على الرغم مما يثيره من إعجاب في عالم الأعمال والتكنولوجيا، تكشف "ليزا" ابنة "ستيف جوبز" مؤسس شركة "آبل" جوانب مثيرة للجدل في شخصية والدها، حيث تصفه بأنه كان "قاسيًا" وإن كان كريمًا، كاشفة عن معاناتها في التعامل معه حتى رحيله، وذلك في كتابها الذي صدر حديثًا "المقلاة الصغيرة" والذي تناولت فيه الجوانب الشخصية من حياته.
قسوة وبرود
ولم يعترف "جوبز" بنسب "ليزا" التي أنجبها من علاقة بصديقته "كريستن برينان" عام 1978 إلا بعد إجراء اختبارات "دي.إن.إيه" بأمر المحكمة، التي ألزمته بدفع 385 دولارا شهريًا لصديقته السابقة حتى تبلغ ابنته الثامنة عشر عاما، وهو ما التزم به "جوبر" بل وزاد المبلغ طواعية إلى 500 دولار شهريًا بعد ذلك، مع التزامه بمصاريفها الدراسية والتأمين الصحي لها.
ووفقًا لـ"ليزا"، كان "جوبز" "باردًا" في التعامل معها، فطالما كان يصفها بـ"السمينة" ورفض دفع مصاريف دراستها الجامعية، بل ومارس عليها ضغوطًا حتى لا تنخرط في أنشطة مدرسية وجامعية تحول دون تحولها "لعضو فاعل في الأسرة" بالتزامها بالوجود في المنزل ليلًا، وذلك على الرغم من إقامة ابنته في منزل والدتها أغلب سنين طفولتها ومراهقتها قبل انتقالها للعيش في منزل أبيها.
وتقول "ليزا" إن والدها خدعها مرة حينما طالبها بالانضمام إليه وزوجته لحضور حفل زفاف، ولم يوافق "جوبز" وزوجته "لورين" على حضورها معهما وطالباها بالاهتمام بصغيرهما (أخيها غير الشقيق) "رييد" في المنزل فحسب، كما لم يعترض "جوبز" على وصف عائلته المتكرر لـ"ليزا" بأنها "خطأ" في حياته.
ورفض "جوبز" الاعتراف بتسمية أحد النماذج الأولى لحاسب "آبل" على اسم ابنته "ليزا" وقال إن ذلك لم يكن متعمدًا، قبل اعترافه بذلك علنًا بعدها بسنوات إبان إلقائه لمحاضرة في حضور ابنته، فيما عدته الأخيرة "محاولة لتحسين الأمور" بينهما.
جوانب إيجابية
وتقول "ليزا" إنها شعرت بالألم باستمرار بسبب استبعادها من الصور العائلية لوالدها، فضلًا عن عدم ذكرها في "السيرة الذاتية" له في أية مناسبة، حيث كان حريصًا على ذكر ابنه "رييد" وزوجته، دون الاعتراف بابنته التي أقرت المحكمة نسبها إليه.
وعندما قررت "ليزا" الانتقال للمعيشة مع والدها، وضع شروطًا قاسية للغاية عليها، فقد أمرها بألا تذهب لزيارة والدتها لمدة 6 أشهر على الأقل إذا أرادت العيش معه، كما اشترط عليها تغيير اسمها لـ"ليزا جوبز" أولًا بدلًا من "ليزا برينان" وتوصلا لحل وسط بأن يصبح اسمها "ليزا برينان- جوبز"، وهو الاسم الذي تحمله حتى يومنا هذا.
ولم يكن "جوبز" بهذا السوء باستمرار، حيث دعا ابنته للتزلج معه، ولقضاء عطلات صيفية مع عائلته الجديدة في هاواي، كما كان دائما يوجه النصح لها، كما اعتادت على لعب "الألعاب المنزلية" مثل "بينجو" معه، فضلًا عن الغناء سويًا في وقت فراغهما في بعض الأحيان.
وسبب تناقض "جوبر" مع ابنته إزعاجًا شديدًا لها، ففي الوقت الذي اعتاد أن يصطحبها للسينما لمشاهدة ما يصفها بالأفلام العظيمة، ويعد لها سلطة الخضراوات بنفسه، ولكنه كان أحيانًا ما يرفض الحديث معها دون مبرر واضح، بما أصابها باضطراب وجعلها لا تعرف حقيقة مشاعر والدها تجاهها.
ردود الفعل
واعتذر "جوبز" لابنته لعدم قضائه أوقاتًا كافية معها، وبكى وأخبرها على فراش المرض قبل وفاته بأيام بسبب قطعه لعلاقاته معها لعقد من الزمن، حيث غضب من عدم دعوتها له لحضور اجتماع الآباء في جامعة "هارفارد" التي ارتادتها ابنته، وعندما سألته "لماذا لم تخبرني بسبب غضبك مني؟" أجابها "تعرفين بأنني لست جيدًا في مسائل الاتصال الشخصي".
وتنقل "ليزا" على لسان "جوبز" قوله وكأنه يعاملها كآلة :"ربما لو كان لك "دليل تشغيل" لتمكنت من التعامل معك بصورة أفضل، أو ربما لو كنت أنا أكثر حكمة.. على أية حال لا تلق باللوم على نفسكِ في أي مما حدث بيننا سلبًا، فأنا من يتحمل المسؤولية بالتأكيد لأنني الأب والأكبر سنًا والأكثر خبرة".
ورفضت عائلة "جوبز" ما وصفته بـ"ادعاءات" "ليزا" وقالت في بيان لها تعلقًا على الكتاب" إنها ترسم صورة مختلفة تمامًا عن الراحل"، لكن هذا لم يمنع الإعلام الأمريكي من تناول الكتاب بشكل مختلف فقالت صحيفة "يو.إس.إيه.توداي" إن المثير للسخرية هو عجز صانع آلة التواصل الأهم في العصر الحديث (آيفون) عن التواصل مع ابنته.
أما صحيفة "نيويورك تايمز" فقد وصفت "جوبز" بـ"الأب السيئ والفظيع" بسبب علاقته بابنته، بينما اعتبرت "واشنطن بوست" الكتاب "كاشفًا" عن جانب خفي في حياة "جوبز" الذي طالما كانت رحلة نجاحاته واختراعاته مثيرة للإعجاب على مستوى العالم أجمع.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}