لم تأت رياح التغيير النفطي كما يشتهي الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بل بدا خلال الاجتماع الأخير لمنتجي "أوبك" وحلفائهم أنه لن يكون هناك تغيير يذكر في السياسة الإنتاجية قريبًا رغم الضغوط التي تتعرض لها الإمدادات الإيرانية، بحسب "بلومبرج" و"فاينانشيال تايمز".
وقالت مجموعة المنتجين التي اجتمعت في الجزائر خلال عطلة نهاية الأسبوع إنها لن تعزز إنتاج الخام إلا إذا طلب العملاء ذلك، في ما يبدو تجاهلًا للدعوات المتلاحقة من "ترامب" هذا العام التي حث فيها "أوبك" على زيادة الإمدادات بغرض تخفيض الأسعار.
وتطرق لقاء المنتجين إلى الحديث عن سياسة الإنتاج وإمكانية التخفيف من آثار انخفاض الإمدادات الإيرانية، مع بدء الضغوط الأمريكية في التأثير على شحناتها من الخام، قبيل فرض واشنطن لعقوبات تستهدف قطاع الطاقة في طهران أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، ومع ذلك رأت السعودية وروسيا وحلفاؤهما أنه لا توجد حاجة ملحة لإمداد السوق بمزيد من النفط.
وأدى تراجع الشحنات الإيرانية، مع خفض عملاء طهران لوارداتهم بسبب الخوف من العقوبات المالية الأمريكية، إلى ارتفاع أسعار النفط، حتى أن خام "برنت" القياسي تجاوز 80 دولارًا للبرميل، كما شجع ذلك "ترامب" على انتقاد "أوبك" ومطالبتها بزيادة الإمدادات خشية الأثر المترتب على أسعار الوقود في بلاده، لا سيما قبيل انتخابات التجديد النصفي.
من جانبه، قال وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" بعد اجتماع الأحد: خطتنا هي تلبية الطلب، والسبب في أن المملكة لم ترفع إنتاجها أكثر هو حصول جميع عملائها على احتياجاتهم النفطية كافة، ومع ذلك نتوقع ضخ المزيد في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول.
وأضاف: أنا لا أؤثر على الأسعار، وأعتقد أن سوق النفط مزود باحتياجاته اللازمة، يمكننا إنتاج أكثر مما نفعل الآن إذا كان هناك مزيد من الطلب، والمملكة تتمتع بقدرة إنتاجية احتياطية كافية، لكن القضية لا تتعلق بالبلدان المنتجة، بل المصافي، إن الأمر مرتبط بالطلب.
الطاقة الاحتياطية
- بينما يرى بعض المحللين أن المنتجين معرضون لضغوط قوية بفعل تراجع الإمدادات العالمية وأن الطاقة الاحتياطية المتوافرة لتعويض انخفاض الشحنات الإيرانية محدودة، يؤكد وزير الطاقة السعودي قدرة المملكة على تلبية الطلب المتوقع.
- من المحتمل ارتفاع الطلب على الخام السعودي إلى 10.5 مليون برميل أو 10.6 مليون برميل في أكتوبر/ تشرين الأول، وستلبي المملكة هذه الزيادة عبر استغلال الطاقة الاحتياطية، وحتى إذا وصل الطلب إلى 10.9 مليون برميل يوميًا، سيكون بمقدور البلاد الوفاء بهذا الالتزام، وفقًا لـ"الفالح".
- مع ذلك، فإن تواصل هبوط الإمدادات الإيرانية والفنزويلية دفع معدل التزام أوبك وحلفائها بالخطة (خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميًا) يصل إلى 129% خلال أغسطس/ آب، ما يعني إجمالي إمدادات أقل بنحو 500 ألف برميل عما تعهدوا به في يونيو/ حزيران.
تحسن الأوضاع الليبية
- ارتفع إنتاج النفط الليبي إلى 1.278 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى تصل إليه البلاد منذ عام 2013، وفقًا لتصريحات أدلى بها رئيس المؤسسة الوطنية للنفط "مصطفى صنع الله" مؤخرًا.
- إذا استمر هذا المستوى على مدار الشهر كاملًا، فسيعني ذلك زيادة قدرها 600 ألف برميل يوميًا منذ يونيو/ حزيران، ما يعد مواكبة لانخفاض الصادرات الإيرانية خلال الفترة نفسها.
- قال "صنع الله" إن الإنتاج يمكن أن يرتفع أكثر إذا تحسن الوضع الأمني في البلاد، لكن التهديدات ما زالت قائمة، مضيفًا أن استهداف مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس هذا الشهر، يكشف عن هشاشة الترتيبات الأمنية في ليبيا.
مخاوف الطلب
- تشعر السعودية بالقلق حيال قوة الاقتصاد العالمي، وقال "الفالح" إن هناك مسودة لخطة عمل لمنظمة "أوبك" وحلفائها من أجل استئناف التعاون في 2019، ومن المتوقع التصديق عليها في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
- النمو السريع لإنتاج الولايات المتحدة يعني أن مخزونات النفط يمكن أن تتزايد مرة أخرى العام المقبل، لكن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت قيود الإنتاج المتفق عليها في 2016 يجب أن تبقى كما هي أم لا، وفقًا لـ"الفالح".
- جدد العديد من الوزراء تعهدهم بإبقاء السوق مزودًا بحاجاته الكافية من النفط، دون اتخاذ خطوات عدوانية لفعل ذلك، وقال وزير الطاقة الروسي "ألكسندر نوفاك" إن بلاده لديها القدرة على زيادة الإنتاج بمئات الآلاف من البراميل يوميًا على المدى القصير، لكن هذا سيتوقف على السوق.
- من جانبه قال محلل الطاقة في "هيدجي ريسيرش" "جو مكمونيجل" في تغريدة له: ربما كان السعوديون على حق في أن السوق مزود بشكل جيد، لكن الاستقرار الذي يأمله "ترامب" هو انخفاض الأسعار.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}