ساعد انتعاش أسعار النفط شركات الطاقة الكبرى في العالم على تحقيق أرباح أعلى في الربع الثاني من 2018، ولكن في النهاية كانت كمية الخام والغاز التي أنتجتها هي العامل الأساسي في تحديد حجم مكاسبها، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
وبالنسبة لشركة "إكسون موبيل" التي كانت ينظر الجميع إليها باعتبارها الأسواء أداءً بين أقرانها من عمالقة النفط في العالم، فإن أثر ارتفاع الأسعار تم امتصاصه من قبل انخفاض إنتاجها الإجمالي من النفط والغاز بنسبة 7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
إكسون تتعثر
- وصف "بول سانكي" المحلل لدى "ميزوهو بنك" نتائج الأعمال الفصيلة الأخيرة لشركة "إكسون موبيل" بالصادمة، قائلًا إن بيانات الإنتاج تؤكد حاجة أكبر منتج للطاقة في العالم إلى تسريع وتيرة المشروعات الجديدة.
- مع ذلك، فإن الشركة التي عرفت طويلًا في السابق بتركيزها على ضبط التكاليف والعائدات، تنفق الآن بشكل كبير ونمت نفقاتها الرأسمالية بنسبة 68% عما كانت عليه خلال الربع الثاني من عام 2017.
- تركز "إكسون" أيضًا على تعزيز إنتاجها من الحوض البرمي في الولايات المتحدة بالإضافة إلى مشاريع التنقيب البحرية الجديدة في جمهورية غيانا، لكن من غير المتوقع أن تسفر العديد من المشاريع عن إنتاج نفطي فعلي حتى أوائل العشرينيات القادمة.
- أكد "نيل تشابمان" نائب الرئيس الأول لـ"إكسون" تركيز الشركة على القيمة أكثر من حجم الإمدادات. وكان هذا هو شعار الصناعة بشكل عام على مدى السنوات الثلاث الماضية، لكن المستثمرين يريدون الآن رؤية نمو أكبر في الإنتاج.
- قليل من المستثمرين لديهم الصبر هذه الأيام للانتظار خمس سنوات أو أكثر، وقد أثرت هذه المخاوف بشكل كبير على سعر سهم "إكسون" الذي انخفض إلى أدنى من مستواه المسجل عندما تداول خام "برنت" دون 40 دولارًا للبرميل في مارس/ آذار 2016.
زيادة الإنتاج ضرورة
- بالنسبة لشركات النفط الكبرى، لم تكن مستويات الإنتاج سيئة للجميع، وتمكنت بعضها من تعزيز الإمدادات رغم الحفاظ على التكاليف تحت السيطرة.
- كانت شركة "توتال" الفرنسية من أفضل الشركات أداءً، حيث نما إنتاجها بما يقرب من 9% مقارنة بالربع المماثل من عام 2017، وبلغت إمداداتها مستوى قياسيًا مستفيدة من الاستثمارات التي أجرتها خلال فترة التباطؤ.
- إدراكًا منها لحقيقة أن تأمين المزيد من الإنتاج أمر أساسي للأرباح المستقبلية، أعلنت "بي بي" مؤخرًا عن صفقة بقيمة 10.5 مليار دولار للاستحواذ على أصول بأعمال النفط الصخري في الولايات المتحدة، في خطوة هي الأكبر من نوعها منذ 20 عامًا، والتي ستساعد في رفع الإنتاج الذي نما بالفعل بنسبة 1% خلال الربع الثاني من العام الجاري.
- تقول المحللة لدى "ريستاد إنرجي" "أليسا لوكاش": ستكون هذه الأصول حيوية بالنسبة لجهود الشركة الرامية للحفاظ على مستهدفها لمستويات الإنتاج الإجمالية بحلول عام 2025، وستمثل الصفقة حوالي 10% من إجمالي إنتاج "بي بي".
- من جانبه يرى "كريستيان مالك" رئيس أبحاث النفط والغاز في "جيه بي مورجان" في لندن، أن ارتفاع أسعار النفط أعلى 70 دولارًا للبرميل، ساعد الشركات في إعادة التركيز على إنتاج المزيد بعدما تسبب تجاهل ذلك في تقويض الأعمال وعائدات المساهمين.
- تركز الشركات الآن على حجم أكبر من الإنتاج بهدف دعم التدفق النقدي الذي حددته والعائدات التي وعدت بها المستثمرين. أما بالنسبة لانخفاض إنتاج "رويال داتش شل" بنسبة 2%، فقد كان ذلك بسبب بيع بعض حقول النفط والغاز.
- يقول "كريستيان مالك" إنه مع الاستثناء الملحوظ لشركة "إكسون موبيل" أظهرت معظم شركات الطاقة قدرة على زيادة الإنتاج بسرعة حتى عند الاستثمار بأقل من المعتاد. حتى "شيفرون" نما إنتاجها بنسبة 2% خلال الربع الثاني.
- يضيف "مالك": كنا جميعًا نظن أن الإنتاج سينخفض لدى الشركات الكبرى بعدما بدأت بالحد من النفقات في 2014، لكن شيئًا لم يحدث، والغالبية العظمى الآن تواصل زيادة الإمدادات.
- مع ذلك، لم يقتنع الجميع، ويرى بعض مراقبي سوق النفط أن الكثير من نمو الإنتاج يأتي من حقول الغاز أو استثمارات قصيرة الدورة، مثل آبار النفط الصخري في الولايات المتحدة، التي تتدفق مواردها بشكل أسرع.
- كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان الإنتاج الصخري الأمريكي يمكن أن يولد نفس مستوى التدفقات النقدية على المدى الطويل، وإذا ارتفعت التكاليف مرة أخرى، فسيتعين على الاستثمارات الجديدة الارتقاء إلى الحد الذي يحافظ على مستويات الإنتاج.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}