في ظل خوض بلاده لحرب تجارية مع بكين وصف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" التعريفات الجمركية بأنها "الأعظم"، وذلك بعدما فرض رسومًا على واردات بلغت قيمتها العام الماضي 89 مليار دولار، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".
وفي بعض الأحيان يتحدث "ترامب" عن التعريفات الجمركية كأدوات لتوجيه البلدان الأخرى إلى رفع الحواجز التجارية الخاصة بهم، وفي حالات أخرى يبدو الرجل حريصًا على حماية الصناعات الأمريكية من المنافسة التي يعتقد أنها غير عادلة، كما يرى نفعًا في الإيرادات المحققة جراء فرض هذه الرسوم، لكن ما الذي يزعج الاقتصاديون إزاء ذلك إذن؟
ضرائب تمييزية
- التعريفات الجمركية هي الضرائب التي تخلق حاجزًا بين السعر الذي يدفعه مشترو البضائع المستوردة وما يحصل عليه المورد الأجنبي، وتشبه هذه الرسوم ضرائب المبيعات لأنها تثبط بعض المعاملات التي تكون مفيدة للطرفين.
- لكن بخلاف ضريبة المبيعات، فإنها تميز بين المنتجات وفقًا لمحل صنعها، بل إنها أكثر تمييزًا من ذلك، حيث تطبق بأسعار مختلفة على آلاف من بنود الواردات، وتحظى بتشجيع من الصناعات القوية التي تبحث عن الحماية.
- التعريفات المحدودة هي تلك التي تستهدف منتجات بعينها، مثل السيارات، بما يدفع المستهلكين نحو السلع محلية الصنع وبعيدًا عن الواردات التي يفضلونها، أما التعريفات الأوسع نطاقًا فتغطي بنودا عدة من الواردات وبشكل أكثر تعقيدًا، ومن المحتمل تحريك أسعار الصرف لتعويض بعض آثارها.
سلاح ذو حدين
- تحمل التعريفات تكاليف إضافية على البلد الذي يفرضها، كما تشجع البلدان الأخرى على الرد بشكل انتقامي من جانبها، مما يضر بمصالح المصدرين في الجانبين.
- عندما تخالف التعريفات الجديدة الوعود التجارية السابقة، فإنها تؤدي إلى تآكل الثقة بين الشركاء التجاريين، وعلاوة على ذلك فإنها تشوه الاقتصاد وتحد من الإنتاجية.
- رغم أن السياسة النقدية والمالية يمكنهما المحافظة على معدلات التوظيف مستقرة نسبيًا بغض النظر عن أنماط التجارة، إلا أن الرسوم التمييزية يمكنها أيضًا إعادة التوازن إلى الاقتصاد عبر الصناعات المحمية، مما يجذب العمال والاستثمار بعيدًا عن الشركاء التجاريين.
- لذا، فمن غير المستغرب أن بعض المسؤولين التنفيذيين في شركات الصلب الأمريكية سعداء بالتعريفات التي فرضها "ترامب" بنسبة 25% على واردات الصلب، لكن في نفس الوقت انتاب الغضب الشركات المحلية التي تحتاج للصلب في تصنيع منتجاتها النهائية.
استثناءات ومحاذير
- هناك بعض الحجج المبررة للتعريفات، في البلدان الفقيرة مثلًا يكون جمعها أسهل من ضرائب المبيعات ولا يتطلب سوى البنية التحتية في الموانئ.
- القوانين التي تسمح لهذه البلدان بفرض تعريفات جمركية جديدة، تساعد بعد ذلك على كسب الدعم السياسي لاتفاقيات التجارة الحرة، لكنها تظل أيضًا صمام أمان في حالة حدوث طفرة مفاجئة في الواردات.
- من الممكن في بعض الحالات أن تساعد التعريفات الجمركية صناعة ما على اللحاق بمنافسيها الأجانب من خلال منحها أفضلية سعرية مؤقتة على المنافسين الأكثر تطورًا والأكبر حجمًا.
- لكن ينبغي أن يأخذ دعاة الحمائية ذوو النية الحسنة ملحوظة هامة بعين الاعتبار، فخلف غطاء من الفائزين القلائل من هذه التعريفات الجمركية هناك قاعدة أكبر من الخاسرين الذين قد لا يعبرون عن معاناتهم، بما في ذلك الشركات ورجال الأعمال والمستهلكين، فهي في النهاية رسوم غير متساوية وتمييزية وغالبًا ما يكون لها عواقب سيئة غير مقصودة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}