قال المهندس حسان عسيري الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لصناعة الورق "صناعة الورق"، إن تراجع المبيعات والكميات المنتجة يعود إلى الموسمية المؤثرة على الشركات المصنعة للمواد الاستهلاكية والتي تبيع منتجاتها بصورة مباشرة إلى المستهلك النهائي.
وأضاف عسيري في اتصال مع "أرقام"، أن عامل الموسمية تزامن مع الدورة الاقتصادية التي تمر بها المملكة من عمليات إعادة هيكلة وبناء للاقتصاد مما ساهم في انخفاض القوة الشرائية لدى العديد من المستهلكين.
وأشار إلى أن "صناعة الورق" إحدى الشركات التي عادة ما تنخفض مبيعاتها خلال الربع الثاني والثالث مقابل تحسن لمستوى المبيعات في الربع الأول والرابع من كل عام.
وأوضح أن الجزء الأكبر من المصاريف التي تكبدتها الشركة خلال الربع الثاني يعود إلى زيادة الرسوم الحكومية والتي تؤثر بشكل مباشر على العمليات التشغيلية للشركة من خلال رسوم الجمارك أو النقل، اضافة الى التأثير الغير مباشر على المقاولين المتعاقدين لصالح الشركة.
وأضاف بأن الشركة ماضية في تطبيق خطتها لتخفيض التكاليف حيث اتخذت عدة اجراءات لإعادة تقييم احتياجاتها من إدارات الأقسام ودمج بعضها، وتقليل أعداد الموظفين في الفروع وإغلاق بعض المستودعات، واستبدال نموذج العمل بآخر أكثر مرونة يعتمد على تحويل بعض الوحدات للتوظيف بآلية العقود الخارجية.
وأكد أن الأعمال التشغيلية للشركات التابعة في المغرب وتركيا تم ايقافها مسبقاً وتخفيض مصاريفها المرتبطة إلى أدنى مستوى بنهاية العام الماضي وليس لها تأثير رئيسي على النتائج المالية للمجموعة عدا بعض المصاريف القليلة المتعلقة بالأمن والسجلات التجارية لتلك الشركات وذلك للمحافظة على الكيان القانوني لها.
وحول الحصة السوقية للشركة، قال إن الشركة استطاعت رفع حصتها السوقية من السوق المحلي من نحو 3% في بداية عام 2017 إلى أكثر من 12% مع بداية العام الحالي.
وأضاف أن الشركة بدأت خلال الربع الثالث الجاري برفع أسعار بعض منتجاتها، والعمل على تقديم شروحات لعملائها عن الفروقات التي أحدثتها وعمليات تحسين جودة المنتجات التي تقوم بها. ولذلك اصبح لدينا القدرة على انتقاء العملاء الذين يقدمون قيمة أكبر لمنتجاتنا".
وأوضح أن أعمال الصيانة الشاملة لخطوط الإنتاج الثلاثة العاملة لمصنعها قد تم تنفيذها بنهاية العام الماضي، حيث استعادت القدرة الإنتاجية للخطوط العاملة والبالغة معدل 100 ألف طن سنوياً تمثل أكثر من 90% من الطاقة التصميمية للمصنع، مبينا أن التحكم بمستوى زيادة الإنتاج يحدده حجم المبيعات وارتفاعها.
وعن مستجدات توسعة مصنع شركة الجذور لصناعة المحارم الورقية - إحدى الشركات التابعة في الكويت- كشف عن حصول الشركة على أرض من الحكومة الكويتية لتوسعة أعمال المصنع ويجري بالفترة الحالية مراجعة العروض الهندسية والانشائية من المقاولين للبدء بالعمل قريباً، متوقعاً إنجاز التوسعة خلال النصف الأول من العام المقبل.
وحول الإغراق في السوق السعودي، قال إن المملكة فرضت رسوماً بنسبة 15% على المنتجات الورقية القادمة من خارج منظومة الأسواق الخليجية وذلك للحد من عمليات اغراق السوق، إلا أن تلك الممارسات لا تزال مستمرة وذلك من خلال دخول المنتجات الورقية إلى دول الخليج والتي لم تلتزم بفرض رسوم عليها ومن ثم انتقالها إلى السوق السعودية.
وحول بيع الأرض التي تمتلكها الشركة بمساحة 25 ألف متر مربع، قال: "حاجة الشركة إلى السيولة النقدية في ظل المتغيرات الاقتصادية يجعلنا نعمل على بيع الأصول غير العاملة كالمستودعات بالإضافة إلى الأرض التي نمتلكها متى وجدنا العرض المناسب وبالسعر المطلوب والذي سنسخره لصالح الشركة ولتفادي أي انخفاض اضافي متوقع للأصول الغير مستخدمة".
ولفت إلى أن تجنيب الشركة للمخصصات بشكل دوري يأتي تحسباً لتعثر مديونيات بعض العملاء، مضيفاً أنه حين يتم سداد تلك المديونيات أو تقديم ضمانات لها يتم عكس المخصصات وهي اجراءات تتم وفق نظام محاسبي واضح.
وتحدث عسيري عن تعرض الشركة للعديد من الإشاعات المغرضة والتي تحاول النيل من التحول الإيجابي الذي تقوم به، وعلق قائلاً "ما أود تأكيده للمساهمين بأن الشركة السعودية لصناعة الورق في حالة تنظيم وتحسين لأدائها بشكل مستمر ونعمل بجد واجتهاد لتجاوز التحديات التي يمر بها الاقتصاد والتي توجب التأقلم مع متغيرات القوة الشرائية للمستهلكين، ومثل هذه الظاهرة الاقتصادية تمر على جميع المنتجين بالسوق والكثير من المنافسين خرج من السوق والقليل منهم من يستطيع الصمود، والشركة استطاعت تقليل الخسائر ولا يزال أداؤها أفضل من السنوات السابقة وفي ظل هذه الظروف الصعبة للاقتصاد، ولذلك نحن متفائلين بأن المستقبل جيد لنا".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}