نبض أرقام
11:58 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

كيف تعد المدارس الأمريكية طلابها لحياة ما بعد التخرج؟.. "بيل جيتس" يجيب مستشهدًا بتجربته

2018/09/28 أرقام

كان "بيل جيتس" في الثالثة عشرة من عمره عندما وقع في غرام مجال البرمجة، ولحسن حظه كانت مدرسته واحدة من أوائل المدارس التي توفر الحواسيب لطلابها في الولايات المتحدة، لكن كعادة التكنولوجيات الحديثة في البداية، كانت الأجهزة ضخمة الحجم وبطيئة، ولم تكن مزودة بشاشات، بحسب مقال نشره مؤسس "مايكروسوفت" عبر مدونته الإلكترونية.

 

هذه النماذج الأولية لم تعرقل شغف "جيتس" الذي استغرق ساعات بصحبة أصدقائه في إنشاء برامج جديدة تعتمد على لغة "البيسيك"، وهو ما شكل مدخلًا إلى علوم الحاسوب غير مجرى حياة الملياردير الأمريكي في صباه، والذي أشار في مقاله إلى مدرسة ثانوية في مدينة نيويورك تأمل في أن تحذو حذو مدرسته في إعداد الصغار للمستقبل.

 

المدرسة تحمل اسم "أكاديمية هندسة البرمجيات"، وهي مدرسة ثانوية عامة في مانهاتن، افتتحت عام 2012، ولديها منهج يصفه "جيتس" بالمدهش للغاية يستخدم مفاهيم علوم الحاسوب لمساعدة الطلاب لحياة الكلية.
 

 

ويتعلم جميع الطلاب في هذه المدرسة أساسيات علوم الحاسوب خلال العامين الأولين، وعندما يصلون إلى العام قبل الأخير يختارون التخصص في البرمجة أو التصميم، لكن ليس كل متخرج سيصبح مبرمجًا أو مهندس حواسيب، لذلك يلتحق الطلاب بدورات كاملة من الفصول غير المتخصصة في مناهج مثل اللغة الإنجليزية والدراسات الاجتماعية.

 

على عكس بعض المدارس المتخصصة، لا توجد معايير للقبول في أكاديمية هندسة البرمجيات، حيث يتم اختيار الملتحقين الجدد بالمدارس العامة في مدينة نيويورك من خلال نظام يانصيب، ويمكن لأي طالب التقدم بطلب للالتحاق بالمدرسة، لكن درجاتهم وسجل الحضور لا يؤثران في فرص قبولهم.

 

ونتيجة ذلك تمتعت المدرسة بتركيبة طلابية متنوعة بشكل لا يصدق تجمع شبابا صغيرا من جميع أنحاء المدينة، ومن الأقليات، وحول زيارته إلى أحد فصول الصف الأخير في المدرسة، يقول "جيتس": قسم المعلم الطلاب إلى مجموعات صغيرة وطلب منهم صنع حامل لسماعات الرأس الخاصة بهم.

 

كان على الطلاب استخدام برامج النمذجة وطابعة ثلاثية الأبعاد لتصميم أداة فعالة وذات قوة تحمل وسلسة للمستخدم، ولجأ كل فريق لنهج مختلف، البعض عمل مشبكا يربط سماعات الرأس الخاصة بهم بحافة الطاولة، فيما اختار البعض الآخر إعداد حامل يمكن تثبيته على المكتب، وكانت النتائج رائعة.
 

 

يحقق متعلمو اللغة الإنجليزية والطلاب من ذوي الإعاقات نجاحًا باهرًا أيضًا في المدرسة، نظرًا لكون علوم الحاسوب تعتمد بشكل أكبر على الأرقام وأقل على المهارات اللغوية، ويستفيد هؤلاء الطلبة من الطريقة التي تنخرط بها الفصول غير المتخصصة في تطبيقات علوم الحاسوب، فمثلًا قد يطلب مدرس التاريخ من أحد التلاميذ تصميم صفحة ويب عن حدث تاريخي ما بدلًا من إعداد عرض شفهي.

 

يبلغ عدد الطلاب في المدرسة أقل من 500 طالب، لذا فالأعداد في الصفوف الدراسية صغيرة، ما يوفر لهم المزيد من الاهتمام، ويمكن للمدرسين الوصول إلى البيانات المشتركة الخاصة بالتلاميذ لتتبع كيفية تطور أداء طالب بعينه، وعندما يصل هذا الطالب إلى السنة الدراسية الأخيرة، يحدد نظام بوابة البيانات نقاط الضعف لمعالجتها.

 

يشتهر استخدام نظام بوابة البيانات في عدد من المدارس في ولاية نيويورك، وأشار "جيتس" إلى أن مؤسسته الخيرية تبنت خطة لتمويل الرؤى الجديدة لتوسيع استخدام هذه التقنية من بين أمور أخرى لتطوير نظم التعليم.

 

في أكاديمية هندسة البرمجيات، يتواصل كل طالب جديد مع شخص داخل المدرسة يكون بمثابة مستشار له، حيث يساعده على التكيف مع أجواء الدراسة الثانوية والتفكير في خطط ما بعد التخرج، كما يعمل هؤلاء المستشارون كجهات اتصال مع العائلة.
 

 

إنه نظام رائع يساعد على ضمان عدم إهمال أي شخص، ومثل هذا النوع من الاهتمام الشخصي هو بالضبط ما يدور في خلد الناس عندما يتحدثون عن المدارس الثانوية، بحسب "جيتس" الذي يرى أن الجميع يمكنه الاستفادة من تعلم أساسيات علوم الحاسوب.

 

واختتم الملياردير مقاله قائلًا: الأسئلة التي تعلمك هذه العلوم يجب بأن تسألها، مثل كيف تنجز مهمة ما؟ هل يمكنك العثور على النمط المناسب؟ ما هي البيانات التي تحتاجها؟ مفيدة للجميع بغض النظر عن المجال الذي سيتخصصون فيه، هذه العلوم ساعدت في تشكيل الطريقة التي أفكر بها حيال العالم، وآمل أن تفعل نفس الشيء مع الطلاب الذين قابلتهم.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.