في غابات الصنوبر شرق ولاية تكساس الأمريكية، ساعد عمال النفط المزودون بنظارات الواقع الافتراضي الأعمال الصخرية المملوكة لـ"بي بي" في الولايات المتحدة على تحقيق الأرباح لأول مرة على الإطلاق بحسب تقرير لـ"رويترز".
الآلاف من الآبار التي تعمل بشكل آلي في هذه المواقع، تقدم بيانات عن أدائها إلى أجهزة الحواسيب العملاقة في الشركة كل ليلة، وإذا أظهرت حاجة للصيانة، فإن نظامًا شبيهًا بتطبيق "أوبر" يستدعي مقاولي الصيانة لضمان استمرار تدفق النفط الصخري بشكل أمثل وأقل تكلفة.
وساعدت هذه التكنولوجيا في خفض تكاليف إنتاج النفط الصخري والغاز الطبيعي لـ"بي بي" بنسبة 34% على مدى 5 سنوات، وحققت الأعمال الصخرية أرباحًا لأول مرة في عام 2017، لكن الشركة رفضت الإفصاح عن حجم هذه المكاسب.
عودة كبيرة
- ساهم هذا التقدم الذي حققته "بي بي" في إنجاح استحواذها على أصول "بي إتش بي بيلتون" الصخرية مقابل 10.5 مليار دولار مؤخرًا، في صفقة سلطت الضوء على ثقة الشركة البريطانية في القطاع الذي أرهق الشركات الكبرى في البداية، وجعلها تعاني للتكيف مع الوتيرة السريعة لتطور الطرق المستخدمة في الاستفادة من الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي.
- جاء ذلك بعدما ركزت "بي بي" طويلًا على مشاريع الحفر التقليدية كباقي شركات النفط الكبرى، مثل "رويال داتش شل" و"شيفرون"، وتأخرت عن اللحاق بالركب عندما اشتعلت ثورة الأعمال الصخرية قبل عقد من الزمان.
- تعمل الشركة البريطانية الآن على اللحاق بمنافسين أصغر، باستخدام التكنولوجيا وخبرتها المؤسسية في العمليات العالمية لدفع أعمالها في النفط الصخري إلى المرحلة الثانية التي تأمل أن تشكل مكافأة لها على تحركاتها الواسعة في وجه الخطوات السريعة للمنافسين الأصغر حجمًا.
- يقول رئيس الأعمال الصخرية التابعة للشركة "ديفيد لولر": "قضينا السنوات الأربع الماضية في إعادة تنظيم أعمالنا والاستعداد لهذه الفرصة، وبلغنا أدنى تكلفة للإنتاج في عدة سنوات، وسنطبق نموذجنا على الأصول التي اشتريناها من (بي إتش بي) لتحسين الإنتاج والأداء بشكل كبير".
- لكن "بي بي" تواجه منافسين كبارًا آخرين في سباقها لتعزيز الإنتاج والأرباح من أعمال النفط الصخري في الولايات المتحدة، بما في ذلك "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"شل" و"إيكوينور" النرويجية، التي تسعى إلى توسيع عمليات الحفر والاستحواذ، خاصةً في الحوض البرمي الذي يعد أكبر حقل نفطي في أمريكا.
مكتسبات الصفقة
- ستحول الصفقة الأخيرة "بي بي" إلى واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز الصخري في العالم، وستزيد إجمالي إنتاجها من هذه الموارد إلى 500 ألف برميل يوميًّا من النفط المكافئ ارتفاعًا من 315 ألف برميل، وسوف يقفز احتياطيها 57% إلى 12.7 مليار برميل.
- تعد هذه الصفقة هي أول عملية استحواذ رئيسية لشركة "بي بي" منذ 20 عامًا، وستكون حاسمة لوجودها في الولايات المتحدة، لا سيما أنها تسعى إلى تجاوز أزمة الانفجار المميت الذي وقع عام 2010 في إحدى منشآتها البحرية في خليج المكسيك والذي كلفها 65 مليار دولار.
- ستعيد الصفقة "بي بي" إلى الحوض البرمي مجددًا بعدما تخارجت منه عقب كارثة 2010، وبشكل عام تشير التوقعات إلى أن إنتاجها من النفط الصخري فقط -قيمته أكثر من الغاز الطبيعي- سيرتفع من 10 آلاف برميل يوميًّا إلى 200 ألف برميل يوميًّا بحلول منتصف العقد المقبل.
استلهام تجربتي "أوبر" و"بوكيمون"
- تدير "بي بي" اليوم أكثر من ألف بئر من النفط الصخري تنتج أغلبها الغاز الطبيعي، واستخدمت البيانات من آبارها الآلية لإنشاء نظام انسيابي مرن لاستدعاء مقدمي خدمات الصيانة المنخفضة التكلفة.
- تطلب الشركة الآن خدمات الصيانة بالطريقة التي تستدعي بها الأسر عمال الصيانة إلى منازلهم أو كطلب سيارة من "أوبر" عبر تطبيق للجوال؛ حيث تعرض طلباتها على المقاولين وتصنفهم بعد الانتهاء من العمل؛ ما يمنح الذين يسجلون درجات مرتفعة أفضلية لاختيارهم مرة أخرى.
- تزود الشركة موظفيها الميدانيين والمقاولين بنظارات الواقع المعزز لجعل عمليات الإصلاح أكثر فاعليةً؛ علمًا بأن نظام عمل هذه الأجهزة يقوم جزئيًّا على أسلوب لعبة الجوال الشهيرة "بوكيمون جو" التي تظهر فيها صور افتراضية في المحيط الحقيقي الذي ترصده الكاميرا.
- يتواصل العمال الميدانيون عبر سماعات الرأس مع الخبراء بمكاتب الشركة في هيوستن للحصول على الإرشاد والتوجيه، ومؤخرًا بدأت الشركة تجمع مقاطع فيديو لعمليات الصيانة حتى يتمكن العاملون من مطالعتها وحل المشكلات بأنفسهم دون استشارة.
- تجمع الخوارزميات بيانات عن الآبار كل مساء، وفي الصباح يجد المشغلون تقارير جاهزة عن المنصات التي تحتاج لصيانة، وهي مهمة كانت تستغرق ساعات كل يوم؛ حيث كان على العمال الانتقال من بئر إلى أخرى بأنفسهم بحثًا عن المشكلات.
- قالت الشركة إن هذه الأنظمة قللت من الوقت اللازم لإصلاح الآبار بنسبة 50%؛ ما عزز الإنتاج في العام الماضي بمقدار 70 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، مؤكدةً أن هذه التقنية توفر رؤية بانورامية للاحتياجات المستمرة لحقول النفط، مشبهةً إياها بـالنظر إلى الكرة البلورية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}