تتسابق كليات الأعمال والجامعات لإطلاق دورات تعليمية حول العملات الرقمية وتكنولوجيا "بلوك شين" الداعمة لها، في ظل تنامي الطلب على فهم هذه التقنيات بعد طفرة الأصول الافتراضية، لكن ما الذي يجب تدريسه بالضبط ومن ينبغي أن يقدم المحتوى؟
مع محاولات تقييم الأكاديميين للمحتوى، يتنامى الجدل حول المكان الذي يكمن فيه مستقبل دراسة العملات الرقمية، وفي الماضي القريب ازداد الطلب بشكل مطرد على المتخصصين في تدريس الأصول الافتراضية و"بلوك شين"، بحسب تقرير لـ"فايننشال تايمز".
لكن في الآونة الأخيرة، تفجر الاهتمام وسط التغيرات المضطربة في سعر أشهر عملة رقمية "بتكوين" وتزايد الضجيج حولها، ما دفع كليات إدارة الأعمال والجامعات لتدريب الطلاب على هذا التخصص الذي كان يُنظر إليه في الماضي على أنه يقع في هامش صناعة التمويل والتكنولوجيا.
ولا يقتصر الأمر على المصارف والبنوك المركزية والحكومات في تقييم استخدام هذه التقنيات، فهناك قطاعات أخرى، بدءًا من مقدمي الخدمات اللوجيستية وحتى صناعة التعدين، تريد فهم ما يمكن أن تعنيه لهم هذه التكنولوجيات.
من جانبه يقول أستاذ التمويل في كلية ستيرن لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك "ديفيد ييرماك": تتحرك الأمور بشكل أسرع مما توقعناه، لن يكون أمام كليات إدارة الأعمال أي خيار سوى تحديث مناهجها الدراسية باستمرار.
وبدأ "ييرماك" تقديم إحدى أولى الدورات التعليمية حول العملات الرقمية و"بلوك شين" ضمن برنامج ماجستير إدارة الأعمال بالجامعة عام 2014، وفي أحدث المواسم انضم لهذه الدورة 230 طالبًا، أي أكثر من ضعف العدد المسجل العام الماضي.
فيما يقول "جينس مارتين" مدير البرامج في كلية إدارة الأعمال بجامعة أمستردام التي تقدم دورة تدريبية حول "بلوك شين" والعملات الرقمية ضمن برنامج ماجستير التمويل الدولي: لعبت زيادة قيمة العملات الرقمية دورًا كبيرًا في تعزيز الاهتمام العام بهذه التقنيات.
وتابع: مع ذلك كان هناك اهتمام خاص وشديد للغاية من قبل صناعة التمويل، نرى العديد من التطبيقات ليس فقط من الأشخاص الذين لديهم خلفية مصرفية، بل من مجموعة أكثر تنوعًا تهتم بتطبيق هذه المفاهيم في مجال التمويل.
وحول طلب المؤسسات الكبرى، يؤكد "روبرت واردروب" المدير والمؤسس المشارك لمركز "كامبريدج" للتمويل البديل –تابع لكلية إدارة الأعمال بالجامعة- أن شركات مثل "أمازون" و"جوجل" و"مايكروسوفت" تبدي اهتمامًا كبيرًا بالمعرفة والمهارات المرتبطة بالعملات الرقمية.
ويضيف: يتزايد الاهتمام بشكل رئيسي من قبل الشركات غير المالية، فهذه الأفكار ضرورية للمشروعات ذات الصلة التي تعمل عليها، وفهم أمور مثل التشفير والأصول الرقمية أصبح أمرًا أساسيًا ليس فقط لنموذج الأعمال، ولكن لزيادة رأس المال.
على جانب آخر، يعقد "كارستن سورنسن" أستاذ نظم المعلومات والابتكار في كلية لندن للاقتصاد، دورة تدريبية قصيرة عبر الإنترنت عن الاستثمار في العملات الرقمية والتقنية المتعلقة بها، وتصل تكلفتها إلى 1800 إسترليني (2370 دولارًا).
ومع ذلك يتساءل "سورنسن" عما إذا كانت العملات الرقمية ناضجة بما يكفي لإطلاق برامج ماجستير متخصصة لها فقط في مجال التمويل، ويضيف: لا يزال من الصعب تحليل هذا السوق من حيث جميع المسائل الإحصائية والرياضية المتقدمة التي يمكن استخدامها في التمويل.
ويواجه الأكاديميون صعوبات في مواكبة التطور السريع للمجال، ففي آخر دورة قدمها "ييرماك" كان عليه تعديل منهجه الدراسي لإضافة دروس حول إصدار عملات رقمية جديدة، ويعلق على الأمر قائلًا: هذه المواضيع كانت كلها غير معروفة منذ عام مضى، هذا أصعب بكثير من تدريس مقرر من كتاب مدرسي.
هذا ما أكده أيضًا "كامبل هارفي" الأستاذ بكلية فوكوا للأعمال بجامعة ديوك، كارولينا الشمالية، حيث يقول: بينما تسير في الصف، ربما يصبح هناك شيء زائد بحاجة للإضافة إلى دورتك، والتعامل مع الاستفسارات المتعلقة بالمجال من الطلاب وغيرهم يستهلك كثيرًا من الوقت ويضيف إلى التكلفة الخفية لتدريس دورة مبتكرة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}