يبدو أن سوق الأسهم يشبه زجاجة الكاتشب الضخمة، التي لا يمكن التنبؤ بحجم مخرجاتها عند الاستخدام، وهو تشبيه أكده المليونير الإنجليزي "تيري سميث" ومجموعة مديري الأصول الذين يعملون معه، بعدما طرحوا صندوق الاستثمار الجديد "سميثسون" في أكتوبر/تشرين الأول، بحسب تقرير لـ"التلغراف".
وبفضل النجاح الباهر لصندوقه للأسهم العالمية "جلوبال إيكويتي"، أنتج السيد "سميث" سبيلًا موثوقًا لاستمرار تساقط الكاتشب من زجاجته دون العناء المعتاد، وبقول آخر فإنه وفر طريقة لإغداق الأرباح على المستثمرين دون توقف، فهذا الصندوق الذي أطلق عام 2010، ارتفعت قيمته حتى الآن بأكثر من 309%.
اختيارات مختلفة عن المعهود
- عندما أطلق "سميث" صندوقه الجديد متوسط الحجم، كان يستهدف جمع 250 مليون جنيه إسترليني (322 مليون دولار)، لكن مع تزاحم المستثمرين لضخ أموالهم، ارتفع هذا الهدف سريعًا إلى 600 مليون جنيه إسترليني.
- في النهاية جمع "سميثسون" مبلغًا قياسيًا وصل إلى 822.5 مليون جنيه إسترليني (أكثر من مليار دولار)، متفوقًا على صندوق "بشينت كابيتال" المملوك لـ"نيل وودفورد" الذي جمع 800 مليون جنيه إسترليني عام 2015.
- سرعان ما خاب الأمل في صندوق "وودفورد" الاستثماري، الذي ركز على أعمال التكنولوجيا المزعزعة المحفوفة بالمخاطر والإمكانيات الكبيرة في آن واحد، لكن "سميثسون" كان لديه هدف مختلف جدًا وأقل بريقًا.
- ببساطة يركز الصندوق الجديد على الاحتمالات الأكبر لربح مقبول على المدى الطويل دون عناء، وذلك عبر شراء أسهم الشركات الجيدة وعدم المبالغة في الإنفاق، والتي يتولى الإشراف عليها مديرون يقترب نهجهم مما اتبعه صندوق الأسهم العالمية.
- الاختلاف الرئيسي بين "سميث" و"وودفورد"، أن الأول ركز على الشركات متوسطة الحجم، التي يصل متوسط حجمها 7 مليارات جنيه إسترليني (9 مليارات دولار)، وهي أهداف صغيرة تتلاءم مع صناديق مثل "جلوبال إيكويتي".
الاحتكار يضمن الأرباح
- المثير في اختيارات "سميثسون" أنها رغم ذلك، كانت أكبر حجمًا بكثير من الشركات التي يغطيها أقرب منافسيه، وعلى سبيل المثال، فإن متوسط القيمة السوقية للشركات التي يستثمر فيها صندوق "إدنبره وورلدوايد إنفستمنت تراست" تبلغ 2.5 مليار جنيه إسترليني فقط.
- يتناسب حجم الشركات الأكبر في وجهة نظر "سميثسون" مع رغبة المديرين في عدم الاستناد إلى تنبؤات بحدوث تغيرات كبيرة في المستقبل، ولكن الاختيار بناءً على أعمال ناجحة بالفعل، وسجل مالي قوي، وتمتع الشركة بمكانة مسيطرة في السوق بفضل مميزات دائمة مثل الملكية الفكرية، ما يعني أنها قد تواصل النمو لسنوات.
- هذا النهج يتشابه كثيرًا مع رؤية مؤيد الاحتكارات "بيتر ثيل" المؤسس المشارك لـ"باي بال" والذي أشار في كتابه "من صفر إلى واحد" الصادر عام 2015، إلى ضرورة سعي الشركات للتحول إلى كيانات احتكارية فعالة في قطاعها كما فعلت "جوجل" في البحث الإلكتروني.
- تعد الأسواق التنافسية الطريقة المُثلى لتحسين المنتجات من أجل المستهلكين، لكنها أيضًا تدفع أرباح الشركات المتنافسة إلى الانخفاض، وعلى النقيض من ذلك، فإن الاحتكار المربح، مثل ذلك المبني على براءات اختراع فريدة، يشكل مكافأة طويلة الأجل للمستثمرين.
- بالفعل يرفض مديرو الاستثمار في "سميثسون" انتقاء أسهم الشركات سريعة النمو في القطاعات التي لم يبرز فيها الفائز بعد، مثل التكنولوجيا، وحسبما ذكروا، فإن التغير السريع والمنافسة الشرسة أكدت دائمًا أن الابتكارات نادرًا ما تحقق أرباحًا طويلة الأجل لحملة الأسهم.
لا استثمار دون مخاطر
- إحدى المشكلات المتعلقة بالحماس الزائد لدى "سميثسون" عند إطلاقه هي أنه يخلق ضغوطا تنافسية خاصة به، ومن المرجح أن يحافظ على سعر تداول الصندوق عند مستوى أعلى مقارنة بالقيمة الصافية لأصوله، ورغم أن الزيادة تبدو مقبولة، فإنها تزيد من مخاطر المبالغة في التقييم خاصة بالنسبة لمشروع جديد لم يرسخ أساساته.
- أحد البدائل ستكون الاستثمار المباشر في الشركات التي تتوافق مع نهج "سميثسون"، فقد حدد مديرو الصندوق 83 استثمارًا محتملًا يستهدفون الاستحواذ على حصص في نحو 25 إلى 40 شركة منهم.
- امتلاك أسهم في هذه الشركات يشكل مخاطرة مباشرة بسبب عدم التنوع الكافي للتعامل مع الهبوط المفاجئ، لكنه قد يكون التحدي الحقيقي المطلوب، وفقًا لـ"سميث" الذي أوصى بشراء هذه الأسهم وانتظار جمع الأرباح على مدار سنوات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}