ترغب الولايات المتحدة في تخفيض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وفقًا لما أكده مستشار الأمن القومي للبلاد "جون بولتون" في بيان رسمي أصدره قبل أيام، لكن بعيدًا عن رغبة واشنطن، هل ستنجح حقًا في فعل ذلك؟ يتوقف ذلك على مدى استجابة العملاء للمطالبات الأمريكية، بحسب تقرير لـ"أويل برايس".
زادت أمريكا من الضغوط على عملاء النفط الإيرانيين منذ مايو/ أيار لتخفيض مشترياتهم، وتجميد مبيعات ثالث أكبر منتج في "أوبك" وإخراجه من السوق العالمي، وذلك في إطار خطة واشنطن لفرض عقوبات على طهران بعد انسحاب الأولى من الاتفاق النووي المبرم في 2015، والتي تشمل معاقبة أي دولة تواصل شراء النفط الإيراني، وحتى الآن أثبتت الحملة فعالية كبيرة.
وخلال النصف الأول من شهر أغسطس/ آب، انخفضت صادرات إيران من النفط بنحو 600 ألف برميل يوميًا، حيث تراجعت من 2.32 مليون برميل إلى 1.68 مليون برميل يوميًا، ومنذ بداية هذا العام تراجعت شحنات البلاد، حتى أنها بلغت أدنى مستوى لها في أربعة أشهر بحلول يوليو/ تموز قبل الانخفاض مجددًا في أغسطس/ آب.
مواقف كبار العملاء
- علق العملاء الرئيسيون، بما في ذلك كوريا الجنوبية استيراد النفط الإيراني، حتى الصين، رغم بعض الخلافات بينها وبين أمريكا، خفضت مشترياتها من طهران.
- في حين أن الصين لم تعط أي إشارة بالتزامها بالمطالبات الأمريكية، إلا أن تقارير أشارت إلى استعدادها على الأقل لمنع أي زيادة في مشترياتها من الخام الإيراني بعد فرض العقوبات في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني.
- لكن التراجع الكبير جاء من قبل الهند، ثاني أكبر مستورد للنفط الإيراني، حيث خفضت وارداتها إلى 204 آلاف برميل من 706 آلاف برميل يوميًا خلال الفترة من الأول حتى السادس عشر من أغسطس/ آب.
- تأمل الهند الحفاظ في بقائها في منطقة وسط بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تحاول مجاراة نظام العقوبات الجديد مع الإبقاء على إمكانية الوصول إلى شحنات النفط والغاز الإيرانية الرخيصة، خاصة أنها تعتمد على الاستيراد في تلبية 80% من طلبها على الطاقة وتعد طهران ثالث أكبر مورديها.
- إذا امتثلت الهند للعقوبات الأمريكية، فسوف تنخفض صادرات إيران النفطية إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، لكن تقارير أشارت إلى عدم رغبة نيودلهي في خفض مشترياتها تمامًا، وأنها تفضل اتخاذ موقف مشابه للصين.
- من جانبها عرضت طهران التأمين على عمليات شحن الخام وحتى حرية استخدام الناقلات الإيرانية من قبل الهند، بهدف تشجيعها على الاستمرار في استيراد النفط، على أي حال ربما تكون لدى الصين بعض الأسباب لمعارضة التوجه الأمريكي، لكن الهند لا تستطيع المخاطرة بعزل نفسها.
- قد تتعرض الهند لضغوط أخرى بسبب الانهيار في الإنتاج الفنزويلي، ما يصعب عليها مهمة وقف جميع شحناتها النفطية القادمة من إيران واستبدالها بمصدر آخر، وربما تسعى للحصول على خفض في الأسعار إذا قلصت وارداتها من طهران إلى النصف.
- خفضت تركيا، وهي مستورد رئيسي آخر للنفط الإيراني، مشترياتها بطريقة كبيرة خلال يونيو/ حزيران الماضي إلى 81 ألف برميل من 262 ألف برميل يوميًا، وعوضت الفرق من العراق وروسيا.
- من المتوقع امتثال تركيا للتوجه الأمريكي، لكن الخلاف الدبلوماسي الأخير مع إدارة "ترامب" واضطراب الأوضاع الاقتصادية قد يدفع أنقرة للحفاظ على وصولها إلى النفط الإيراني الرخيص.
- تعتبر إيران مصدرًا رئيسيًا لتركيا التي تعتمد مثل الهند بشكل كبير على واردات الطاقة، وخلال النصف الأول من العام الجاري وفرت طهران 49% من حاجة أنقرة من النفط.
الحليف الأوروبي
- خلال الفترة من الأول حتى السادس عشر من أغسطس/ آب، ارتفعت شحنات إيران إلى أوروبا إلى 632 ألف برميل من 465 ألف برميل يوميًا، وكانت تقارير أشارت إلى أن المشتريات الأوروبية ستنخفض هذا الصيف لرغبة المستوردين في تجنب العقوبات الثانوية الأمريكية.
- أظهر الاتحاد الأوروبي عدم رغبته في التوافق مع سياسة إدارة "ترامب"، بعدما فشل في إقناعها بالإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران وعدم الانسحاب منه، ويأمل الآن في الاحتفاظ بعلاقات تجارية مع إيران لحين دخول العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ.
- في حين قاومت الحكومات الأوروبية حملة الولايات المتحدة لعزل طهران، بدأت المصافي في القارة العجوز إنهاء عمليات الشراء في وقت سابق من هذا الصيف، وابتعدت شركات مثل "توتال" عن الاستثمار في إيران.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}