توفي مؤسس شركة النفط والغاز الأمريكية "أباتشي"، "رايموند بلانك"، مساء الخميس الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، عن عمر يناهز 96 عامًا، بعد مسيرة عمل دامت لخمسة عقود، رسخ خلالها قواعد شركته في قطاع الطاقة، وامتد بأعمالها إلى خارج الولايات المتحدة لتشمل، كندا والمملكة المتحدة ومصر.
و"أباتشي" هي واحدة من شركات النفط المستقلة الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، وضمن قائمة "فوربس" لأكبر ألفي شركة في العالم، وتعمل في مجال التنقيب وتطوير عمليات وإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي وسوائله، وتأسست من قبل "بلانك" و"ترومان أندرسون" و"تشارلز آرنو" في السادس من ديسمبر/ كانون الأول عام 1954، وتتخذ من هيوستن مقرًا لها.
مقاتل
- ولد "بلانك" في الخامس والعشرين من مايو/ أيار عام 1922، وهو ابن لأسرة مزارعة وتخرج عام 1944 من جامعة ييل بعدما حصل على شهادة بكالوريوس الآداب، وخدم في الجيش الأمريكي كطيار خلال الحرب العالمية الثانية، وكان شاهدًا على قصف مدينة ناغازاكي اليابانية بالقنبلة النووية، بحسب الموقع الرسمي له.
- بعد انتهاء خدمته العسكرية، عاد "بلانك" إلى مسقط رأسه، مينيابوليس، وشارك صديقين له في تأسيس شركة للمحاسبة والضرائب والخدمات الاستشارية للشركات الصغيرة، وهو مشروع جعله على دراية بأنواع الاستثمارات في أعمال التنقيب وإنتاج النفط والغاز.
- حينما أدرك أن منافع المستثمرين في هذا القطاع قد تصبح أفضل في إطار استراتيجية مختلفة، أقدم "بلانك" بصحبة رفيقيه على تدشين "أباتشي كورب" التي قدمت أول برنامج لها للاستثمار في النفط والغاز عام 1956.
- "بلانك" وصديقاه، لم يحتاجوا آنذاك لأكثر من 250 ألف دولار من رأس المال لإطلاق مشروعهم المشترك، والذي نمت أعماله بشكل مطرد حتى تقاعد "بلانك" من منصب رئيس مجلس الإدارة، وذلك بفضل حبه وإقباله على المخاطر واتباعه طرق غير تقليدية في عمليات التنقيب والإنتاج وأنماط الشراكة التي لم يعرفها القطاع من قبل.
مطور
- تحت قيادة "بلانك" تطورت "أباتشي" من مجرد شركة تحتاج لتمويل المستثمرين للتنقيب عن النفط والغاز، إلى شركة دولية للتنقيب والإنتاج، واستطاعت بعد ذلك تمويل عملياتها عبر التدفق النقدي الداخل، وأصبحت واحدة من كبرى الشركات في الولايات المتحدة عندما سجلت قيمة سوقية قدرها 53 مليار دولار عام 2007.
- عندما بدأت "أباتشي" التنقيب عن النفط في امتياز قارون غربي مصر (تمتلك 25% منه) خلال أوائل التسعينيات، لم تكن هناك بنية تحتية من خطوط الأنابيب متاحة لنقل النفط إلى حيث يمكن تكريره وبيعه، ورغم جاهزية خطط البناء، لم يرغب "بلانك" في الانتظار، بل في جني الأموال فورًا، فقرر شحن الخام عبر الصحراء الغربية من خلال مركبات النقل، بحسب موقع "كرون".
- أدرجت الشركة أسهمها في بورصة نيويورك للأوراق المالية عام 1969، وافتتح التداول عند 30.50 دولار للسهم، وفي عام 1997، أضيف سهم "أباتشي" إلى مؤشر "إس آند بي 500"، وحاليًا يتداول السهم قرب 37 دولارًا، مقارنة بنحو 140 دولارًا في 2008.
- في 2009، افتتحت "أباتشي" أول محطاتها للغاز الطبيعي المضغوط في مدينة إلك، أوكلاهوما، وبنت 20 محطة لتزويد المركبات بهذا الوقود، في تكساس ولوزيزيانا، وحولت نحو نصف أسطولها من المركبات للاعتماد على الغاز الطبيعي المضغوط.
- في السنوات الأخيرة، باعت "أباتشي" العديد من أصولها الكبيرة، بما في ذلك، عمليات برية في كندا وأخرى بحرية في خليج المكسيك، للتركيز على أعمالها الأساسية في الحوض البرمي، وبحر الشمال في المملكة المتحدة، ومصر، وتقدر قيمتها السوقية حاليًا بنحو 15 مليار دولار، ويعمل لديها أكثر من 3 آلاف موظف، وبلغت إيراداتها في 2017 ما يزيد على 6.4 مليار دولار، وفقًا لـ"فورتشن".
لمحة شخصية
- تقاعد "بلانك" كرئيس لمجلس إدارة "أباتشي" عام 2009، وهو في سن السادسة والثمانين، وكتب مذكراته عام 2012 تحت عنوان "فرق صغير"، والتي استعرض فيها مغامراته الاستثمارية التي شكلت دروسًا مهمة للعاملين في قطاع النفط.
- على مدار السنوات الأخيرة، كان يعيش "بلانك" قرب مدينة شيريدان، وكان شغوفًا بمؤسسة "يوكروس" غير الربحية التي أطلقها عام 1981 في مزرعة تاريخية كانت تخصص في الماضي لتربية الماشية على مساحة 20 ألف فدان في وايومنغ، وتوفر مساحة عمل ومعيشة للفنانين والكتاب والملحنين.
- أنشأ "بلانك" أيضًا، صندوقًا للمعلمين عام 2001، في هيوستن، بهدف المساعدة في تطوير مهارات التدريس، كما شارك في تطوير برنامج لبناء 200 فصل تعليمي للفتيات في غرب مصر.
- كان "بلانك" عضوًا في مجلس أمناء متحف دنفر للفنون، وأمينًا لكلية كارلتون، ورئيسًا لمؤسسة جامعة مينيسوتا، بجانب عضوية مجلس أمناء لجنة التنمية الاقتصادية في واشنطن، ورئاسة معهد القلب في مينيسوتا.
- تميز "بلانك" في مجال الأعمال جاء مدفوعًا بإلهام من والده الذي أخبره في صغره، أن عليه إحداث فارق ولو بسيطا في حياة الآخرين، وهو ما سعى لتحقيقه من خلال ريادتها في مجال الأعمال والأنشطة المدنية والتربوية وتلك المتعلقة بالحفاظ على البيئة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}