نبض أرقام
16:24
توقيت مكة المكرمة

2024/07/22
14:15
12:06

أسباب إغلاق الشركات وإفلاسها.. أخطاء فادحة تستدعي التوقف أمامها

2018/07/28 أرقام - خاص

حقيقة تبدو مقلقة أو مفزعة:"8 من كل 10 شركات لا تستطيع تجاوز الـ5 سنوات الأولى لعمرها قبل الإعلان رسميًا عن "وفاتها" إما بالإفلاس أو بالإغلاق أو بشرائها من قبل كيانات أكبر"، هذا ما تؤكده دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهو ما يسترعي التوقف عند تلك الأسباب.

 

 

لا اختلاف عن التقليدي والمتاح: "أثناء سيري بين المحال التجارية لشراء حذاء عام 1999، وجدت موديل الحذاء في أحد المحال لكنني لم أجد اللون الذي أرغب به، وعندما وجدت اللون المطلوب لم أجد المقاس، فعرفت مدى معاناة بعض الناس لشراء حذاء فقررت إنهاء تلك المعاناة والاستفادة من ذلك".. هكذا يؤكد "نيك سوينمورن" مؤسس مجموعة "زابوس" لتجارة الأحذية على شبكة الإنترنت أن بداية شركته جاءت من فكرة بسيطة وهي القضاء على معاناة الراغبين في شراء الأحذية بتوفيرها بكل المقاسات والألوان والأشكال على شبكة الإنترنت.
 

ووفقًا لـ"فوربس" فإن"سوينمورن" تجنب ببدايته تلك سبب فشل العديد من الشركات في البقاء والاستمرار، لمعرفته بأن مجال عمله يستهدف حل مشكلة واضحة وسد فجوة ظاهرة في السوق وليس بداية لـ"محاولة" لتحقيق الربح بالسعي لتوفير أي سلعة أو خدمة بغض النظر عن ملاءمتها للسوق.
 

التصلب الإداري: لعل النموذج الأبرز الذي يتم طرحه في هذا الصدد هو سلسلة "كوميت" الإنجليزية لتجارة التجزئة في الأدوات الإلكترونية، حيت بدأت العمل في ثلاثينيات القرن الماضي، وانتعشت بشكل لافت مع مبيعات المذياع المتزايدة في منتصف الخمسينيات، ثم أصبحت من أكبر سلاسل المتاجر في السبعينيات لتستمر في النمو المضطرد حتى بداية الألفية الجديدة.
 

غير أن مجموعة من المشاكل لم تقم الإدارة بحلها أدت لإغلاق الشركة أبوابها: تشابه شعار الشركة مع بعض المنافسين بما يجعل الأمر يختلط على المستهلك، تطور أساليب المبيعات في مجال الأدوات الإلكترونية إلى البيع على الإنترنت، دخول العديد من المنافسين في صفقات استحواذ ودمج جعلت حجمهم أكبر.
 

وعلى الرغم من أن كل مشكلة من المشاكل السابقة ليست كفيلة وحدها بإجبار الشركة على الإغلاق لكن تراكمها وغياب المرونة المطلوبة من الإدارة في التعامل المباشر مع كل مشكلة جعل الشركة تغلق أبوابها بعد حلول أزمة 2007 المالية لتكن القشة التي قصمت ظهر البعير لتفلس فروع الشركة تواليًا حتى أغلقت الشركة نهائيا.

 

الظروف الاستثنائية: وفقًا للمكتب الأمريكي للعمالة فإن الشركات الأمريكية التي أغلقت أبوابها في عام 2009 بلغ عددها 400 ألف بسبب عدم قدرة غالبية تلك الشركات على الوفاء بالتزاماتها المالية، ويمكن تشبيه الأمر نفسه بالكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي وبالحربين العالميتين الأولى والثانية، فكلها ظروف استثنائية أطاحت بشركات.
 

 

لذا فقد يبدو منطقيًا هنا أن يكون الطرح معكوسًا، بمعنى البحث عمن نجوا من تلك الفترات العصيبة، ومن أبرز تلك الشركات التي نجت خلال العديد من تلك المراحل "فورد" لصناعة السيارات، حيث تصفها دراسة لكلية "هارفارد" لإدارة الأعمال بـ"إحدى أكثر الشركات ذكاء ومرونة على مر التاريخ"، برغم تغير إدارتها المستمر منذ المؤسس "هنري فورد" قبل أكثر من قرن من الزمان إلا أن الشعار الذي تلتزم به باستمرار هو "انتبه لتعرف أين تضع قدمك، لا سيما في وقت العاصفة".
 

الاعتماد على عملاء بعينهم: وتضرب "هارفارد مثالًا بشركة للإعلان باسم "هوم ران ميديا" التي استطاعت أن تحقق نموًا لافتًا في تمكين عملائها من عمل خطط تسويقية لمنتجاتهم في الولايات المتحدة. وبسبب ما حققه أحد عملاء الشركة من نجاح لافت زادت نفقات الأخير بشكل كبير على الإعلان والتسويق حتى أصبحت 80% من إيرادات الشركة من هذا العميل الكبير.
 

ومع نشوب خلاف بين الطرفين، تم فسخ العقد المبرم بينهما، لتبدأ الشركة رحلة من التخبط بدأت بتخفيض عدد العاملين فيها، ثم البحث عن بدائل للتمويل، وعلى الرغم من تمكنها من سداد كافة التزاماتها تجاه الموردين والعاملين إلا أن الشركة اضطرت للإغلاق في نهاية الأمر لخسارتها لغالبية أعمالها في "ضربة واحدة".
 

غياب الاتصال مع المستهلكين: كثير من الشركات تجعل الاتصال مع العميل بمثابة طريق واحد، فهي إما تخبره بتوافر منتجاتها في الأسواق بشكل أو بآخر، أو تستمع له حول ما يرغب في توافره في المنتجات التي يحصل عليها من الشركة، وعلى الرغم من أهمية الاتصال بهذا الشكل غير أنه غير كاف.
 

 

فعلى سبيل المثال، فشركة "نوكيا" اعتادت إجراء دراسات السوق باستمرار، وعمل إعلانات "جيدة"، لكنها لم تفتح حوارات متصلة مع زبائنها بمعنى الأخذ والرد في حوار متصل وليس مجرد الاتصال من جهة واحدة، فالتفاعل مع المستهلك يزيد من فهم الشركة لاحتياجاته ويجعله يدرك أنه جزء من خطط الشركة بما يجعله أكثر ولاء لها، وهذا جعلها تعاني، فمن كان يصدق أن تتخلى "نوكيا" عن وحدة إنتاج الجوالات بها يوما ما؟

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة