نبض أرقام
04:47 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

شبكة الجيل الخامس "5G"..من سيفوز في سباق أسرع إنترنت لاسلكي في العالم؟

2018/09/13 أرقام

كانت التجارب الأولية لمنظومة اتصالات الجوال تُنفذ بشركات أمريكية وأوروبية، ولكن في عصر شبكة الجيل الخامس "5G"، يحتدم السباق بين الولايات المتحدة والصين لتطوير هذه التكنولوجيا الثورية لتدشين أسرع إنترنت لاسلكي في العالم، وتساءل تقرير نشرته "وول ستريت جورنال": "من سيفوز في هذا السباق"؟

 

وتهرع شركات معدات وتشغيل الاتصالات في كلتا الدولتين نحو اختبار الجيل القادم من تكنولوجيا الشبكات اللاسلكية التي ستكون أسرع مائة مرة من شبكة الجيل الرابع "4G"، ولكن على ما يبدو، فإن الشركات الصينية تسبق بخطوة.

 

 

طور التجربة

 

- من المتوقع أن تنعش الشبكة الجديدة من تطوير السيارات ذاتية القيادة كما ستسهم في نمو أداء الأطباء وتمكينهم من إجراء عمليات جراحية عن بعد، وأيضا المزيد من التطوير في مجال "إنترنت الأشياء" والواقعين الافتراضي والمعزز فضلا عن تزويد المستهلكين بإنترنت فائق السرعة وتقليل الاعتماد على الكابلات وأجهزة "واي فاي".

 

- في مقر "هواوي تكنولوجيز" بمقاطعة "شنتشن" في الصين، التقى باحثون ومسؤولون تنفيذيون في يوليو/تموز للاحتفال بواحدة من أهم التقنيات التي تدعم شبكات الجيل الخامس، وابتكر هذا الجزء عالم تركي يدعى "إردال أريكان".

 

- في معمل شركة "فيريزون كومينيكيشن" في ولاية "نيوجيرسي" الأمريكية، أظهرت شاشات حواسب كيف لطلاء النوافذ التداخل مع الإنترنت فائق السرعة من شبكة "5G" حيث تجري اختبارات لأجهزة تدعم هذه التكنولوجيا، وأجرت الشركة تجارب لتكنولوجيا "5G" في 11 سوقا العام الماضي.

 

- بالقرب من "فيريزون"، هناك أيضا "نوكيا" في ولاية "نيو جيرسي" تختبر بعض تقنيات شبكة الجيل الخامس حيث بدأت أبحاثها منذ عام 2007.

 

- يرى محللون أن الأسواق العالمية على وشك أن ترى ثمار هذه التجارب كما أن الشركة التي تعكف على اختبار "5G" ستجني مليارات الدولارات، أما الدول التي ستظهر تقدما في تطوير "5G"، فسوف تفوز في السباق كما أن مزودي أجهزة هذه الشبكة سيكون لهم الأولوية في تزويد وكالات الاستخبارات والجيوش بميزة تجسسية على الدول المعادية.

 

- قال المدير التنفيذي لـ"فيريزون" "هانز فيستبيرج" إن الشركة ترى أن "5G" سوف يكون لها آثار قوية للغاية على المجتمعات حول العالم وعلى مختلف المجالات كالإعلام والترفيه والصناعات.

 

 

بخطوات سباقة..الصين

 

- بناء على بعض المعايير، فإن الصين تسبق الولايات المتحدة بخطوات، فمنذ عام 2013، عملت لجنة حكومية مع شركات الاتصالات في البلاد على تطوير اختبارات وتطبيقات "5G"، ومن بين الشركات المنخرطة في هذا الأمر "هواوي" التي تنوي بيع معدات التكنولوجيا الجديدة وجني الكثير من ورائها.

 

- في الولايات المتحدة، تفوض الحكومة بعض الوكالات للتعاون مع القطاع الخاص في تطوير "5G"، وتقود شركة "إيه تي آند تي" التجارب كما تشارك "فيريزون" و"سامسونج" و"نوكيا" و"سيسكو سيستيمز"، وذكرت الأخيرة أن الحرب التجارية التي شنتها واشنطن ربما تتسبب في إبطاء تطوير "5G".

 

- تعتزم ثلاث من الشركات الكبرى في أمريكا تجربة خدمات "5G" بشكل مباشر في بعض المدن هذا العام على أن تكون الكثير من التقنيات جاهزة للعمل عام 2019.

 

- لم يكن السباق بعيدا عن أعين الجهات التنظيمية حيث سعت منذ البداية إلى تأمين التحركات التي تتخذها الشركات، وظهر ذلك جليا في عرقلة إدارة "ترامب" استحواذ شركة "برودكوم" السنغافورية على "كوالكوم" للرقائق الإلكترونية والتي تطور أيضا تكنولوجيا "5G"   بدعوى أن هذه الصفقة سوف تسهم في تقييد عمليات التطوير والبحث التي تجريها الشركة الأمريكية وتتيح للصينيين السبق في الشبكة القادمة.

 

- تشعر واشنطن بالقلق حيال تنامي شركات تكنولوجية صينية مثل "هواوي" و"زد تي إي كورب"، كما اتخذت أستراليا خطوات تحظر على الشركتين الاطلاع على أبحاث "5G" الخاصة بأستراليا، وتدرس دول أخرى خطوات مشابهة.

 

 

- جعلت الصين "5G" أولوية بعد فشلها في السباق مع الغرب في شبكات اتصالات وجوال سابقة حيث هيمنت أمريكا على "4G" من بداية الألفية الجديدة بينما هيمن الأوروبيون على "3G"، وتسببت ريادة الأمريكيين في منح شركات "آبل" و"كوالكوم" مميزات على نظيراتها في السوق التكنولوجي العالمي.

 

- منذ عام 2015، بنت الصين 350 ألف موقع خلوي مقارنة بأقل من 30 ألف موقع أنشأته الولايات المتحدة، وتسهم هذه المواقع بشدة بتكنولوجيا "5G" التي تحتاج إلى عدد أكبر من المواقع الخلوية مقارنة بـ"4G".

 

- تجري التجارب على قدم وساق مع تحالف من شركات تكنولوجية في الصين وجامعات ومؤسسات بحثية تنخرط تحت جهات عسكرية، ومن المتوقع انتهاء الاختبارات هذا العام.

 

- بعد انتهاء التجارب، ستطلق أكبر شركة اتصالات في العالم من حيث عدد المشتركين "تشاينا موبايل" أنشطة تجريبية حقيقية في 17 مدينة مع توقعات بأن تكون "5G" جاهزة للعمل بحلول عام 2020.

 

البنية التحتية لـ"5G"

 

- تعتمد شبكة اتصالات الجيل الخامس على تكنولوجيا تتيح استخدام الموجات اللاسلكية بكفاءة أعلى من "4G"، وتوجد خطط لبناء مواقع خلوية عالية التردد ذات أطول موجية ملليمترية يمكن أن تتعامل مع المزيد من البيانات التي تنتقل بسرعات خارقة.

 

- يعني ذلك أن "5G" سوف تعتمد على مستشعرات وهوائيات مجمعة بالإضافة إلى مراكز بيانات لامركزية قرب الأعمال والمستهلكين، أي استثمارات ضخمة في بنية تحتية لشبكة واعدة.

 

- من المتوقع أن تسهم هذه الشبكة في تطوير مجالات أخرى كالسيارات ذاتية القيادة التي تنوي الشركات المطورة لها في تحقيق اتصال بين المركبات ببعضها البعض ومع الإشارات المرورية.

 

- تعتمد محاولات الصين في الأخذ بزمام الأمور في التكنولوجيا القادمة للاتصالات على معايير فنية ربما سيكون على العالم السير على خطاها فضلا عن براءات اختراع كثيرة ومتنوعة في هذا المجال بالتزامن مع براءات اختراع تسجلها شركات أمريكية مثل "كوالكوم" وغيرها، ولكن بكين تحرز تقدما هائلا.

 

- عام 2009، ضخت "هواوي" في بداياتها موارد كبيرة لتطوير "5G" وغيرها من التقنيات الواعدة التي تريد بها التوسع عالميا حيث رأى الصينيون أنه من الهام جدا الفوز في هذه المعركة التكنولوجية التي ستنعكس بالطبع على قدراتها السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، وأنفقت "هواوي" أكثر من مليار دولار على أبحاث وتطوير "5G" حتى الآن.

 

- أوقفت الحكومة الأمريكية بعض الجهود البطيئة للقطاع الخاص في تطوير "5G" ومنحت الفرصة لشركات منفردة، كما أعلنت المفوضية الفيدرالية للاتصالات في أمريكا عن خطة لبناء شبكات "5G" متخطية قواعد محلية ومهدت الطريق لوضع أجهزة بث خلوية في بعض المدن كنواة لبنية تحتية لهذه الشبكة.

 

- مولت واشنطن بعض الأبحاث الأكاديمية التي مهدت الطريق نحو تقنيات تجارية، وتعكف إحدى المؤسسات البحثية على تنفيذ اختبارات "5G" والأجيال القادمة من شبكات الاتصالات اللاسلكية.

 

- في الوقت نفسه، لا تزال أمريكا خلف أوروبا وكوريا الجنوبية واليابان والصين في سباق تطوير "5G"، كما أن واشنطن تستثمر بعشوائية في تطوير هذه التكنولوجيا مقارنة بالصين التي تعد استثماراتها منسقة وفي موضعها الصحيح – بناء على آراء خبراء ومراقبين.

 

- فيما يتعلق بكافة الاستثمارات، أفاد خبراء في صناعة الاتصالات بأن معايير "5G" لم يتم تحديدها وصياغتها بالكامل، وأن شركات الاتصالات لا تزال تحاول استكشاف مدى الربحية التي ستحققها من هذه الخدمة.

 

- علاوة على ذلك، لا تزال شركات الاتصالات في حاجة لتقليل تكلفة التطوير والأبحاث والتطبيقات الخاصة بـ"5G" من أجل بيعها للمستهلكين وتزويدهم بخدمات في متناول الأيدي على غرار نجاح الأمر في "4G" و"واي فاي".

 

- مع ذلك، فإن مسؤولين لدى "هواوي" و"تشاينا موبايل" قد أكدوا على أن الشركتين ستندفعان نحو تطوير واستخدام شبكة الجيل الخامس سريعا دون النظر إلى أي تحديات تتعلق بالتكاليف أو المعايير نظرا لأن "5G" تمثل مشروعا استراتيجيا شديد الأهمية للصين، فلو ثبتت بكين قدميها في هذه التكنولوجيا وتفوقت بها على العالم، فإن ذلك يعني وضع قدم لها في تكنولوجيا ثورية في أجيال قادمة لـ"6G" و"7G" و"8G".

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.