سيؤدي التوجه الصيني الأخير لوقف استيراد النفايات البلاستيكية إلى تراكم ملايين الأطنان من هذه المخلفات في بلدان العالم، كما سيجبر الحظر دولًا مثل الولايات المتحدة على البحث عن وسائل جديدة للتعامل مع القمامة الخاصة بها، بحسب تقرير لموقع "ذا فيرج".
ويأتي ذلك بعدما قررت الصين في الحادي والثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول 2017، حظر جزء كبير من واردات المخلفات البلاستيكية التي تشحنها إليها دول أجنبية مثل الولايات المتحدة بغرض التخلص منها.
الصين خففت عن العالم الكثير
- لحساب تأثير هذا الحظر، نظر باحثون في جامعة جورجيا الصيف الماضي، في كمية النفايات البلاستيكية التي استوردتها الصين خلال الفترة بين عامي 1988 حتى عام 2016.
- بعد دراسة، تبين أنه بحلول عام 2030، سيتسبب الحظر في تراكم 111 مليون طن متري من المخلفات البلاستيكية في مواقع مختلفة حول العالم، وفقًا لنتائج البحث التي نشرت في مجلة "ساينس أدفانسز".
- منذ عام 1988، استوردت الصين ما يقرب من نصف القمامة البلاستيكية حول العالم، مثل زجاجات المشروبات الغازية ذات الاستخدام الواحد وأغلفة الطعام والأكياس، بغرض إعادة تدويرها لتصنيع المزيد من المواد البلاستيكية.
- مع ذلك، فإن الحظر سيترك البلدان المصدرة على عجلة من أمرها للبحث عن وسائل للتعامل مع كل هذه الكميات من البلاستيك، وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال، يتكدس منها الكثير بالفعل في مقالب القمامة، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".
الصين أفضل من قام بالمهمة
- يقول "دامييل هورنويغ" الأستاذ المشارك لنظم الطاقة والعلوم النووية بمعهد التكنولوجيا التابع لجامعة أونتاريو: يمكنك أن تفسد جزءًا كبيرًا من نظام التجارة العالمي بمجرد تعطيل بعض الأشياء، وحركة النفايات واحدة منها، البلاستيك جزء لا يتجزأ من مجتمعاتنا.
- غالبًا ما تكون نفايات البلاستيك في حالة سيئة عندما تصل إلى مراكز الفرز، فإذا لم تكن ملطخة ببقايا الطعام فإنها تختلط مع مواد أخرى، حيث عادة ما تطلب الدول من السكان فصل البلاستيك والزجاج والورق معًا.
- وبحسب "آمي بروكس" طالبة الدراسات البيئية في جامعة جورجيا، فإن فرز البلاستيك وفصله عن الفضلات المختلطة به يحتاج إلى طاقة، وهذه الطاقة لها تكلفة لا ترغب البلدان في تحملها، لذا كان من الأفضل بالنسبة لها، شحن المخلفات إلى الخارج.
- يضيف "هورنويغ": بعد سنوات من استيراد النفايات، قررت الصين وضع حد لهذا الأمر، لم يكن من المفاجئ لأي أحد حدوث ذلك، لقد نما اقتصاد الصين بشكل أسرع وأكبر من أي مكان آخر.
- مع تحسن نوعية الحياة في الصين، قررت البلاد خفض انبعاثاتها، بما في ذلك الانبعاثات الناتجة عن معالجة البلاستيك، وبمعنى آخر فإن الحظر يعني لها التحول إلى بلد أقل تلوثًا، لكن ماذا يعني الحظر لبقية العالم؟
العالم دون الصين.. حتمًا سيعاني
- نظرت "آمي" وفريق الباحثين من جامعة جورجيا، في بيانات تجارة السلع التابعة للأمم المتحدة، والتي تعد بمثابة دفتر أستاذ للتجارة الدولية في كل شيء (بما في ذلك النفايات البلاستيكية) منذ عام 1962.
- توصلوا إلى أن الصين استحوذت على أكثر من 45% من نفايات البلاستيك العالمية منذ عام 1992، وفي عام 2016 وحده، استوردت البلاد أكثر من 7 أطنان من المخلفات البلاستيكية، علاوة على إنتاجها الذي بلغ 61 مليون طن.
- لكن إذا لم تتجه هذه القمامة إلى الصين، فأين ستذهب؟ ستحتاج دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، إلى إيجاب بديل للتعامل معها، ربما يتحتم عليها إرسالها إلى مدافن نفايات محلية أو حرقها، لكن الوسيلتين لهما آثار سلبية.
- هناك خيار آخر من وجهة نظر "هورنويغ"، وهو إرسال هذه الكميات الإضافية إلى بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا، مثل الفلبين وفيتنام، لكن حتى هذه الدول، شهدت ارتفاعًا هائلًا في إنتاج النفايات البلاستيكية، وتفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لإدارة هذه الصناعة، كما أنها فكرت مؤخرًا في فرض قيود مماثلة لما اتبعتها الصين.
- إن الحل الأمثل بحسب "آمي"، هو تجنب استهلاك المواد ذات الاستخدام الواحد، فالاعتماد على زجاجات وأكياس يمكن إعادة استخدامها، قد يؤدي إلى تقليل حجم النفايات البلاستيكية المنتجة سنويًا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}