في وقت متأخر من كل سوق صاعد، تظهر شكاوى من أن مديري صناديق القيمة يخدعون مستثمريهم من خلال ضم الأسهم التي تستهدف النمو وليس القيمة إلى محافظهم، ما يشكل مخاطر كبيرة على استثماراتهم عند بدء السوق الهابط، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي"
وعادت هذه المخاوف الآن في السوق الأمريكي، مع تركيز عملية التلاعب على أسهم التكنولوجيا الثقيلة مثل "فيسبوك" و"أمازون" و"آبل" و"نتفليكس" و"ألفابت"، والتي حققت نموًا كبيرًا على مدار عقد من الزمان على حساب استثمارات القيمة التي تستهدف الأسهم منخفضة التكلفة مقارنة بما تحققه من أرباح أو مبيعات أو توزيعات.
لكن وفقًا للمستثمر "بيل ميلر"، فهناك طريقة أكثر ذكاءً للقيام باستثمارات القيمة بدلًا من التركيز فقط على الأسهم منخفضة التكلفة، مؤكدًا أن مفتاح النجاح في ذلك هو التوقف عن التفكير في أن القيمة لا تعني سوى سهم رخيص.
"ميلر" الذي يدير صندوقه الخاص حاليًا بعد عقود من العمل لدى "Legg Mason Value Trust"، أصبح يركز على الشركات التي تحقق عائدات مرتفعة على رأس المال المستثمر، وتنمي التدفقات النقدية الحرة، بجانب اقتناص الفرص الكبيرة في السوق، إذا يرى أن ذلك يساعد المستثمرين الصغار والكبار على حد سواء في التمييز بين الأسهم منخفضة التكلفة مقارنة بالأساسيات وبين تلك الرخيصة ببساطة.
وقاد هذا الفكر "ميلر" قبل عشرين عامًا إلى سهم "أمازون"، جنبًا إلى جنب مع الشركات الرائدة في الإنترنت خلال هذه الفترة مثل "أمريكا أون لاين" و"ياهو"، وهو ما ضمن له استثمارات قيمة ناجحة وموفقة.
وبعد نجاحه في جني عائد نسبته 30% من خلال شراء أسهم "فيسبوك" أثناء فضيحة مشاركة الشبكة لبيانات العملاء مع "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية خلال الشتاء الماضي، يقول "ميلر" إن هذا التكتيك يظل ذكيًا.
ويضيف أن تعريف القيمة بأنها ذلك الاستثمار الذي يقوم حول بعض الحسابات البسيطة للنسب، مجرد تعريف بسيط للغاية، والحقيقة أنه إذا لم يحلل المستثمرون ما يشترونه، فمن غير المحتمل أن تنتهي رحلتهم على خير.
وكان رهان "ميلر" على "فيسبوك" مشابهًا لآخر أجراه على متاجر الأثاث "آر إتش" التي شهدت عامين مؤلمين من التحولات، ومع سعي الشركة لتحسين مبيعاتها وتجاوز العثرات هبط سهمها لكن حافظت على تدفقاتها النقدية وأعادت شراء حصة كبيرة من أسهمها، مع خطط لتعظيم عائدات المساهمين بمجرد تحسن الأمور.
ويعلق "ميلر" على الصفقتين قائلًا: في كلا الحالتين كان الشيء الذي يجب مراقبته هو مدى نجاح الشركة في توليد السيولة واستخدامها، وبالنسبة لـ"آر إتش" فقد انخفض سهمها إلى 25 دولارًا بداية العام الماضي، لكنه عاود الارتفاع حتى قرب 150 دولارًا الآن، بزيادة نحو خمسة أمثال ما كان عليه، وزاد بنسبة 34% فقط من الحادي عشر من يونيو/ حزيران بفضل نتائج أعمال مميزة.
ويضيف أن شركات التكنولوجيا الأخرى يمكنها تقديم مثل هذا النوع من القيمة، حتى مع ارتفاع أسعارها نسبيًا، مؤكدًا أنه لا يزال من كبار المعجبين بسهم "أمازون" الذي كان دائمًا قادرًا على تحقيق أقصى تدفقات نقدية ممكنة، والتي استخدمت لتمكين الشركة من قيادة سباق الحوسبة السحابية مبكرًا.
وتابع: هذه الأعمال سريعة التوسع، قد تجعل سهم "أمازون" يبدو كأنه سهم نمو، لكنه في الحقيقة أيضًا مربح للغاية، مما يجعل عملاق التجارة الإلكترونية جذابًا للمستثمرين الباحثين عن القيمة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}