نبض أرقام
03:43
توقيت مكة المكرمة

2024/06/30
2024/06/29

ثورة "مايكروسوفت" الثانية.. كيف ارتفع سهم الشركة إلى ثلاثة أمثاله في 4 سنوات؟

2018/07/28 أرقام

عندما ظهر " ساتيا ناديلا" بشكل علني لأول مرة كرئيس تنفيذي جديد لـ"مايكروسوفت" عام 2014، أقدم على فعل غير معتاد نهائيًا بالنسبة لقائد شركة برمجيات عملاقة، حيث أكد أن الحوسبة السحابية وخدمات الجوال هي أكثر ما يهم العالم الآن دون إشارة ولو لمرة واحدة إلى "ويندوز"، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".

 

ويعد نظام التشغيل "ويندوز" هو المنتج الأكثر خصوصية وأبرز الأسس التاريخية التي قام عليها نجاح الشركة في عهد المؤسس "بيل جيتس" –الذي قاد الصحوة الأولى والطفرة التي أطلقتها الشركة في عالم الحواسيب- والرئيس التنفيذي الذي خلفه "ستيف بالمر"، لكن بحسب رئيس مجلس الإدارة "جون طومسون" فإن "ناديلا" أدلى ببيان جريء حول ما يمكن توقعه تحت قيادته رغم أن إغفاله المقصود لم يعجب الكثير من المتابعين آنذاك.

 

ويقول "طومسون": ما كان يحاول قوله للعالم، هو أننا في "مايكروسوفت" يجب أن نكون مستعدين لاحتضان الخدمات السحابية، وأن نكون أكثر تركيزًا على تكنولوجيتنا التي تعمل على جميع المنصات.

 

"ناديلا" وعد وأوفى
 

- منذ هذا الخطاب، برزت "مايكروسوفت" كمزود رئيسي لخدمات الحوسبة السحابية، خاصة للشركات الكبيرة، وشكلت تحديًا لخدمات "أمازون ويب سرفيسز" في سوق البنية التحتية السحابية سريعة النمو، وتحولت الشركة إلى حليف لمجتمع التطوير مفتوح المصدر.
 

 

- نال المستثمرون مقابل صبرهم وثقتهم مكاسب كبيرة، فخلال عهد "بالمر" الذي استمر 14 عامًا، تذبذب سهم "مايكروسوفت" صعودًا وهبوطًا، لكن منذ تولي "ناديلا" في الرابع من فبراير/ شباط عام 2014، ارتفع سعر السهم إلى ثلاثة أمثال ما كان عليه تقريبًا متجاوزًا 105 دولارات بحلول منتصف يوليو/ تموز.
 

- تبلغ القيمة السوقية لـ"مايكروسوفت" الآن أكثر من 800 مليار دولار، وتعد رابع أكبر شركة في العالم، بعد "آبل" في المركز الأول و"أمازون" ثانيًا و"ألفابت" ثالثًا، وسجلت إيرادات بأكثر من 110 مليارات دولار (لأول مرة في تاريخ الشركة تتجاوز الإيرادات 100 مليار) خلال العام المالي المنتهي في يونيو/ حزيران 2018، مع معدل توسع هو الأسرع منذ عام 1999، وفي ظل الحفاظ على هوامش الأرباح وفقًا لمطالب المستثمرين.

 

النجاح لم يكن وليد الصدفة
 

- بالإضافة إلى احتضانها لمصدر مفتوح، أصبحت "مايكروسوفت" بشكل عام شريكًا أكثر ودية بدلًا من خصم خائف، وفاجأ "ناديلا" الصناعة بإعلانه عن شراكات مع المنافسين بما في ذلك "ريد هات" و"سيلزفورس" وحتى "أمازون" لتعزيز خدمات الحوسبة السحابية "Azure" وتطبيقات "أوفيس" والمساعد الصوتي "Cortana".
 

 

- ركز نموذج أعمال "مايكروسوفت" الجديد بشكل كبير على الابتعاد عن تقديم البرامج المعبأة –البرامج التي تباع لمرة واحدة- لصالح الخدمات السحابية القائمة على الاشتراكات، وتحقيق ذلك كان أكبر الرهانات والعقبات أمام "ناديلا"، حتى أن متوسط نمو الإيرادات السنوية خلال السنوات الأربع الماضية بلغ 6.5%، وهو أقل من المعدل المسجل في عهد "بالمر" عند 11%.
 

- لكن اليوم يأتي ما يقرب من ثلثي إيرادات "مايكروسوفت" من الاشتراكات وباتت الشركة تحقق تدفقًا نقديًا أقوى، والأهم من ذلك أنها استعادت أهميتها في مجتمع المطورين بعد التنازل عن هيمنتها في السابق لـ"آبل" و"فيسبوك" و"جوجل".
 

- في عهد "بالمر" سعت الشركة للدفع بنظام "ويندوز" إلى أجهزة الجوال، واتخذت قرارًا شكك في صحته الكثيرون، وتبين أنه كارثي في النهاية، وذلك بدفع أكثر من 7 مليارات دولار للاستحواذ على أعمال "نوكيا" للجوال.
 

- على أي حال، بحلول عام 2017، ومع هيمنة نظامي "أندرويد" و"آي أو إس" على سوق الجوالات الذكية بالكامل، خفضت "مايكروسوفت" دعمها لـ"ويندوز فون 8.1"، وأشارت إلى أنها لن تصدر خصائص جديدة لنظام تشغيل الجوال بعد الآن.
 

 

- بعد بضعة أيام جعل "ناديلا" الأمر أكثر وضوحًا بقوله إن الشركة لا يمكنها المنافسة كنظام تشغيل ثالث دون حصة معقولة في السوق وجذب للمطورين، وتزامنت هذه التصريحات مع انشغاله في تحليل ما يقوم به مستخدمو "مايكروسوفت" على نظامي تشغيل الجوالات الآخرين.
 

- كان أول ظهور رئيسي له بعد ذلك للإعلان عن إطلاق حزمة برامج "أوفيس" لأجهزة "آيباد" التي تنتجها شركة "آبل"، وأعقب ذلك بشهور إطلاق نسخة ملائمة للأجهزة اللوحية والجوالات التي تعمل بنظام "أندرويد".
 

- أصدرت "مايكروسوفت" نسخة من المتصفح الخاص بها "إيدج" تتناسب مع "أندرويد" و"آي أو إس"، وفي 2016 استحوذت على "سويفت كي" المشغلة لتطبيق لوحة مفاتيح افتراضية يعمل على نظامي التشغيل، حتى أنها طرحت نسخا ملائمة للنظامين من ألعاب البطاقات الكلاسيكية الشهيرة لها.
 

- شهدت "مايكروسوفت" في عهد "ناديلا" أيضًا نفقات مرتفعة، حيث اشترت "لينكد إن" مقابل 26.2 مليار دولار عام 2016، واشترت الشهر الماضي "جيت هاب" مقابل 7.5 مليار دولار، ويتوقع محللون أن تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار بحلول عام 2020.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة