نبض أرقام
08:20 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

لماذا دخل النفط إلى نطاق السوق الهابط بعدما سجل أعلى مستوياته في 4 سنوات؟

2018/11/14 أرقام

شهد سوق النفط انعكاسًا مذهلًا على مدار الأسابيع القليلة الماضية، حيث محت العقود الآجلة للخام مكاسب هذا العام بعدما سجلت أعلى مستوياتها منذ 2014 قبل نحو ستة أسابيع من الآن، ما يعكس تغيرًا جوهريًا في التوقعات، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".

 

وقبل أكثر من شهر قليلًا، كان المتداولون يشعرون بالقلق من نقص في الإمدادات يلوح بالأفق، ما كان ليدفع العقود الآجلة للخام إلى 100 دولار للبرميل، لكن الآن من المتوقع تجاوز حجم المعروض للطلب في بداية عام 2019.

 

 

ونتيجة لذلك، انخفضت أسعار النفط بأكثر من 20 دولارًا للبرميل منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول عندما اقترب خام "برنت" من 87 دولارًا للبرميل، وارتفع "نايمكس" إلى قرابة 77 دولارًا، لكن حاليًا يجري تداولهما في نطاق السوق الهابط، بعدما تراجعا بأكثر من 20% منذ ذلك الحين.

 

وخلال هذه الموجة الهبوطية، سجل الخام الأمريكي أطول سلسلة خسائر منذ بدء تداوله في نيويورك قبل ما يزيد على ثلاثة عقود، حيث انخفض على مدار 12 جلسة متتالية، وأنهى تعاملات الثلاثاء عند أدنى مستوياته في عام تقريبًا.

 

ويمكن إلقاء اللوم في هذا الهبوط على الارتفاع الأخير في حد ذاته، فخلال ذروة الفترة الصعودية، قال العديد من محللي الطاقة إن أسعار النفط ما كان ينبغي أن تصل إلى هذا الحد بتلك السرعة الشديدة أبدًا.

 

وسجلت العقود الآجلة للنفط أعلى مستوياتها في أربع سنوات بحلول الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول مع استعداد السوق لفرض عقوبات أمريكية على إيران، وهي ثالث أكبر منتج في منظمة "أوبك"، وفي سبتمبر/ أيلول تسببت تحركات واشنطن في خفض 800 ألف برميل من الإمدادات الإيرانية، ما أثار تكهنات بحدوث عجز في المعروض.

 

عوامل أدخلت العقود الآجلة للنفط إلى السوق الهابط

العامل

الشرح

الموجة البيعية في سوق الأسهم


- تركت هذه الموجة أسعار النفط عرضة للانهيار، فبعد أسبوع واحد من ارتفاع الخام إلى أعلى مستوياته في أربع سنوات، دخل ثلثا الأسهم المدرجة بمؤشر "إس آند بي 500" إلى منطقة تصحيح.

 

- أدى ذلك إلى اندلاع فوضى واسعة في السوق قادت المستثمرين للتخلي عن الأصول الخطرة، بما في ذلك العقود الآجلة للخام، ورغم أن حركتها لا تتسم بالتناسق مع الأسهم دائمًا، لكن هذه الرابطة كانت حاضرة بقوة خلال الموجة البيعية في الشهر الماضي.

 

- في نفس الوقت تقريبًا الذي بدأ فيه المستثمرون بيع الأسهم والسلع، ازدادت المخاوف بشأن تذبذب الطلب على النفط.

 

ضعف توقعات الاستهلاك


- في أكتوبر/ تشرين الأول، قالت كل من "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية إن استهلاك النفط سينمو أقل مما كان متوقعًا في السابق، معللين ذلك بظهور علامات على تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي بضغط من التوترات التجارية، وارتفاع أسعار الفائدة وضعف عملات الأسواق الناشئة.

 

- نمت مخاوف المحللين إزاء تدهور الطلب على النفط في أماكن مثل الهند وتركيا وإندونيسيا، مع وصول الأسعار فيها إلى مستويات مرتفعة للغاية، وقالت وكالة الطاقة الدولية إن العديد من الدول النامية تشهد خطر حدوث أضرار اقتصادية أكثر حدة بضغط من ارتفاع الأسعار الكبير تزامنًا مع تراجع عملاتها المحلية مقابل الدولار.

 

- ارتفع الدولار الأمريكي بما يقرب من 3% مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال الشهرين الماضيين، وهذا يجعل النفط الخام المقوم بالدولار أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.

 

ارتفاع الإنتاج


- في هذه الأثناء، تضخ أكبر ثلاث دول منتجة النفط بأعلى وتيرة على الإطلاق أو بالقرب منها، في حين أن منظمة "أوبك" بدأت زيادة منسقة في الإنتاج.

 

- بلغ إنتاج الولايات المتحدة 11 مليون برميل يوميًا في الأشهر الأخيرة، في حين تضخ روسيا النفط عند أعلى مستوى في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي قرب نفس الوتيرة الأمريكية، فيما بلغت إمدادات السعودية 10.6 مليون برميل يوميًا في أكتوبر/ تشرين الأول.

 

- بدأت منظمة "أوبك" جنبًا إلى جنب مع روسيا والعديد من المنتجين الآخرين تخفيض الإنتاج في يناير/ كانون الثاني عام 2017، للتخلص من وفرة المعروض النفطي وإنهاء ضعف الأسعار.

 

- مع ذلك، وافق المنتجون على عكس المسار وزيادة الإنتاج في يونيو/ حزيران بعد تراجعه بأكثر مما كانوا يستهدفون، ومع ارتفاع الإمدادات وضعف توقعات الطلب الآن، اقتنع السوق بأن العرض سيفوق شهية العالم للخام مطلع العام المقبل.

 

الاستثناءات الأمريكية


- أدى قرار "ترامب" بالسماح لثمانية بلدان بالاستمرار في استيراد النفط الإيراني خلال الأشهر الستة المقبلة إلى تخفيف الضغط عن الأسعار.

 

- ويقول "جون كيلدوف" الشريك المؤسس في صندوق تحوط الطاقة "أجين كابيتال": لقد أفسدت هذه الاستثناءات حسابات "أوبك" وحلفائها لسوق النفط، حيث كانوا يضخون بالفعل المزيد من الإمدادات لتعويض الفراغ الإيراني بالسوق، لكن الاستثناءات أربكت تحركاتهم.

 

- مع تراجع نمو الطلب وهبوط أسعار النفط، تدرس "أوبك" وحلفاؤها الآن جولة جديدة من خفض الإنتاج، وخلال أكتوبر/ تشرين الأول، قالت لجنة منبثقة عن المنظمة، إن تحالف المنتجين قد يضطر مرة أخرى إلى تقليص حجم الإمدادات لمنع زيادة المعروض، وهو موقف أكدت عليه المجموعة خلال اجتماعها الأحد الماضي في أبو ظبي.

 

- عقب اجتماع أبو ظبي، قال وزير الطاقة المهندس "خالد الفالح"، إن مجموعة المنتجين تعتقد بوجود حاجة لخفض الإنتاج بنحو مليون برميل يوميًا.

 

- مع ذلك، واصلت أسعار النفط التراجع خلال تعاملات الثلاثاء، بعدما حث الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" "أوبك" على التمسك بنهجها الحالي وعدم خفض الإنتاج، جنبًا إلى جنب مع إعراب وزير الطاقة الروسي عن تشككه في جدوى خفض المعروض.
 

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.