عانت كينيا العديد من المشكلات السياسية، إلا أن إطلاق الكثير من الشركات الناشئة التي تعمل في قطاع التكنولوجيا المالية أو "فينتك" حول الدولة إلى واحدة من أكثر المراكز الواعدة لريادة الأعمال، وفقًا لما ناقشه موقع " Weetracker".
واجتذبت كينيا استثمارات رأس مال مخاطر بقيمة 82.9 مليون دولار خلال الستة أشهر الأولى من هذا العام، وهو ما يقترب من نصف قيمة الاستثمارات التي تم ضخها في القارة الأفريقية بأكملها خلال نفس الفترة والتي بلغت 168.6 مليون دولار.
وينظر كثيرون لكينيا باعتبارها مصدرًا لبعض أنواع القهوة الشهيرة، وقليلون فقط يعتبرونها دولة ناشئة جذابة، إلا أن ما يحدث في هذه الدولة قد يغير هذه النظرة.
كينيا وتاريخ من الاضطرابات
- تعتبر هذه الاستثمارات الهائلة في كينيا أمرا مثيرا للإعجاب خاصة بالنظر إلى الاضطرابات السياسية التي عصفت بالدولة على مدى تاريخها وتأثيرها السيئ على الاقتصاد.
- عانت الدولة من ضعف الموارد المالية منذ أن استقلت عن بريطانيا عام 1963.
- سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ بعد أن شاب الانتخابات مزاعم بوجود فساد وانتشار أعمال عنف عنصرية.
- أدت الفوضى التي تزامنت مع ضعف المحاصيل وامتناع المتبرعين الدوليين عن تمويل الدولة إلى ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية بلغت 46% عام 1993.
- رغم ذلك شهد الاقتصاد تحسنًا طفيفًا بعد أن طبقت الدولة سياسة التحرير الاقتصادي من خلال تخفيف اللوائح والقيود الحكومية على الاقتصاد.
- إلى جانب ذلك حصلت كينيا على قرض بقيمة 150 مليون دولار من صندوق النقد الدولي عام 2000، مما ممكنها من التقدم بسرعة لتكون مكانًا مناسبًا لرواد الأعمال.
مؤشرات تعكس اتجاه كينيا نحو التقدم
- يرجع تاريخ المؤشرات الأولى أن شيئًا كبيرًا كان على وشك الحدوث في كينيا إلى عام 2006.
- ركّبت الحكومة آنذاك أول كابل للألياف الضوئية تحت البحر، مما وفر تقنية النقل الرقمي.
- أحدثت النقود الرقمية ثورة في طريقة نقل الأموال وادخارها والحصول على قروض وحتى في المدفوعات.
- أدى ذلك إلى إتاحة العديد من الفرص في مجال الـ "فينتك"، حيث عززت كينيا سمعتها كدولة تمنح فرصا متساوية للأشخاص.
- بات بإمكان معظم المواطنين الحصول على قرض خلال دقائق.
- كان المؤشر الثاني على تغير كينيا عندما أطلقت شركة "فودافون" عام 2007 خدمة "إم بيزا" -خدمة لتحويل الأموال عبر الهاتف- لصالح شركتي المحمول الكبيرتين في كينيا "فوداكوم" و"سافاريكوم".
- يقول إريك ثيمبا المدير التنفيذي لشركة "MOOKH"- منصة للتجارة الإلكترونية تمكن البائعين من إنشاء متاجرهم عبر الإنترنت بسهولة - إن خدمة "إم بيزا" غيّرت التفكير حول ما يمكن للأشخاص القيام به عبر الإنترنت.
- مثلت "إم بيزا" 81% من حصص سوق المعاملات التي تتم عبر الجوال في كينيا عام 2016.
- كانت هذه الخدمة رائدة في مجال الـ" فينتك" في كينيا، وأتاحت احتمالات جديدة للحصول على المدفوعات.
- شجعت هذه الخدمة الشركات الناشئة على تقديم الخدمات للطبقة العاملة في الدولة، والتي كانت تفتقر فيما سبق إلى إمكانية الحصول على الخدمات المالية الرسمية.
- ساعدت هذه الشركات البديلة للبنوك الرسمية رواد الأعمال أيضًا وليست الطبقة العاملة فقط.
- تفشل نسبة كبيرة من الشركات الناشئة الكينية خلال الثلاث سنوات الأولى من إطلاقها بسبب الافتقار إلى رأس المال العامل.
- بات بإمكان هذه الشركات الحصول على تمويل من خلال حلول الإقراض عبر الهاتف.
- ووفقًا لشركة "بارتيك فينتشرز" للاستثمار فقد شهدت كينيا زيادة في التمويل بنسبة 58.57% بين عامي 2016 و2017.
- بلغ التمويل ذروته في مايو هذا العام عندما قاد صندوق " The Rise Fund" جولة تمويل ثالثة بقيمة 47.5 مليون دولار من أجل " سيلولانت" وهي شركة كينية للمدفوعات الرقمية.
مبادرات لدعم كينيا
- شهدت كينيا على مدار السنوات القليلة الماضية العديد من المبادرات التي تدعمها.
- تتطلع الشركات الكبرى الآن إلى مساعدة الدولة والعمل مع المبتكرين في قطاع الـ"فينتك"، لأنهم يدركون أن البنوك تفقد أهميتها ودورها.
- ووفقًا لهيئة التجارة " GSMA" فقد شهدت كينيا افتتاح 30 مركزًا تكنولوجيًا منذ عام 2016 بما في ذلك مسرعات الأعمال أو حاضنات الأعمال أو مراكز الابتكار.
- نظرًا لوجود 25 مركزًا من هذه المراكز في العاصمة الكينية نيروبي، فقد أصبحت نيروبي ثالث أفضل مدينة في القارة من حيث تواجد المراكز التكنولوجية.
- يُشار إلى النظام التكنولوجي في كينيا باسم "سيليكون سافانا" على غرار وادي السيليكون في كاليفورنيا.
- دعمت العديد من الدول والمؤسسات الأجنبية نمو الشركات الناشئة في كينيا.
- على سبيل المثال وصل البرنامج العالمي " Visa’s Everywhere Initiative" للمرة الأولى في أفريقيا جنوب الصحراء هذا العام.
- يشجع البرنامج الشركات الناشئة على حل المشكلات المتعلقة بالتجارة والمدفوعات مقابل فرصة للحصول على 50 ألف دولار، وقد فازت شركة " MOOKH" بالجائزة الأولى.
- بدأت الحكومة الكينية تقدر إمكانات الشركات الناشئة في تشكيل مستقبل الاقتصاد.
- في العام الماضي كشف الرئيس الكيني أوهورو كينياتا عن تعديل الميزانية المخصصة للتصنيع والغذاء والرعاية الصحية والإسكان لتحقيق رؤية كينيا لعام 2030.
- يشمل جدول الأعمال تخصيص 167.2 مليون إسترليني (216.3 مليون دولار) لتطوير تكنولوجيات الاتصال والمعلومات.
- شهدت الدولة على مدى الخمس سنوات الماضية انتشارًا كبيرًا للألياف البصرية ذات النطاق العريض، مما يعكس مدى اهتمام الحكومة بالاستثمار في مثل هذه القطاعات.
- من المتوقع أن تصبح كينيا خلال الخمس سنوات القادمة المكان الأكثر جاذبية ليس فقط للشركات الناشئة ولكن للشركات بشكل عام.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}