نبض أرقام
09:44 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

بين مطرقة الضغوط البيئية وسندان الطاقة المتجددة.. صناعة الفحم تظل تائهة

2018/08/30 أرقام

إن السعي إلى الحد من تطوير مناجم الفحم إلى جانب الضغوط المتزايدة من المستثمرين للتخلص من الوقود الأحفوري، تخلق تشققات في صناعة التعدين بين الشركات التي تخرج من هذا القطاع وتلك التي تتعهد بالبقاء فيه، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".

 

كان "دويتشه بنك" و"رويال بنك أوف سكوتلاند" من بين المصارف التي توقفت عن منح القروض للمشاريع الجديدة للتنقيب عن الفحم، وبحسب "سيتي بنك" انخفض الإنفاق على المشاريع الجديدة بنسبة 80 في المائة إلى 2.2 مليار دولار في عام 2018 مقارنة بما كان عليه في 2012.

 

وأدى هذا الاتجاه، بالإضافة إلى حملة تقودها الحكومة الصينية لخفض إمدادات الفحم المحلية بهدف الحد من التلوث، إلى تضاعف سعر الفحم تقريبًا على مدى السنوات الثلاث الماضية ليتداول عند 113 دولارًا للطن.

 

تباين مساعي الشركات

 

- بالنسبة لتلك الشركات التي تتعهد بالبقاء أو حتى التوسع، فإن قطاع الفحم يحقق التوازن الدقيق لصناعة تواجه المزيد من التدقيق حيال سجلها البيئي من قبل المستثمرين، ورغم توفير الفحم نحو ثلث الطاقة في العالم إلى الآن لكنه متورط رئيسي في التغير المناخي.

 

- تأتي المناظرات حول أعمال الفحم وأضرارها البيئية في الوقت الذي يدفع فيه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" نحو إحياء هذه الصناعة في بلاده، وقبل أيام قالت وكالة حماية البيئة إنها تخطط لإلغاء خطة الطاقة النظيفة للرئيس السابق "باراك أوباما"، مما يسهل تنظيم عمل محطات الطاقة التي تحرق الفحم.

 

- ساعدت جهود "ترامب" في تعزيز أسعار أسهم شركات تعدين الفحم الأمريكية، مثل "بيبودي" التي ارتفع سهمها بنسبة 7% هذا العام، في حين أن "جلينكور" المدرجة في بورصة لندن، وهي شركة تعدين كبرى يقودها الملياردير "إيفان جلاسينبرج" بدأت خطة للتوسع.

 

 

- اشترت "جلينكور" هذا العام حصة نسبتها 49 في المائة في مشروع للفحم الحراري في نيو ساوث ويلز الأسترالية، من شركة "يانكول" الصينية، كما اشترت منجم الفحم "هايل كريك" من "ريو تينتو" مقابل 1.7 مليار دولار.

 

- "جلينكور" هي الآن أكبر منتج في العالم للفحم المنقول بحرًا، وربحت ملياري دولار من وحدة الفحم خلال النصف الأول من العام الجاري، وتتوقع أن تصبح هذه السلعة وفقًا للأسعار الحالية أكبر محرك لأرباح الشركة على مدار العام بأكمله متفوقة على النحاس.

 

- حتى "بي إتش بي بيليتون"، أكبر شركة تعدين في العالم، لا تنوي بيع أصول الفحم التي تملكها، بعكس "ساوث32" الأسترالية، والمدرجة في بورصة لندن، حيث تعتزم الأخيرة بيع أصول الفحم الحراري في جنوب إفريقيا للمستثمرين المحليين في وقت لاحق من 2018.

 

- بالنسبة لأحد عمالقة التعدين العالميين الآخرين وهو "ريو تينتو"، فقد باعت آخر مناجم الفحم في محفظتها إلى شركة الأسهم الخاصة "إي إم آر كابيتال" و"أدارو إنرجي" الإندونسية للطاقة مقابل 2.25 مليار دولار.

 

 

آفاق غائمة

 

- في العام الماضي، قالت شركة "بي إم أو جلوبال أسيت مانجمنت" البريطانية، والتي تدير 189 مليار جنيه إسترليني (245 مليار دولار)، إن صناديقها ستتخارج من الشركات التي تنتج الفحم الحراري.

 

- من جانبه قال صندوق الثروة النرويجي السيادي، الذي يدير أصولًا قدرها تريليون دولار، ويمتلك أسهمًا في "جلينكور" إنه سيستثني من خططه الاستثمارية الشركات التي تحقق 30 في المائة أو أكثر من دخلها عبر الفحم الحراري سواء بشكل مباشر أو من خلال كيانات تسيطر عليها.

 

- وفقًا للمحلين سيأتي النمو في أعمال الفحم مستقبلًا من آسيا، حيث من المرجح أن يظل الوقود المهيمن على مزيج الطاقة في المنطقة حتي وقت متأخر ربما يصل إلى عام 2040، غير أن الخبراء منقسمون حول السرعة التي ستتحول بها الصين، أكبر مستهلك للفحم في العالم، بعيدًا عن هذا الوقود، وهو عامل رئيسي في تحديد الأسعار المستقبلية.

 

 

- النشاط الصناعي السريع في الصين، قاد الطلب على الفحم خلال الخمسة عشر عاما الماضية، لكن هذا النمو بدأ في التباطؤ بعدما أصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، إلى جانب ميله نحو الموارد المتجددة، ووفقًا للإحصاءات الرسمية، نما استهلاك الفحم في البلاد بنسبة 0.4 في المائة فقط خلال عام 2017.

 

- تعتقد "بي إتش بي" أن الفحم سيفقد قدرته التنافسية تدريجيًا مقابل موارد الطاقة المتجددة في العالم المتقدم وفي الصين، لكن نقطة التساوي بين الاثنين لن تصبح واقعًا حتى نهاية العقد المقبل.

 

- يتوقع محللو "بلومبرج نيو إنرجي فاينانس" تواصل بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة من الفحم في الصين حتى عام 2025، قبل أن تصبح مصادر الطاقة المتجددة أكثر تنافسية، ومن ثم سيهبط سعر الفحم المنقول بحرًا إلى ما دون 60 دولارًا للطن بحلول عام 2025.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.