ظهرت علامات مبكرة تشير إلى اقتراب صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة من مرحلة الشيخوخة، مع ارتفاع معدلات نضوب الحقول، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس" استشهد بدراستين حديثتين لكل من شركة الأبحاث والاستشارات "وود ماكنزي" والمصرف الاستثماري "جولدمان ساكس".
خلصت دراسة "ماكنزي" إلى أن بعض الآبار في منطقة "وولف كامب" بالحوض البرمي تعاني من معدلات انخفاض في الإنتاج تصل إلى 15% -وأكثر في بعض الحالات- بعد مرور خمس سنوات على بدء العمل، وهي نسبة تفوق المستوى المتوقع والذي يتراوح بين 5% و10%.
دليل تاريخي
- نقلت "بلومبرج" عن المحلل لدى "وود ماكينزي" "آر تي ديوكس" قوله: إذا كنت تتوقع وصول البئر إلى المعدل الطبيعي عند 6% أو 8% بعد خمس سنوات، ومن ثم تتفاجأ بوصول هذه النسبة إلى 12%، فإنه أمر يتعلق باحتياطيات النفط أكثر من كونه قضية اقتصادية، ونتيجة لذلك يتوجب عليك توسيع نشاطك عامًا تلو الآخر، أو سيصعب عليك تعويض انخفاض الإنتاج.
- تنتهي أعمال آبار النفط الصخري أسرع من نظيرتها البحرية، وهو أمر مهم لأن طفرة التنقيب الصخري على مدى السنوات القليلة الماضية تعني أن هناك المزيد من نضوب في الطريق أكثر من أي وقت مضى، وسيعني تباطؤ الحفر أن النضوب بدأ يشكل خطرًا حقيقيًا.
- تُلقي دراسة منفصلة لـ"جولدمان ساكس" الضوء على ما إذا كانت صناعة النفط الصخري قد بدأ يظهر عليها علامات التقدم في العمر، ويقول المصرف الاستثماري إن متوسط العمر الافتراضي للمناطق الأكثر تأثيرًا في الإمدادات العالمية يتراوح بين 7 و15 عامًا.
- من أمثلة حالات النمو التي سلط عليها البنك الضوء، الاتحاد السوفيتي خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والمكسيك وبحر الشمال بين السبعينيات والثمانينيات، وإنتاج النفط الثقيل في فنزويلا خلال التسعينيات، والبرازيل في أوائل القرن الجديد، والنفط الصخري والرملي خلال العقد الجاري.
- اجتذبت كل حالة من هذه الحالات الأضواء لفترة، لكنها في نهاية المطاف هدأ فيها النشاط ودخلت إلى حقبة ممتدة من تراجع الإنتاج، علمًا بأن بعضها شهد انخفاضات حادة فاقت البعض الآخر.
- يرى مصرف "جولدمان ساكس" أن النفط الصخري الأمريكي يدخل الآن إلى النطاق الأدنى من متوسط العمر الافتراضي والبالغ 7 سنوات، ويضيف أن الأدلة قوية حول قرب مرحلة "الذيل الصخري" التي يصبح فيها هذا النوع من الخام أقل تأثيرًا على الإمدادات العالمية.
علامات تستوجب الحذر
- حدد مصرف "جولدمان ساكس" خمس إشارات يجب الالتفات إليها جيدًا، ويراها تؤكد انقضاء العصر الذهبي للنفط الصخري، ورغم قوله إن الاضطرابات الحقيقية ستحدث بعد بضع سنوات من الآن، فهناك أدلة على بدء حدوث بعض الديناميكيات المؤدية لهذه الاضطرابات.
- أولًا، انخفاض الاحتياطيات، وأشار المصرف هنا إلى حدوث ذلك في بعض المناطق مثل حقل إيغل فورد، مشيرًا إلى أن احتياطيات "إي أو جي ريسورسز" في الحقل انخفضت خلال الربع الثاني من هذا العام تزامنًا مع عمليات تنقيب موسعة للشركة في المنطقة.
- ثانيًا، توقف جهود تحسين الإنتاجية، حيث حققت الصناعة مكاسب قوية جدًا على مستوى الإنتاجية خلال العام الماضي، لكنها تباطأت في 2018، مع تسارع وتيرة انخفاض الإنتاج بحقول مثل إيغل فورد وحوض ديلاوير، ومع ذلك فإن هذا المؤشر ليس حاسمًا، فما زال من الممكن تحسين الإنتاجة بعض الشيء.
- ثالثًا، عندما تزداد تكلفة الإمدادات لأسباب هيكلية، يقول البنك الأمريكي إن هذه التكاليف ارتفعت مؤخرًا لأسباب دورية مثل ارتفاع معدلات التنقيب التي أدت إلى اختناقات في عملية نقل الإمدادات، لكن هذه التكاليف ستنخفض مع الوقت.
- رابعًا، عندما يتحول رأس المال إلى مناطق أخرى، وبحسب "جولدمان ساكس" يحتفظ النفط الصخري بأولوية قصوى في الولايات المتحدة، كما حظي بزيادة الإنفاق من قبل الشركات التي تحولت للتنقيب في مناطق، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى اختناقات خطوط الأنابيب، وعلى أي حال يظل هذا العامل أقل تهديدًا من غيره.
- خامسًا، عندما يصبح النمو غير مجد، وتبشر الأوضاع بتباطؤ وشيك، ويتوقع المصرف أن يزيد إنتاج قطاع النفط الصخري بمقدار مليون برميل يوميًا من الخام سنويًا حتى عام 2020 على الأقل، لكنه يقول إن هذا المؤشر لن يصبح واضحًا حتى يبدأ التباطؤ.
- يضيف المصرف: شركات النفط الصخري ستظل تشكل رهانًا قويًا خلال أوائل العقد القادم، لكن بحلول عام 2025 سيأفل نجم شركات الإنتاج والتنقيب، وحينها سيتحتم على المستثمرين الحذر وسرعة التحول إلى الشركة الأكثر تنوعًا أو تلك التي تملك أصولًا غير النفط الصخري.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}