مع اقتراب عيد العمال في الولايات المتحدة، من الواضح أن الوقت قد حان للبدء في التفكير بشكل جدي بشأن فصل الشتاء، وفي ما يتعلق تحديدًا باضطراب قطاع الغاز الطبيعي الأمريكي، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
وفقًا لوزارة الطاقة الأمريكية، من المقرر أن يرتفع الإنتاج بنسبة 10% هذا العام، ليسجل مستوى غير مسبوق، قبل أن يرتفع إلى مستوى قياسي آخر خلال عام 2019، وسيتزامن ذلك مع عدم القدرة على بناء محطات التصدير بسرعة كافية.
وفي الوقت ذاته، ورغم كميات الغاز التي يتم استخراجها من باطن الأرض، فهناك نقص مفاجئ في المخزونات، حيث هبطت بشكل حاد هذا العام، وتراجعت إلى ما دون أدنى مستوى لها خلال الخمس سنوات الماضية.
هبوط المخزونات والأسعار
- قبل بضعة أشهر من البحث عن مصادر للتدفئة بدلًا من التذمر بشأن ارتفاع درجات الحرارة، تبدو المخزونات منخفضة بشكل غير معتاد، حيث تراجعت بنسبة 20% إلى ما دون المتوسط الموسمي للخمس سنوات الماضية.
- انخفاض مخزونات الغاز إلى هذا الحد لم يحدث من قبل سوى ثلاث مرات منذ عام 1999، وهذه هي الفترة الرابعة، وعادة ما تتسبب هذه الحالة في ارتفاع قوي للأسعار، كما حدث في وقت متأخر من شتاء عامي 2013 و2014.
- تزامن انخفاض المخزون في عام 2014 مع ارتفاع كبير في الأسعار خلال أوائل عام 2014، والعكس تمامًا حدث في 2016، فعندما بدأت المخزونات في الارتفاع بشكل ملحوظ هبطت الأسعار هبوطًا حادًا، لكن في 2018 تبدو هذه العلاقة معطلة تمامًا.
- تسبب شيء ما في دخول السوق في غيبوبة، ولم تعد الإشارات المعتادة للمنتجين مؤثرة في الأسعار، حيث تداولت العقود الآجلة للغاز الطبيعي عند أقل من 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في معظم أوقات السنة.
- ليس من قبيل الصدفة أن يتزامن هذا التراجع الكبير مع الخصم الذي تشهده تجارة الغاز غربي ولاية تكساس الأمريكية، والذي يتجاوز الحد الأقصى المعتاد البالغ 50 سنتًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ويصل إلى 1.40 دولار.
ديناميكية جديدة خطرة
- مع انخفاض المخزون إلى ما دون المستوى الأدنى المتوقع لشهر أغسطس/ آب، ومع اقتراب الشتاء، من اللافت للنظر أن الأسعار لا تزال عرضة للضغوط الهبوطية، ليبدو السوق يعمل بالرأي القائل بأنه حتى لو كان حجم المخزونات ضعيفًا في مواجهة موجة البرد، يمكن للآبار العاملة توفير ما يكفي من الإمدادات الجديدة لسد الفجوة.
- ساعد التفكير المشابه في الحد من ارتفاع أسعار النفط حتى في ظل الوقت الذي استنزفت فيه المخزونات وظهرت مخاوف حول فنزويلا وإيران، إن مثل هذه الآراء ترسخ لديناميكية محفوفة بالمخاطر في سوق الغاز الأمريكي مع قدوم الشتاء.
- يمكن أن تستجيب منصات إنتاج الغاز الصخري بسرعة نسبية إلى الأسعار المرتفعة، علمًا بأنه بحلول نهاية يوليو/ تموز كان هناك عدد من الآبار التي استغرقت أشهرا من الحفر ولم تكتمل بعد في منطقة الآبالاش، لكن سرعة تشغيلها لا تعني أن ذلك سيحدث على الفور.
- هناك اختناقات في نقل النفط عبر خطوط الأنابيب تؤثر على الإنتاج، ويحتمل أن تنعكس على سوق الغاز أيضًا، وهو ما قد يعني ضغطًا صعوديًا على أسعار الغاز هذا الشتاء، لكنه لن يفعل الكثير للمنتجين.
- وسط التذبذب الواسع لأعمال قطاع التنقيب والإنتاج بشكل عام، لم يحقق منتجو الغاز نجاحًا ملحوظًا عندما ارتفعت الأسعار لفترة وجيزة خلال فترتي الشتاء الماضيتين.
الخلل قد يستمر مع زيادة الإنتاج
- هناك اختلال مزمن في معروض الغاز في الولايات المتحدة مقابل الطلب المحلي، تحاول الصادرات معالجته، ومن المؤكد أن استجابة المنتجين لأي ارتفاع في الأسعار، لن تكون سريعة بما يكفي لمنع هذا الارتفاع، ولكنها ستكبح الأسعار وتقديرات الأرباح في وقت لاحق.
- الجانب الأكثر بروزًا في موسم إفصاح شركات التنقيب والإنتاج عن نتائج أعمالها هو زيادة ميزانيات الاستثمار، لكن التضخم وتباطؤ نمو الإنتاجية يعنيان أن ذلك لن يترجم إلى ارتفاع في الإنتاج بمبدأ واحد مقابل واحد، لكنها على أي حال لن تخفض الإنفاق الذي يتركز أغلبه بالطبع على النفط.
- المنتجون لا يهتمون بإشارات السوق، فمع انخفاض الأسعار دون 3 دولارات في وقت سابق، كان من المفترض أن يبحثوا عن طريقة لتغطية الانخفاض المحتمل في الإيرادات أو تفادي الذهاب إلى محكمة الإفلاس.
- لكن "كريدي سويس" قال في تقرير إن جميع أسهم شركات التنقيب والإنتاج التي تركز على الغاز باستثناء واحدة فقط، تستهدف زيادة إنتاجها بنسبة 10% أو أكثر وفقًا لأسعار تقل عن 3 دولارات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}