نبض أرقام
06:41 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

من مرأب صغير وتورط مع المافيا.. من هنا انطلقت الشركة التي عمقت جراح "أوبر" في آسيا

2018/08/25 أرقام

رغم أن تأسيس الأعمال التجارية الإبداعية وتعظيم تواجدها عادة ما يواجه عقبات متشابهة في أغلب أنحاء العالم، مثل قبول الناس للفكرة الجديدة والقواعد التنظيمة والتمويل وغيرها، إلا أن الأمر يختلف بعض الشيء في آسيا، بحسب ما تناوله تقرير لـ"تشاينا ساوث مورنينج بوست".

 

عندما ذهب "أنتوني تان" المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمقدم خدمات مشاركة الركوب "جراب"، إلى لقاء عمل مع رئيس شركة تملك أسطولًا من سيارات التاكسي في أحد مطاعم الفلبين، علم أنه لن يكون اجتماع عمل مثل المعتاد.

 

يقول "تان" الذي تعد شركته الآن من أهم كيانات التكنولوجيا في آسيا وتمكنت مؤخرًا من إخراج "أوبر" من منطقة جنوب شرق آسيا: وجدت بعض الأشخاص الذين يرتدون السترات والنظارات الشمسية، وكنت أتساءل، لماذا يفعلون ذلك بينما الأجواء حارة في مانيلا ونحن في ساعة متأخرة من الليل.

 

وأثناء الاجتماع الذي كان يهدف إلى ضم أسطول رجل الأعمال الفلبيني إلى خدمات "جراب"، شعر "تان" بأمر مريب وسمع أصوات جلبة غير مفهومة، وبخفة شديدة وجه نظره أسفل الطاولة ليرى ما يشبه البندقية الآلية على الأرض، ورغم أنه لم يوضح ما انتهى الأمر إليه لكنه  علق عليه قائلًا: في لحظة كنت أعتقد أن المفاوضات تسير في صالحي، وفجأة أدركت أني أجلس مع أحد أكبر تجار السلاح في المنطقة على طاولة واحدة.

 

 

يضحك "تان" البالغ من العمر 36 عامًا الآن عندما يروي مغامراته في الأيام الأولى لترسيخ قواعد "جراب" التي يقع مقرها الرئيسي في سنغافورة، ويطل على أحد المشاهد الرائعة في المدينة لميناء تانجونج باجار، ما ينفي عن الشركة لوهلة حقيقة أن "تان" وزميلة دراسته "تان هوي لينغ" أطلقاها من مرأب صغير في كوالا لمبور، ماليزيا.

 

منذ نشأتها قبل ست سنوات تقريبًا، خاضت "جراب" منافسة شرسة مع أقرانها مثل "أوبر"، لكن سرعان ما أصبحت أكبر شركة تكنولوجيا ناشئة في جنوب شرق آسيا، بقيمة سوقية تتجاوز العشرة مليارات دولار، وتجعل ثروة "تان" الشخصية تقدر بحوالي 300 مليون دولار وفقًا لتقديرات "فوربس" التي لم تشمل جولة التمويل الأخيرة.

 

ويبلغ تعداد سكان جنوب شرق آسيا –نطاق تمركز الشركة- نحو 660 مليون نسمة، ما يجعلها سوقًا كبيرًا ملائمًا لشركات التكنولوجيا، ومن المتوقع أن تصل قيمة "جراب" إلى أكثر من 20 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقًا لتقرير اقتصاد الإنترنت في جنوب شرق آسيا الذي أصدرته "جوجل" بالتعاون مع "Temasek Holdings" في ديسمبر/ كانون الأول.

 

واليوم تعمل "جراب" في 225 مدينة في ثماني دول، وتم تحميل تطبيقها أكثر من 100 مليون مرة، وتطورت منصتها من وسيلة لحجز سيارة أجرة بهدف الحفاظ على سلامة السائقين والركاب، لتشمل حجز السيارات الخاصة والدراجات والحافلات، ومؤخرًا خدمات توصيل الطعام والطرود والبقالة.

 

ولربط جميع خدماتها معًا، أطلقت الشركة خدمة جديدة للدفع عبر الجوال تحت اسم "جراب باي" في 2016، مما جعل سداد مقابل الخدمات أسهل وأكثر تحفيزًا على إجراء عمليات الشراء خاصة مع وجود نظام لمنح المستخدمين مكافآت، ومن المتوقع أن تحقق الشركة إيرادات بقيمة مليار دولار هذا العام.

 

 

صمم "تان" وزميلته فكرة "جراب" التي تُعرف أصلًا باسم "MyTeksi" أثناء دراستهما لماجستير إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، وفيما كانت تركز الشركات مثل "أوبر" و"ديدي" على تلبية الطلب المتزايد وتحقيق أعلى درجة من التوافق بين السائق والراكب، كان مؤسسا "جراب" لديهما نقطة انطلاق مختلفة وهي تحسين السلامة.

 

مسألة السلامة كانت تعني الكثير في صناعة سيارات الأجرة في ماليزيا، وبسبب بعض السائقين عانت الصناعة برمتها من سمعة سيئة للغاية، حتى "تان هواي لينغ" المؤسسة المشاركة لـ"جراب" كانت تعاني إذا أنهت عملها في وقت متأخر من الليل واضطرت لاستقلال سيارة أجرة.

 

وبفضل معايشتهما لهذه المخاطر كانت "جراب" قادرة على منح مستخدمي تطبيقها خدمة أكثر أمانًا مع إمكانية مشاركة بيانات الرحلة في الوقت الفعلي مع أي شخص آخر كإجراء احترازي، وبعد ذلك أخفت رقم جوال العميل عن السائق لحماية خصوصيته.

 

واليوم تضم قائمة المساهمين في "جراب" مستثمرين كبارا مثل الشركة اليابانية "سوفت بنك" والصينية "ديدي شوكينغ"، ومؤخرًا التقى "تان" برئيس "تويوتا موتور" "أكيو تويودا" التي استثمرت مليار دولار في شركته، في ما يبدو كلقاء لتعزيز الاستثمار في خدماته.

 

 

لكن أهم مستثمر على الإطلاق في مسيرة "جراب" هو "خور سوي واه" والدة "تان"، ففي البداية رفض الوالد "تان هينغ تشو" مقترح ابنه بإطلاق خدمة لاستدعاء سياراة الأجرة، وحسه على البقاء ضمن أعمال العائلة، لكن أمه التي عرفت بدعمها الدائم له، جمعت ملايين الدولارات لمساعدته على تطوير مشروعه ورافقته إلى اجتماعات المستثمرين خلال الأيام الأولى.

 

خطوة تلو الأخرى اكتسبت مساعي "تان" قوة الدفع الكافية، ولا يزال المؤسس المشارك حتى الآن حريصًا على ألا يستخدم كلمة "النجاح" التي يرى أنها تعني بلوغ النهاية، ويقول: ليست هناك نهاية أبدًا، سنجد دائمًا وسائل لمواصلة التوسع.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.