لماذا لم يعد يأبه المستثمرون في شركات النفط بهبوط أسعار الخام؟

مع تراجع أسعار النفط مؤخرًا من مستوياتها الأعلى في أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، ما زالت تقيم الشركات الأوروبية الكبرى هذا الانخفاض الذي يفترض أن يعني تغيرًا في المكاسب المحققة، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

بينما تراجع خام "برنت" القياسي بأكثر من 9% خلال الأسبوع المنتهي في السابع عشر من يوليو/ تموز، انخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" للنفط والغاز بنسبة 3.9% فقط، ويعود السبب في ذلك إلى إثبات الشركات لقدرتها على الانضباط والتوازن خلال انهيار الأسعار في الفترة بين عامي 2014 و2016 ما بعث برسالة طمأنة للمستثمرين مضمونها أنه من الممكن تحمل حركات التصحيح بسهولة.

ويقول "أحمد بن سالم" المحلل لدى "Oddo Bhf" للخدمات المالية: قامت شركات النفط بعمل جيد في تعديل ميزانياتها وفقًا لأسعار النفط المنخفضة والآن يستفيد المساهمون من ذلك، وترتبط قدرات الشركات على الصمود بحقيقة أن لديها سعر تعادل منخفضا يصل إلى 50 دولارًا للبرميل، وأن ميزانيتها وخطط إعادة شراء الأسهم تعتمد على سعر 60 دولارًا للبرميل.

واضطرت شركات النفط الكبرى في أوروبا مع انهيار الأسعار إلى خفض إنفاقها وتقليص التكاليف وتأجيل بعض المشاريع، وهي استراتيجية جعلتها الآن أقل حساسية لتقلبات الأسعار قصيرة الأجل، مثلما حدث مؤخرًا عند تراجع خام "برنت" على خلفية الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين الذي ولد مخاوف من انخفاض الطلب، علاوة على تعهد السعودية بزيادة الإمدادات إلى مستويات قياسية.

وتلقى المستثمرون دعمًا معنويًا أيضًا من التوقعات القوية للربع الثاني من العام الجاري والتي تظهر نتائجها خلال أيام، ويعتقد المحللون أن قطاع النفط الأوروبي سيسجل أعلى نمو في الأرباح بين 10 صناعات رئيسية.

من المتوقع أن تسجل الشركات أكبر تدفق نقدي خلال عقد من الزمان تقريبًا، وفقًا لـ"جولدمان ساكس"، فيما يرى "جيه بي مورجان" أن أداء أسهم النفط اختلف عن أداء الأسعار بسبب التدفقات النقدية الحرة القوية التي تحققها الشركات، كما أن الأرباح القوية وبقاء الأسعار أعلى 70 دولارًا للبرميل واستمرار خلق المشاريع الاستكشافية والإنتاجية تدعم مواصلة تقديم الأسهم لأداء جيد.

في العام الماضي، تردد المستثمرون في الاعتقاد بأن أرباح الشركات قادرة على التعافي، ورغم أن سعر خام "برنت" ارتفع بنسبة 18%، فإن أسهم النفط كانت واحدة من القطاعات القليلة التي انخفضت في أوروبا، حيث سجلت تراجعًا قدره 2.2%.

أما حتى نهاية الأسبوع المنقضي في 20 يوليو/ تموز 2018 فما زالت أسهم النفط الأوروبية تقاوم انخفاض الأسعار، مع تغير طفيف بمؤشر "ستوكس يوروب 600" للنفط والغاز، مقارنة بأسعار خام "برنت" التي تراجعت بشكل قوي.