على مدار عقود من الزمان، كانت إثيوبيا أرض الفقر الذي لا نهاية له على ما يبدو، حيث عانت من أزمة إنسانية تلو الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن المجاعة الناجمة عن الجفاف بين عامي 1973 و1974 خلفت 300 ألف قتيل، بحسب تقرير لـ"فورتشن".
كانت المأساة هائلة، لكن في منتصف الثمانينيات ضربت البلاد مجاعة عاتية راح ضحيتها ضعف هذا العدد، وخلال العقد الأخير من القرن العشرين مات عشرات الآلاف نتيجة مجاعة أخرى أيضًا.
لكن منذ ذلك الحين، اتخذت إثيوبيا خطوات مهمة في سبيل تنمية اقتصادها، وبنفس القدر من الأهمية في بناء شبكة أمان اجتماعي شاملة، وتعتقد مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" أن البلد الإفريقي في طريقه إلى القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2050 تقريبًا.
وفي تجربة أخرى، أمضت رواندا، التي مزقتها الإبادة الجماعية في الماضي القريب، سنوات منذ هذه الكارثة تحاول حماية جيلها الحالي من الأطفال عبر الاستثمار في الرعاية الصحية، وضاعفت جهود التطعيم ودعمت برنامجا واسع النطاق عبر القطاع الصحي، والنتيجة كانت انخفاض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة بوتيرة قياسية بين عامي 2000 و2015.
وعلى الجانب الشرقي من الكرة الأرضية، وتحديدًا في فيتنام، حيث يقل نصيب الفرد من الناتج القومي عن 1 على 25 من المعدل المسجل في الولايات المتحدة، يتفوق الطلاب في سن الخامسة عشرة بشكل كبير على نظرائهم الأمريكيين والأوروبيين في اختبارات الرياضيات والعلوم الدولية.
ويرجع تفوق الطلاب الفيتناميين إلى حسن الاستثمار، حيث تنفق البلاد ما يقرب من 6% من ناتجها المحلي الإجمالي على التعليم، وفقًا لبيانات البنك الدولي، وذلك مقارنة بنسبة 5% تنفقها الولايات المتحدة.
وترى مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" أن هناك أربعة مجالات أساسية بحاجة للاستثمار فيها من أجل الحفاظ على رأس المال البشري وحمايته من الاضطرابات والعنف والهجرة الجماعية، إضافة إلى تسخير إمكانات الشباب الهائلة لدفع النمو.
4 استثمارات ضرورية للقضاء على الفقر في العالم وفقًا لمؤسسة "بيل وميليندا غيتس" |
|
الاستثمار |
التوضيح |
الصحة |
- تقول الرئيسة التنفيذية للمؤسسة "سو ديزموند هيلمان"، إن الجزء الأساسي من الاستراتيجية المتبعة كما هو لم يتغير، ويتمحور على تطعيم الأطفال، والذي يشكل أكبر إزعاج للأمراض في مجال الصحة العامة.
- إن اللقاحات والناموسيات الواقية من لدغات البعوض الحامل للملاريا، هي طرق منخفضة التكلفة يمكن للحكومات من خلالها حماية الأطفال، علمًا بأن الناموسيات وحدها منعت أكثر من 500 مليون إصابة بالملاريا، وفقًا لـ"سو".
- تضيف "سو": يمكننا كمؤسسة العمل مع الحكومات والتحدث إلى المسؤولين عن الصحة والمالية حول العوائد الرائعة على الاستثمار في هذا المجال.
|
التعليم |
- تعلق "سو" على ذلك قائلة: عندما نستثمر في التعليم الذي يشمل الأولاد والبنات، وهو أمر يفعله العالم أجمع الآن، فإننا نستثمر في أمهات المستقبل وكذلك صحة أطفالهن.
|
الصرف الصحي |
- استثمرت المؤسسة في مشاريع للمراحيض، خاصة في الهند، التي تملك برنامج وطني ضخم لتوفير دورات مياه آمنة لجميع مواطنيها.
- هناك تركيز آخر على مساعدة المجتمعات التي لا تمتلك نظام صرف صحي، ولا يمكنها بناء نظامها الخاص، للوصول إلى نهج أقل تكلفة يعتمد على نقل النفايات وتجفيفها ومعالجتها بأمان.
|
تنظيم الأسر |
- لذا ترى مؤسسة "غيتس" ضرورة في تمكين كل أسرة من الوصول إلى آليات التنظيم والحصول على عدد الأطفال الذي تريده. |
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}