اتفقت الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي على هدنة من الحرب التجارية –على الأقل في الوقت الراهن- لكن جبهة الصراع الأمريكية الصينية ما زالت مشتعلة بنيران التعريفات الجمركية وتصريحات التهديد والوعيد المتبادلة، في الوقت الذي فرضت فيه واشنطن رسومًا على وارداتها من الصلب والألومنيوم من معظم أنحاء العالم، إضافة إلى التهديد بالانسحاب من اتفاق التجارة الحرة مع كندا والمكسيك إذا لم يعدل وفق رغبة الرئيس "دونالد ترامب".
كل هذه المتغيرات تثير مقارنات مع السقوط العالمي الأخير في هاوية الحرب التجارية خلال فترة الكساد الكبير، عندما وقع الرئيس الأمريكي آنذاك "هربرت هووفر" على قانون التعريفة الجمركية عام 1930، والمعروف باسم "سموت-هاولي" والذي رفعت الولايات المتحدة بمقتضاه الرسوم على مئات الواردات، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
ردت الدول الأخرى بشكل انتقامي على قانون"سموت-هاولي"، مما مهد الطريق لتفشي الحمائية في جميع أرجاء العالم وتفاقم حالة الكساد نتيجة هذه الإجراءات، واستغرق الأمر عقودًا في النهاية لمعالجة هذه الأضرار، فهل يعيد التاريخ نفسه في ظل تجدد التحركات التجارية العدائية للولايات المتحدة؟
معلومات حول الحرب التجارية في ثلاثينيات القرن العشرين |
|
سؤال |
الإجابة |
لماذا تم فرض الرسوم التجارية آنذاك؟ |
- تم توسيع نطاق هذه التعريفات لتشمل المصنعين، ورغم معارضة أكثر من ألف خبير اقتصادي وكاتب عمود بارز مثل "والتر ليبمان"، أقر "هووفر" القانون في يونيو/ حزيران عام 1930 والذي سمي تيمنًا بالسناتورين "ريد سموت" و"ويليس هاولي" اللذين كانا أبرز الرعاة والداعمين له.
|
ما الذي فعله القانون بالضبط؟ |
- مع انهيار الأسعار بسبب الكساد الكبير، ارتفع متوسط معدل التعريفة الجمركية بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى أن هذه الرسوم تم التعبير عنها بمبالغ ثابتة من الدولارات وفقًا للحجم والوزن، وليس بنسب مئوية من سعر الاستيراد.
- قال الأستاذ بكلية دارتموث "دوغلاس إيروين" إن متوسط التعريفات الجمركية بلغ ذروته عند أكثر من 59% خلال عام 1932.
|
ماذا حدث بمجرد تفعيله؟ |
- خفض المنتجون الأجانب أو عطلوا تمامًا شحناتهم إلى الولايات المتحدة لأنه لم يعد من المربح بيع منتجاتهم هناك، واضطر بعض المصدرين الأمريكيين إلى دفع مبالغ أكبر مقابل المواد المستوردة التي استخدموها لإنتاج السلع النهائية، وأجبروا على مواجهة الحواجز التجارية التي فرضتها البلدان الأخرى.
- عانى المزارعون الأمريكيون، الذين يفترض أنهم المستفيدون الرئيسيون من "سموت- هولي"، من انخفاض أسعار المحاصيل وتراجع الصادرات.
|
كيف يقارن الماضي بالحاضر؟ |
- كما فرض رسومًا أخرى على منتجات قيمتها 34 مليار دولار تستوردها بلاده من الصين، مع وضع قائمة أخرى قيمتها 16 مليار دولار قيد الانتظار، ويشكل كل ذلك نحو 5% من واردات الولايات المتحدة.
- في عام 1930، كانت نحو ثلث الواردات خاضعة للرسوم، لكن إذا نفذ "ترامب" تهديده بإخضاع الشحنات الصينية كلها للتعريفات الجمركية، فإن ذلك سيشكل 25% من واردات البلاد الإجمالية.
|
هل يتسبب ترامب في كساد آخر؟ |
- يلقي الاقتصاديون باللوم على الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى لالتزامها الصارم بالمعيار الذهبي، الذي يتم بموجبه ربط قيم العملات بالمعدن النفيس.
- بدلًا من خفض قيمة الدولار لمساعدة المصدرين الأمريكيين على المنافسة، أبقى الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة مرتفعة وتمسك بسياساته النقدية المتشددة، حتى مع هبوط سوق الأسهم وكساد الاقتصاد وإفلاس البنوك وارتفاع البطالة إلى 25%.
- من المستبعد تكرار هذا السيناريو، خاصة في ظل وجود المزيج الحالي من صانعي السياسات. |
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}