ما زال الفحم متشبثا بالمركز الأول كمصدر توليد الكهرباء في أنحاء العالم، إذ يستأثر بأكبر حصة في مزيج الطاقة العالمي كما كان قبل عقدين من الزمان، رغم المخاوف المتزايدة بشأن تغير المناخ وتباطؤ تمويل المشاريع التي تنطوي على أنواع ملوثة من الوقود الأحفوري، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".
زادت صادرات الولايات المتحدة من الفحم إلى أكثر من الضعف خلال عام 2017، ومن المقرر نمو هذه الشحنات خلال العام الجاري، ومن المتوقع أيضًا زيادة استهلاك الفحم لتوليد الطاقة في دول آسيا وإفريقيا حتى عام 2040، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.
ويُظهر انتعاش الطلب مرونة الفحم، خاصة في البلدان الناشئة، وتشير الأحداث الأخيرة إلى أن السوق سيبقى قويًا لفترة طويلة، فعلى سبيل المثال، اقترحت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" التراجع عن قواعد الانبعاثات المقوضة للصناعة في الولايات المتحدة، وتخطط بلدان مثل الهند وفيتنام لتدشين مشاريع فحم كبرى.
انتعاش الطلب
- شكل الفحم 38% من مزيج توليد الكهرباء في العالم خلال العام الماضي، وهو نفس المستوى الذي كان عليه عام 1998، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن شركة "بي بي"، وساعد انتعاش سوق الفحم الحراري في 2017 على تعزيز أرباح شركات التعدين وقيم أسهمها.
- كانت "جلينكور" وهي واحدة من أكبر شركات التعدين في العالم، من بين أبرز المستفيدين من هذه المكاسب، وأنفقت 1.7 مليار دولار لشراء أعمال فحم في أستراليا خلال مارس/ آذار الماضي، كجزء من رهانها على قوة الطلب في منطقة جنوب شرق آسيا.
- في الوقت نفسه، ارتفعت انبعاثات الكربون العالمية من الفحم وغيره من أنواع الوقود الأحفوري بنسبة 1.4% خلال عام 2017، بعد ثلاث سنوات من الاستقرار، ويرجع ذلك إلى النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على الطاقة في آسيا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
- وترتبط الانبعاثات الكربونية بارتفاع درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس الحادة، ويرى الخبراء الفحم كسبب رئيسي في مشاكل الصحة، وفي هذا الإطار أوقف البنك الدولي تمويل الفحم عام 2010 بسبب ارتباطه بالاحتباس الحراري، في مسار يقتفيه الآن العديد من البنوك الدولية.
- مع ذلك، فإن الفحم جذاب لأن مشاريع الكهرباء القائمة عليه أقل تكلفة من الطاقة المتجددة، التي تصل تكلفة إنشاء محطة واحدة لها ضعف ما يتم إنفاقه على تدشين منشأة تستهلك الوقود الأحفوري، بحسب خبراء.
تهافت على الفحم
- في نيجيريا حيث يتوافر الفحم بأسعار رخيصة، يفتقر 54% من سكان البلاد البالغ عددهم 190 مليون نسمة إلى الكهرباء، لكن البلاد تتبع خطة لتوصيل الطاقة من المحطات التي تعمل بحرق الفحم إلى المزيد من مواطنيها.
- اليوم، تولد نيجيريا كل طاقتها من السدود والغاز الطبيعي، لكن التخريب المتكرر لخطوط الأنابيب يسبب نقصًا في إمدادات الكهرباء، وبحلول عام 2030، يخطط أكبر اقتصاد في إفريقيا لإضافة 30 جيجاواط من الطاقة، 30 في المائة منها من مصادر متجددة و3 في المائة من الفحم، في إطار مشروع سيحتاج 3.5 مليار دولار سنويًا.
- وافق البنك الدولي على قرض قيمته 350 مليون دولار لشبكات الطاقة الشمسية الصغيرة وغيرها من المعدات التي يمكنها توفير الكهرباء لنيجيريا، لكنه أكد رفضه تمويل مشاريع ذات صلة بالفحم في أي مكان في العالم، مشيرًا إلى أنه على الدول الراغبة في تمويل مثل هذه الأعمال التوجه إلى القطاع الخاص.
- هناك نحو ملياري طن من الفحم في البلاد، وفقًا لبعض التقديرات، ويرى اقتصاديون أن استهلاكها في توليد الطاقة سيعود بالنفع على الاقتصاد.
- في الوقت نفسه، تحارب العديد من البلدان الناشئة من أجل أهداف مماثلة، حتى في الوقت الذي خفضت فيه الدول الأكثر ازدهارًا مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حصة الفحم من مزيج الكهرباء.
- القارة الآسيوية، هي موطن لأكبر احتياطيات الفحم في العالم، وتقود الصين والهند (أكبر قوتين بشريتين في العالم) الطلب على استهلاك هذا النوع من الوقود.
- تخطط فيتنام لزيادة قدرتها الإنتاجية من الكهرباء المعتمدة على الفحم إلى خمسة أضعاف مستواها الحالي بحلول عام 2035، أما بنجلاديش فتتطلع لاستخدام الفحم في توليد 50% من الطاقة في البلاد بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 2% في الوقت الراهن.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}