أعلنت "أوبك" ومنتجون مستقلون مؤخرا الإبقاء على سياستهم الإنتاجية مما دفع "برنت" أعلى 80 دولارا للبرميل، وتتطلع الأسواق إلى بعض المنتجين الذين يمكنهم زيادة الإنتاج لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات، ولكن أثيرت أقاويل بشأن الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية في أمريكا ومدى تأثيرها، وفقا لتقرير نشرته "أويل برايس".
وليس لدى الحكومة الأمريكية الكثير لزيادة الإنتاج المحلي من النفط نظرا لأن القرارات الإنتاجية تُتخذ على مستوى الشركات، ليبقى الشيء الوحيد الذي يمكن لإدارة "ترامب" التصرف بشأنه، هو احتياطي الخام الاستراتيجي من أجل خلق وفرة في المعروض العالمي، وبالتالي تنخفض الأسعار، مع الأخذ في الاعتبار أن سعر البنزين في أمريكا ارتفع إلى 2.844 دولار للجالون (3.8 لتر) في الأسبوع الثالث من سبتمبر/أيلول.
خيار وحيد
- لم ترفع "أوبك" إنتاجها في أحدث اجتماع أجري الشهر الماضي وسط ترقب وقلق لتغليظ العقوبات الأمريكية ضد إيران بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل والنقص المحتمل في إمداداتها.
- تسبب ذلك في وضع إدارة "ترامب" أمام خيار وحيد لمواجهة زيادة أسعار البنزين قبيل انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس، وهو احتياطيات النفط الاستراتيجية.
- يرى أحد المحللين أن احتياطيات الخام الاستراتيجية تمثل بطاقة رابحة في يد إدارة "ترامب" ربما تجذب انتباه الأسواق في الأسابيع القليلة القادمة.
- ذكرت "بلومبرج" أن مسؤولي صناعة النفط لديهم تكهنات تخص احتمالات لجوء إدارة "ترامب" إلى احتياطيات الخام الاستراتيجية.
- رغم ذلك، دحض وزير الطاقة الأمريكي "ريك بيري" هذه الشائعات مصرحا بأن أي مبيعات من احتياطيات الخام الاستراتيجية سيكون تأثيرها طفيفا وقصير المدى على الأسواق العالمية.
- أكد "بيري" على ثقة بلاده في أن "أوبك" والمنتجين المستقلين على رأسهم روسيا يمكنهم سد أي فجوة في المعروض العالمي من الخام.
آثار محدودة
- أوضح محللو "سيتي بنك" أن "بيري" محق إلى حد كبير، فلو تحركت أمريكا لبيع شحنات من احتياطياتها الاستراتيجية، فإن لذلك تأثيرا محدودا ومؤقتا على الأسواق حيث يمكن أن يقلل الأسعار بضعة دولارات لكل برميل.
- يعلم مسؤولو صناعة النفط أيضا أن أي بيع من الاحتياطي الاستراتيجي سيكون مؤقتا، ولكن ربما تفسر الأسواق هذا الإجراء المحتمل كإشارة صعودية للأسعار نظرا لكونه يقلل الإمدادات التي تعتمد عليها واشنطن في المستقبل لمواجهة أي نقص.
- لن تكون احتياطيات النفط الاستراتيجية أداة سياسية فاعلة في يد إدارة "ترامب" لأنه قد فات الأوان فيما يتعلق بأسعار البنزين المرتفعة لوجود فارق كبير في التغييرات في أسعار الخام العالمية وأسعار البنزين في المحطات، وبالتالي، حتى لو تم بيع كميات من الاحتياطيات غدا، فلن يشعر بها المواطنون حتى انتخابات الكونجرس.
- لن تكون التكلفة السياسية من لجوء "ترامب" إلى احتياطيات الخام الاستراتيجية كما هي عليه في السابق عندما كانت الحكومات الأمريكية حذرة إلى حد كبير حيال السحب أو البيع منه.
- تسببت ثورة النفط الصخري في وفرة بالمعروض العالمي، وبدأ الكونجرس بالفعل في تشريع قوانين لبيع كميات من الاحتياطيات لأغراض تتعلق بالموازنة الفيدرالية رغم أن مشرعين رفضوا في السابق أي سحب منه للأمن القومي للطاقة.
- شرع الكونجرس قانونا للبيع من احتياطيات النفط الاستراتيجية على مدار السنوات المقبلة، وسوف يتم بيع 11 مليون برميل في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
- يعني ذلك أنه لن تكون هناك أي تكلفة سياسية على إدارة "ترامب" لو باعت كميات كبيرة من تلك الاحتياطيات.
- يصر "بيري" على أن اللجوء لاحتياطيات النفط الاستراتيجية ليس ورقة رابحة في يد "ترامب"، وبالتالي، عند تغليظ عقوبات واشنطن ضد صادرات طهران النفطية، ربما تندفع الأسعار نحو مستويات أعلى توقعها البعض عند 100 دولار للبرميل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}