نبض أرقام
10:06 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

هل تشكل الشهية النفطية نقطة ضعف للصين؟

2018/10/25 أرقام

لعقود من الزمان، اعتمدت الولايات المتحدة بشكل هائل على واردات النفط الأجنبية لدرجة أنها صاغت الكثير من السياسات الخارجية للبلاد وفقًا لهذه الحاجة، وبحلول فترة السبعينيات على سبيل المثال، بعد الحظر النفطي العربي الذي هدد الاقتصاد الأمريكي، أصبحت التوجهات الخارجية لواشنطن خاضعة بشكل متزايد لتحركات منظمة "أوبك" والسعودية، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".

 

هذه الديناميكية لا تزال قائمة، في ظل محاولات الرئيس "دونالد ترامب" حلحلة المعضلات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة وضعت نفسها بين أكبر ثلاثة منتجين للنفط في العالم، كما تخلصت من تورطها في العديد من صراعات المنطقة التي شكلت نقطة ضعف لها.

 

 

بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية يحرس مسارات شحنات النفط في الشرق الأوسط بما في ذلك مضيق هرمز الإستراتيجي، والذي تحوم المخاطر الجيوسياسية حوله.

 

في حين سيكون على واشنطن إعادة التفكير في خططها المستقبلية مع اقتراب الإنتاج من مستوى قياسي عند 11 مليون برميل يوميًا في الوقت الذي تتزايد فيه العلاقات مع الشرق الأوسط تعقيدًا، تجد الصين نفسها هي الأخرى في موضع ضعف متزايد لاعتمادها الكبير على واردات النفط الخام والغاز الطبيعي الأجنبي لدفع اقتصادها المتنامي.

 

ظمأ للغاز

 

- يجب أن تكون البيانات الصادرة عن الصين مصدر قلق لمخططي الطاقة في بكين، أولًا؛ ارتفع استهلاك البلاد من الغاز خلال العام الماضي إلى مستوى قياسي، بلغ 235.2 مليار متر مكعب، بزيادة قدرها 17% أو 34 مليار متر مكعب عما كان عليه في 2016.

 

- تجاوزت الصين كوريا الجنوبية العام الماضي، لتصبح ثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، بعد اليابان، حيث زاد الطلب الصيني بأكثر من 50% خلال عام 2017 ليصل إلى نحو 38 مليون طن، وبشكل عام تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تصبح الصين أكبر مستورد للغاز الطبيعي خلال عام 2019.

 

 

- قالت الوكالة أيضًا، إن الطلب الصيني على الغاز الطبيعي سيرتفع بنسبة 60% خلال الفترة بين عامي 2017 و2023 ليسجل 376 مليار متر مكعب، على أن تسجل وارداتها من الغاز الطبيعي المسال 93 مليار متر مكعب بنهاية هذه الفترة، ارتفاعًا من 51 مليار متر مكعب في 2017.

 

- من جانبها قالت شركة "وود ماكينزي" لاستشارات الطاقة، إن الصين تمثل بالفعل 50% من إجمالي النمو في الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال، وهو ربما ما يشجع شركات كبرى مثل "رويال داتش شل" التي تعد أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، على التوسع في المشاريع لتلبية العطش الصيني.

 

- نتيجة لهذا الطلب المتنامي، تتوقع "وود ماكينزي" مستوى قياسيًا من القرارات الاستثمارية النهاية لمشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة في دول منها روسيا والولايات المتحدة.

 

إدمان النفط

 

- حتى مع استمرار اعتماد الصين المتزايد على الغاز المستورد، سواء في شكله المسال أو عبر خطوط الأنابيب، فإن شهيتها النفطية لا تزال تمثل إشكالية أكبر، ففي العام الماضي، ارتفع الطلب الصيني على الخام بنسبة 5.5% على أساس سنوي ليصل إلى 11.77 مليون برميل يوميًا.

 

- هذا، ورغم الحرب التجارية المريرة مع الولايات المتحدة والرياح الاقتصادية المعاكسة الأخرى، ارتفع إنتاج المصافي في الصين (أكبر مستورد للنفط في العالم) إلى مستوى قياسي بلغ 12.49 مليون برميل يوميًا خلال سبتمبر/ أيلول.

 

- في حين أن التوترات التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين يمكنها التأثير على الاستهلاك الصيني للنفط خلال المدى القصير، إلا أن الطلب على المدى الطويل سيستمر في النمو بخطى ثابتة مقترنة بالنمو الاقتصادي للبلاد، المتوقع أن يظل أعلى 6% سنويًا خلال الأعوام القادمة.

 

 

- هذا النمو الاقتصادي سيكون سببًا وراء اعتماد الصين المتزايد على واردات الخام من الحلفاء الخصماء  على حد سواء، بما ذلك الاعتماد بشكل أكبر (حالما تنحسر التوترات التجارية) على شحنات النفط الخام الأخف القادم من قبل المنتجين الصخريين في الولايات المتحدة.

 

- ستكون العلاقة بين الاعتماد على النفط الأجنبي والأمن القومي واحدة من أهم القضايا وأكثرها تعقيدًا في بكين مع دخول العقد المقبل، وسوف تتحكم بشكل متزايد في قرارات السياسة الخارجية للحكومة.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.