"قد تزداد أعمارنا لكنها تظل أرقاما.. ستمر السنوات وفي داخلنا يحيا أطفال"، كان ذلك لسان حال الكثير من البالغين قبل الصغار، ممن صدمتهم رسالة وداع "تويز آر أص" التي أعلنت فيها رسميًا إغلاق موقعها الإلكتروني وتصفية أعمالها في الولايات المتحدة وكندا لإفلاسها وعدم قدرتها على سداد الديون التي أثقلتها على مدار سنوات.
رواد شبكات التواصل الاجتماعي من محبي العلامة التجارية، أبدوا حزنهم إزاء هذه الخطوة، فبعضهم سارع لاقتناء مجموعة أخيرة من ألعاب "تويز آر أص" التي اعتادوا الاستمتاع بها في طفولتهم، وآخرون نعوها قائلين "ارقدي بسلام"، فيما تساءل البعض بلهجة حزينة "هل يعني إغلاق المتاجر أنه ينبغي علينا أن نكبر الآن!؟".
المخاوف حيال تصفية أعمال الشركة امتدت إلى أبعد من أمريكا الشمالية، لتسارع جهات عدة ومنها "تويز آر أص" نفسها للتنويه بأن العمليات التي تدار بنظام الامتياز في مناطق مثل الخليج العربي والشرق الأوسط وآسيا وأوروبا لن تتأثر بالإفلاس، لكن بعد أشهر قال كبار المقرضين إنهم سيعرضون الأصول التابعة للعلامة التجارية في آسيا للبيع.
التعلق بالعلامة التجارية التي ابتاع أطفال أجيال عديدة ألعابًا منها ويعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1957، أي قبل أكثر من 60 عامًا، كان أكبر من المتوقع على ما يبدو، حتى أن الشركة تفاجأت أثناء عملية التصفية بشراء شخص -مجهول الهوية- منتجات بقيمة مليون دولار، حيث طلب نسخة واحدة من كل صنف.
ولعل الأكثر إثارة في قصة "تويز آر أص" الحزينة تلك، هو تراجعها المفاجئ عن المزاد الأخير الذي كان من المقرر أن تبيع خلاله علامتها التجارية وحقوق الملكية الفكرية وأصول أخرى، حيث قررت بالاتفاق مع المقرضين -الذين رأوا فرصة لإحياء الشركة- على إلغاء المزاد، لكن هل يمكن فعلًا إنقاذ صانعة ألعاب الأطفال ذات الصيت العالمي في اللحظات الأخيرة؟
تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن أوراقًا تقدمت بها الشركة والمقرضون إلى القضاء، أشارت إلى وجود خطة مقترحة لإعادة تنظيم العلامتين التجاريتين "تويز آر أص" و"بيبيز آر أص"، والتي من شأنها الحفاظ على اتفاقيات الترخيص العالمية الحالية وتمكن الشركة من الاستثمار في عمليات التجزئة المحلية.
وفقًا للأوراق المقدمة للقضاء، فإن المقرضين -مجموعة من صناديق التحوط- سيحتفظون بهذه الأصول لأنفسهم، وبحسب موقع "إنك" فإنهم يفكرون في إنشاء شركة جديدة تتكفل بتشغيل العلامتين التجاريتين، ما يمهد لميلاد "تويز آر أص" جديدة بعد بضعة أشهر من إغلاق سلسلة المتاجر في الولايات المتحدة.
أصدرت شركة "جيوفري" التابعة لـ"تويز آر أص" وتملك حقوق الملكية الفكرية لها بيانًا أكدت فيه ما جاء بتقرير "وول ستريت جورنال"، مع العلم أن الشركة يستحوذ عليها المقرضون الذين مولوا صانعة ألعاب الأطفال، مشيرة إلى أنها تعمل على صياغة الخطة النهائية للعمليات في الولايات المتحدة.
إلغاء المزاد جاء بعد تقدم العديد من الجهات بالفعل بطلبات للمشاركة فيه، لكن في الحقيقة، لا يعني ذلك بالضرورة أنهم مهتمون بإعادة إحياء العلامة التجارية، فغالبًا ما تشتري الشركات العلامات التجارية لمنافسيها بعد إفلاسها للتأكد من عدم استخدامها مرة أخرى من قبل منافس جديد.
مجلة "ذا توي بوك" التي تركز على أعمال قطاع ألعاب الأطفال أوردت تصريحات على لسان "ريتشارد باري" رئيس قسم التسويق في "تويز آر أص" قال فيها إن الشركة الجديدة ستبحث إبرام شراكات "متجر داخل المتجر" مع كبار تجار التجزئة، وهي اتفاقيات تسمح بتأجير مساحات تجارية داخل المتاجر الأكبر حجمًا والأكثر ازدحامًا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}