنهار في إفريقيا.
- كما تعد الأراضي الرطبة في إفريقيا، من غابات المياه العذبة إلى البحيرات المالحة والسهول الفيضية الضخمة؛ من أكثر النظم البيئية تنوعًا في العالم.
- تؤدي هذه الأراضي وظائف بيئية هامة، مثل ترشيح المياه، وتحسين جودة الهواء.
- يتسبب التوسع الحضري السريع في إفريقيا، والتلوث، واستنزاف المياه في الزراعة، فضلا عن التحديات التي يفرضها تغير المناخ في تهديد الأراضي الرطبة الموجودة في القارة.
هل هناك حل للخروج من الأزمة؟
- على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه القارة، فإن هناك العديد من الحلول لمواجهة الأزمة.
- يعد الابتكار والتكنولوجيا والتدريب جزءًا أساسيًّا من إيجاد حلول مُستدامة تساعد على إدارة الموارد المائية المحدودة بالقارة.
- تقوم العديد من المنظمات بتشييد مشروعات مائية مستدامة؛ للمساعدة على تحسين حالة المياه في إفريقيا، وتشمل هذه المبادرات والخدمات:
- المراحيض التي يديرها المجتمع.
- التغذية بالجاذبية (جهاز تسقط فيها المواد بفعل الجاذبية لا بوسائل آلية).
- حفر الآبار باليد.
- إصلاح الآبار.
- أنظمة التطهير الشمسي.
- المضخات اليدوية.
- الصرف الصحي المنزلي.
- حماية مياه الينابيع.
- حصاد مياه الأمطار.
- نظم النظافة والصرف الصحي.
- إدارة حفر النفايات في المناطق الحضرية.
- معالجة مياه الصرف الصحي.
- السدود الرملية.
- حصاد الضباب.
- تنقية المياه المحمولة.
بعض الابتكارات المثيرة
ابتكر اثنان من جنوب إفريقيا -وهما: بيتي بيتزر وجون جونكر- Hippo Water Roller، وهي حاوية على عجلات تُستخدم لحمل المياه النظيفة بطريقة أكثر سهولة وفاعلية من الطرق التقليدية المُستخدمة في معظم المناطق الريفية؛ ما يساعد على مساعدة الريفيات والأطفال على الحصول على مياه آمنة صالحة للشرب.
كما أطلق مارك ألجرا من كيب تاون مبادرة أخرى للحفاظ على المياه باسم "Aquatrap"؛ وذلك باستخدام الإطارات المُعاد تدويرها، وقام بتنفيذ تصميمه في المدارس المحلية.
ويساعد مارك على تعليم الأطفال كيفية الحفاظ على المياه، من خلال تزويدهم بالمعرفة التي يمكنهم مشاركتها في المنزل مع عائلاتهم ومجتمعاتهم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}