عُرف رجل الأعمال الأمريكي "مارك كوبان" بتفانيه في عمله وكذلك تقديره للموظفين والمعاونين له الذين يتحملون أعباء الضغط اللازمة للنجاح، ويؤكد الملياردير العصامي أنه أهم ما يبحث عنه عند تشكيل فريق عمل، لا سيما إن قريبًا منه.
ويقول "كوبان": الناس الذين يفضلون العمل لصالحي لفترة طويلة، ليسوا أذكياء أو لديهم الحافز أو الثقافة أو المعرفة فحسب، وإنما هم من يدركون أن أعظم قيمة يمكن تقديمها لرئيس أو قائد فريق هي تقليل الضغط العصبي عنه.
وبحسب تقرير لـ"سي إن بي سي"، فإن رأي "كوبان" كان مدعومًا بأسس علمية، حيث أظهرت الأبحاث أن الإجهاد له آثار خطيرة على الإنتاجية والأداء الوظيفي، وتشير التقديرات إلى أن الشركات الأمريكية وحدها تتكلف ما يصل إلى 300 مليار دولار بسبب إجهاد الموظفين.
وترجح الأبحاث العلمية تخلف العمال الذين يعانون من الإجهاد عن مواعيد العمل علاوة على احتمالات أكبر للخطأ، ويضاف إلى هذا وذاك إمكانية نقل مشاعر سلبية إلى زملاء العمل، وبالتالي فمن المنطقي استهداف "كوبان" للموظفين الذين يجعلون مهام العمل أسهل ويخففون التوتر والضغوط اليومية.
يضيف "كوبان" في تصريحات سابقة لـ"التايم": أي شخص يقلل من ضغوطي فهو لا يقدر بثمن، أنا أرغب في التخلص منها جميعًا، وفي الواقع فإن الموظفين الذين يعتقدون بأنهم لا يقدرون بثمن من تلقاء أنفسهم فهم الذين يحملون الغير بالضغوط والإجهاد، من خلال خلق المشاكل والدراما وجعل الأمور أصعب بالنسبة لي.
للفوز على رئيسك في العمل وإظهار أنك موظف قيم للمكان الذي تعمل لحسابه، حافظ دائمًا على التواصل بشأن ما تفعله، ولماذا تفعله، ومتى ستنتهي منه، بحسب "كوبان".
يتشارك "كوبان" هذه الرؤية مع أحد أبرز رواد الأعمال الناجحين في المملكة المتحدة "جيمس خان" الذي يقول إن على الموظف الراغب في إبهار رئيسه أن يتجاوز حدود الوصف الوظيفي وأن يقدم بعض المبادرات.
ويقول "خان" الذي أسس شركة الاستثمارات الخاصة "هاملتون برادشو": ليس هناك ما هو أسوأ –بالنسبة للمدير- من الاضطرار إلى الأخذ بأيدي الناس والتفكير بدلًا منهم، فيما ينبغي عليهم هم القيام بذلك وتقديم آراء وردود فعل بناءة عندما يستدعي الأمر ذلك.
في بداية حياته المهنية كان "كوبان" صاخبًا ما تسبب في خلق مناخ عمل مرهق وأثر سلبًا على نجاح أعماله، ما دفعه للبحث عن بيئة عمل أقل توترًا بشكل سريع، ويقول: عندما تزيد الضغوط، يتراجع كل شيء من حولك، الإنتاجية والربحية والقدرة التنافسية.
ولخص "كوبان" رؤيته في هذا الصدد في مقولة هي: إذا كنت قليل التسبب في الضغوط، فستقوم بعمل جيد، أما إذا كنت صانعًا للدراما فلن تحقق أي أداء جيد على الإطلاق.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}