نبض أرقام
02:28 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

على عكس السيناريوهات الدامية .. هل تحكم الروبوتات العالم عن طريق الديمقراطية؟

2018/08/26 أرقام

أظهر استطلاع رأي أجرته شركة "أوبن تكست" للبرمجيات أن واحدًا من كل أربعة بريطانيين يؤمن بقدرة الروبوتات على العمل بشكل أفضل من البشر في ما يتعلق بمعالجة المسائل السياسية، في إشارة جديدة على المخاطر أو ربما الفرص التي تشكلها هذه التكنولوجيا المثيرة للجدل، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".

 

قبل سنوات من الآن، قدم مسلسل الدمى التلفزيونية "ذا موبيت شو" حلقة ساخرة من السياسيين بسبب سلوكهم النمطي الذي يبدو كما لو أنه لروبوتات وليس بشر، والآن في عام 2018 وتحديدًا خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، تم ترشيح روبوت لشغل منصب عمدة طوكيو، مع تعهدات بتمثيل عادل ومتوازن.

 

وفي عالم حيث الواقع أحيانًا أكثر غرابة، تناول برنامج تلفزيوني آخر، التداعيات حول استبدال السياسيين الحاليين بالخوارزميات، فهل من الممكن لهذه التقنيات أن تقدم حلولًا أفضل خلال الفترات التي تنخفض فيها الثقة في السياسيين وتتراجع كفاءة الحكومة؟

 

جهود أولية
 

- في عام 2017، أدارت منظمة "ذا فورث جروب" التي تركز على تسخير التكنولوجيا في خدمة المجتمعات، مسابقة لأتمتة مهام السياسيين، حيث اجتمع المشرعون والسياسيون وخبراء السياسات جنبًا إلى جنب مع المبرمجين لمدة يومين، وعملوا معًا على بناء تقنيات جديدة.
 

- طور الفريق الفائز "سفيك ترياج" برنامجًا للتواصل مع الناخبين، يهدف إلى استبدال الاجتماعات العامة الأسبوعية برسائل نصية تبعث إلى المواطنين ومع إلمامه بكافة مخاوفهم وإعادة توجيهها إلى مقدمي الخدمات المحليين المعنيين بمعالجتها.



 

- إنها ليست مجرد افتراضية، فقد التقى عضو حزب العمل البريطاني "ليام بيرن" مع نواب آخرين لمناقشة استخدام البرنامج في التواصل مع المواطنين داخل المملكة المتحدة.
 

- بالطبع يمكن للمرء استحضار مجموعة كبيرة من المهام التي يمكن للروبوتات السياسية القيام بها بسرعة وعلى نطاق هائل، بدءًا من المصافحة وحتى تقبيل الأطفال وإلى التعامل مع مسائل جمع التمويل عبر المكالمات الآلية والتي تسببت في إزعاج كبير للناخبين الأمريكيين.
 

- بمقدور الربوتات أيضًا تولي المهام المفضلة لجميع السياسيين مثل قص الشرائط احتفالًا بتدشين مشروع جديد. الحقيقة أن البشر يتنازلون الآن بالفعل عن مسؤولية اتخاذ القرارات المالية والصحية لصالح الخوارزميات، فلماذا لا يفعلون ذلك في ما يتعلق بالسياسة، فالديمقراطية الآلية يمكنها أن تشكل حلًا أمثلًا للسياسيين وقضايا التصويت والانتخاب.

 

أهمية التكنولوجيا للسياسيين
 

- قد تبدو الفكرة جامحة أو مثيرة للسخرية، إلا أنه في بعض المناطق من هذا العالم سيطرت التكنولوجيا على أجزاء من الحياة السياسية، فعلى سبيل المثال ومن أجل الوصول إلى آلاف الجموع من الناس في وقت واحد، استُخدمت تكنولوجيا الهولوجرام من قبل كل من رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" والمرشح السابقة لرئاسة فرنسا "جون لوك ميلينشون".



 

- في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، استخدم المرشحون إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف الجماهير المختلفة برسائل تتماشى مع كل فئة، ولم تعد الأتمتة المتزايدة للحكومات فكرة تناقشها أفلام الخيال العلمي، بل باتت واقع يدركه الناس الآن.
 

- إذن، هل يمكن استبدال السياسيين بالروبوتات؟ نعم ولكن مع بعض الملحوظات. تسمح البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي بفهم المشكلات العامة بشكل أفضل وأسرع، وقد تكون قادرة على تحديد الأساليب الأكثر فعالية لحسم المشاكل، تمامًا كما أصبحت الخوارزميات بطلًا عالميًا في لعبتي الشطرنج وغو.
 

- تستخدم التحليلات التنبؤية حاليًا لتحديد المجرمين المحتملين أو التوفيق بين الأزواج المحتملين، كما يمكنها للتنبؤ بعادات التصويت من خلال الإعجابات على "فيسبوك".

 

هل تنتهي ممارسة البشر للسياسة؟
 

- في حين أن بعض البرمجيات قد تكون أكثر فعالية، وستساعد في إشراك الأشخاص الذين يفضلون التواصل عبر الإنترنت أو لديهم مشاكل في التنقل، فهذا من شأنه أيضًا تقليل العلاقات الحقيقية بين الناس وممثليهم.
 

- ليس كل ما هو ممكن مسموح به، البشر يمكنهم تطوير أسلحة ذكية قابلة للتفعيل من قبل الذكاء الاصطناعي، ولكن ينبغي عليهم ذلك فعلًا؟ البشر يمكنهم استخدام الآلات للقيام بمهام السياسيون، لكن هل ينبغي السماح بذلك؟ هذه الأسلئة ليست للمستقبل وإنما تحتاج لإجابات آنية.



 

- مهما كانت وجهة النظر الشخصية، فإن مناقشة المقترح تتيح للبشرية فرصة للتفكير في الجوهر الحقيقي للسياسة وما يفعله الإنسان بها، وفهم آراء المواطنين وعملية صنع القرار والعقل البشري والعاطفة بشكل عام.
 

- هذه الأشياء تدور معًا في فلك من المصادمات والتنازلات والخيارات غير الكاملة لكنها ضرورية لتشكيل الحياة السياسية، ومهما حدث فقد يتم أتمتة المهام السياسية لكن لن تسيس الروبوتات، فالسياسة لا تتعلق فقط بالمعلومات والتحليل والتواصل ولكن أيضًا بالقيادة والرؤية والمعتقد.
 

- في النهاية سيكون على صناع السياسة دائمًا أن يأخذوا بعين الاعتبار جوهر الإنسانية قبل الاستعانة بوسائل بديلة للقيام بالوظائف أو المهام البشرية، ورغم أن نمو الذكاء الاصطناعي قد يوفر مستقبلًا أكثر راحة وتحررًا لكن الذكاء البشري سيظل هو أساس التقدم في هذا العالم.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.