قال اقتصاديون إن الإعلان عن صفقة كبيرة خلال مبادرة مستقبل الاستثمار سيكون كافياً لجعل المؤتمر من أهم المؤتمرات التي تحتضن الصفقات الكبرى، والذي يستحق تسميته مجازاً بـ "دافوس الصحراء".
واتفق الاقتصاديون في حديث لـ "أرقام"، على أن مشاركة الخبراء في شتى المجالات ستضفي جودة نوعية على محتوى الطرح المعني باستشراف الفرص المستقبيلة وعقد الشراكات الاستراتيجية وتحقيق أهداف المنتدى المنصبة نحو التنمية الشاملة.
قال الكاتب الاقتصادي فضل البوعينين، إن منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار أو ما أطلق عليه عالمياً "دافوس الصحراء" يستحق تلك التسمية مجازاً لأهمية وحجم الصفقات التي تتم فيه وعدد المشاركين بالمنتدى الذي ولد ضخماً مؤثراً ولافتاً منذ دورته الأولى.
ويرى البوعينين أن مبادرة مستقبل الاستثمار قد تحولت إلى منصة عالمية تجمع المستثمرين ومسؤولي الشركات الكبرى والمفكرين والاقتصاديين من خلاله للتفكر في مستقبل الاستثمار وعقد الشراكات الاستراتيجية وتحقيق أهداف المنتدى المنصبة نحو التنمية الشاملة وتوجيه الاستثمارات التي تشكل ملامح الاستثمار العالمي، إضافة إلى استكشاف الفرص الاستثمارية الكبرى.
وقال "إن تصريح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن صفقة كبيرة سيعلن عنها في مبادرة مستقبل الاستثمار هو أمر في غاية الأهمية إذ ستحقق هدف تنوع الاقتصاد في المملكة، وهذه الصفقة ستكون بحجم استثمار كبير وداخلي وستعزز الاستثمارات المشتركة السعودية الأجنبية وستساهم في نقل التقنية".
وأضاف إن الإعلان عن هذه الصفقة في "دافوس الصحراء" سيكون كافياً لجعل المنتدى من أهم المؤتمرات التي تحتضن الصفقات الكبرى، ومن جانب آخر فإن المدن الجديدة التي أعلن عنها قبل نحو عام ومنها نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر تحتاج إلى ضخ استثمارات ضخمة من خلال شراكات جديدة سيعززها وجود صندوق الاستثمارات العامة، والذي اعتبره قاطرة التنمية الاستثمارية الحديثة في المملكة.
ويعتقد البوعينين أن انسحاب بعض الشخصيات من المنتدى هو أمر فيه خير إذ إن مشاركة الوفود الروسية والصينية قد يحدث تغييراً في خارطة الاستثمارات السعودية، إذ كنا نناشد الحكومة بتحقيقه. موضحاً أن الاستثمار يجب أن يكون متنوعاً جغرافياً وقطاعياً، وعندما نتحدث عن روسيا والصين فنحن نتحدث عن دول فاعلة في المجتمع الدولي وتمتلك ملاءة استثمارية كبيرة وتقنيات عالمية والتوافق معهم يحقق التنويع الاستثماري والنوعي ليس فقط في الجانب الاقتصادي بل أيضاً على الصعيد الأمني والاستراتيجي والسياسي.
من جانبه قال د. فيصل بن حماد رئيس قسم المحاسبة في جامعة حائل، إن تطلعاتهم كأكاديميين حول مبادرة مستقبل الاستثمار هي نوعية مستوى المعارف الاقتصادية التي قد تنتج عنه، وتصب في صالح دائرة التطور التي يلحظها الاقتصاد العالمي بسبب تشكيل التكنولوجيا للكثير من معالمه.
وبيّن بن حماد أن تواجد الكثير من الخبراء في شتى المجالات ومن خلفيات معرفية وثقافية متنوعة للمشاركة في ورش عمل سوف يضفي جودة نوعية إلى محتوى الطرح المعني باستشراف الفرص المستقبيلة من خلال إعادة استكشاف فرص التحول في الاقتصاد العالمي، ودور التكنولوجيا كقوة في التحول ومواكبة الموارد البشرية لهذه المتغيرات.
وأضاف أن الاقتصاد العالمي يمر بطبيعته بمراحل تطور، فالبشرية شهدت مرحلة الانتقال من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد صناعي إلى اقتصاد خدماتي والذي يشكل الحيز الأكبر من الاقتصادات المتقدمة عالمياً. ونحن الآن بصدد مرحلة اقتصادية تصوغها التطورات الملحوظة على المعارف التكنولوجية
وأشار إلى أن ما تحاكيه محاور مبادرة مستقبل الاستثمار من خلال تخصيص ورش عمل معنية بالكثير من القطاعات والأنشطة واستعراض خططها لمواكبة التغييرات التي هي صنيعة التلاقح ما بين الابتكار والتكنولوجيا، والتي بلا شك سوف تسهم في خلق فرص عرض وطلب جديدة أو قد تساعد فقط في رفع مستويات العرض والطلب الحالية.
ويرى وجود العديد من التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي بسبب التطورات التكنولوجية وقد ينتج عنها التغير في بعض المعارف والقوانين الاقتصادية والتي سادت لكثير من الوقت. ومنها على سبيل المثال، هل ستبقى البنوك المركزية أساساً في إدارة العملات المتداولة أو التحديات التي تفرضها العملات الرقمية اللا مركزية والتي قد تتسبب في خلق هجين قد نراه في قادم الأيام.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}