أجرى أكاديميان بكلية الأعمال بجامعة "هارفارد" مسحا لاختبار التفاعل بين الزملاء في اثنتين من الشركات متعددة الجنسيات إحداهما تحولت إلى نظام المكاتب المفتوحة، وتناولت "الإيكونوميست" أبعاد هذه التجربة في تقرير.
وقد ذكر أحد المشاهير مقولة: "العزلة تكمن في غرفة مزدحمة وأن الجميع تحسبهم معا لكن عقولهم شتى"، وربما تنطبق هذه المقولة على أماكن العمل المفتوحة التي صممت بهدف ضمان التواصل بين العمال وزملائهم وأنه سينتج عنها المزيد من التعاون الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز الإنتاجية.
تجربة على الأرض
- اعتمدت التجربة على المراقبة التكنولوجية الحثيثة للعمال في الشركتين على أن يرتدي الموظفون ملصقات للمقاييس الاجتماعية وتثبيت مستشعرات بالأشعة تحت الحمراء لاستكشاف توقيتات التفاعل كما توجد أجهزة صوت لمعرفة من يتحدث ومن ينصت للآخر.
- ليس هذا فحسب، بل تم تثبيت أجهزة مراقبة لحركة الجسد والإيماءات ومستشعرات تعمل بـ"البلوتوث" لالتقاط مواقعهم وتحركاتهم داخل مقرات العمل.
- في الشركة الأولى ذات المكاتب المغلقة، اكتشف الباحثان أن التواصل والتفاعل وجها لوجه كان أكثر ثلاث مرات من الأخرى التي توجد فيها مكاتب مفتوحة أمامهم.
- أيضا ارتفع عدد رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها الموظفون لبعضهم البعض داخل هذه الشركة بنسبة 56%.
- أما في الشركة الثانية، فقد تراجع التفاعل وجها لوجه بين الموظفين بحوالي 33% بعد التحول إلى خطة المكاتب المفتوحة بينما زادت وتيرة رسائل البريد الإلكتروني بما يتراوح بين 22% و50%.
- يرى الباحثان أن هذه الوقائع حدثت نتيجة أن الموظفين يقدرون الخصوصية ويبحثون عن طرق جديدة تحفظ هذه الخصوصية في المكاتب المفتوحة.
- يغلق الموظفون في المكاتب المفتوحة العالم على أنفسهم، فهم يفضلون وضع سماعات الأذن كي تصرف انتباههم بعيدا عن الزملاء المحيطين.
- ربما نسيت الشركات والخبراء الداعمون لخطة المكاتب المفتوحة فكرة التركيز على العمل، فالموظفون الذين يجلسون في أماكن مكتظة مع زملائهم وفي ضوضاء لا يستطيعون التركيز.
- يجد الموظفون أيضا وسائل أخرى للتواصل مع زملائهم بدلا من الدردشة وجها لوجه، فهم يبعثون برسائل بريد إلكتروني، وكانت النتيجة انخفاض الإنتاجية بعد تجربة الشركتين.
مغلقة لكن منتجة
- لا تعرض الحجرات المغلقة أيضا بيئة مثالية للعمل حيث إنها تظل تعاني من بعض الضوضاء وانخفاض الإضاءة الطبيعية، لكنها على الأقل تمنح فرصة أفضل للخصوصية.
- توفر الغرف المغلقة فرصة للموظفين لوضع صور أطفالهم وذويهم ونباتات وكوب القهوة كما توفر المزيد من الاسترخاء والسعادة في وظائفهم التي لا يجدونها وسط زخم عمالي شديد وضوضاء مزعجة لا تعينهم على التركيز أو أداء المهام الموكلة.
- تدق هذه التجربة جرس إنذار للشركات ذات الإنتاجية المنخفضة رغم أعداد موظفيها الذين يبدون كما لو أنهم تروس مستهلكة داخل آلة، ويجب مقارنة أيضا الحالات النفسية للعاملين في مثل هذه الأجواء المزعجة التي تضعف فيها الخصوصية.
- يمكن للعمالة البقاء في المنازل وتنفيذ المهام الوظيفية من حياتهم الخاصة، لكن هذه الفكرة لا تحقق ثمار التعاون في المكاتب المفتوحة.
- اتجهت الشركات والأعمال في بريطانيا نحو تصميمات المكاتب المفتوحة داخل مبان سكنية بعد الحرب العالمية الثانية على غرار المعماريين الذين فضلوا بناء الشقق بدلا من المنازل – فالأمر متعلق بانخفاض التكلفة.
- البعض يفضل الأماكن المغلقة للعمل وآخرون يفضلون المكاتب المفتوحة، ولكن سيلزم المزيد من الوقت حتى يغير أصحاب الشركات آراءهم، وحتى هذه اللحظة، على الموظفين في العالم الاتحاد من أجل الانفصال مجددا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}