كان "بيل هاينكي" في الثانية والأربعين من عمره حينما اتخذ قرارًا صعبًا ونادرًا ما يقدم عليه أحد، لكنه كان بداية تحول جوهري في مسيرته المهنية، حيث ذهب إلى السفارة الأمريكية في بانكوك، وسلم جواز سفره وأخبرهم برغبته في التنازل عن الجنسية، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".
لم تكن هذه لحظة جنون أو انفعال مؤقت، كما لم يكن الرجل مجبرًا عليها، وفي الأساس ولد "هاينكي" في أمريكا لكنه كان يعيش ويعمل في تايلاند منذ ما يقرب من ثلاثة عقود عندما أقدم على هذه الخطوة، وبفضل إيمانه الشديد بما يقول إنها إحدى أهم مهارات مجال الأعمال –الالتزام- استطاع أن يكون بين أغنى الأشخاص في البلاد.
يقول الملياردير العصامي البالغ من العمر 69 عامًا: أنا أتذكر هذه اللحظة بشكل جيد للغاية، كان هناك مستشار قانوني أخبرني بأنه علي إعادة التفكير في القرار، لأنه لم ير ولم يسمع من قبل عن شخص يرغب في التنازل عن الجنسية، لكني كنت حاسمًا وأخبرته أني اتخذت قرارًا نهائيًا ولا أرغب في الانتظار.
"هاينكي" الآن هو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمقدم خدمات الضيافة "مينور إنترناشونال"، والتي أسسها كشركة نظافة عندما كان في السابعة عشرة من عمره، بعد أربع سنوات من الانتقال إلى بانكوك مع عائلته، وخلال العشرينيات والثلاثينيات من عمره، تطورت إلى واحدة من سلاسل الضيافة الرائدة في تايلاند، ويقول رجل الأعمال إنه مدين لهذه البلاد التي تبنته وسمحت له بإظهار تفانيه في ممارسة الأعمال.
بالتخلي عن جنسيته الأمريكية، تخلى "هاينكي" عن بعض المزايا الممنوحة لمواطني الولايات المتحدة، مثل حقه في التصويت أثناء الانتخابات، والتمتع بالسفر غير المقيد إلى البلاد، لكنه أيضًا أعفى نفسه من الآثار الضريبية الأمريكية.
يعلق "هاينكي" على الأمر قائلًا: كما تعلم، حصلنا على دعم جيد من البنوك التايلاندية، ورجال الأعمال التايلانديين، والمجتمع بشكل عام، لقد احتضنونا واحتضنوا نشاطنا، نحن نفتخر بأننا شركة تايلاندية.
ومع ذلك لم يكن الالتزام الذي آمن به الرجل في مجال الأعمال سهلًا أو رخيصًا داخل هذا الاقتصاد الناشئ، فقد عانت سلسلة فنادق "هاينكي" من موجات التسونامي والأزمة المالية الآسيوية وكانت على شفا الإفلاس، لكنها في النهاية أثبتت موثوقيتها وأنها خطوة تجارية ذكية، ساعدت مالكها على كسب تأييد الشركات الدولية الكبرى.
بعد ثماني سنوات من كونه مواطنًا تايلانديًا مجنسًا في عام 1991، واجه "هاينكي" واحدة من أصعب مفاوضاته التجارية، عندما تقدم مصرف "جولدمان ساكس" بعرض للاستحواذ على "أنتارا سيام"، وهو فندق تراثي تملك فيه "مينور إنترناشونال" حصة أقلية.
في نهاية المطاف، تمكن الملياردير من إحباط محاولات المصرف الاستثماري، بفضل السمعة التي اكتسبها كرجل أعمال وطني موثوق به، إلى جانب العلاقات التي تمتع بها مع رجال الأعمال التابعين للعائلة الملكية.
منذ ذلك الحين، توسعت شركة "مينور إنترناشونال" خارج البلاد، وقفزت ثروة "هاينكي" إلى 1.9 مليار دولار، منحته المرتبة السابعة عشرة في قائمة أغنى الأشخاص في تايلاند، وفقًا لـ"فوربس"، فيما يقول هو إن الالتزام الذي أظهره كل هذه السنوات وضعه في مكانة جيدة لاكتساب الثقة وتطوير واحدة من أكبر مجموعات الضيافة والترفيه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
في النهاية، يأمل "هاينكي" أن يُشعِرَ أصدقاءه التايلانديين بالفخر إزاء كونه تايلانديًا مثلهم، وبغض النظر عن خيار التنازل عن الجنسية –الذي لا يمتلكه أو لا يحتاجه الجميع-، يُرجع "هاينكي" نجاحه في مجال الأعمال على مدار عقود إلى إظهار الالتزام في أي شكل من أشكاله العديدة، مؤكدًا أنه يشكل الصفة الرئيسية التي يبحث عنها في فريقه المكون من نحو 100 ألف موظف.
وفي نصيحة منه للمغامرين يقول "هاينكي": يجب أن تكون ملتزمًا تمامًا بما تفعله، وأن تكون على استعداد للتضحية بكل شيء من أجل مصلحتك أو في سبيل إنجاح رؤيتك، إذا لم تكن كذلك، فلا ينبغي عليك السعي وراءها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}