حازت الشركات الصغيرة خفيفة الحركة مكانة ريادية ونصبت نفسها كلاعب رئيسي في خضم طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة، لكن مع ارتفاع الإنتاج الأمريكي، فإن هؤلاء اللاعبين يفقدون بريقهم شيئًا فشيئا أمام شركات النفط العملاقة، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".
الشركات الكبرى مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل" تزيد إنتاج النفط الصخري بوتيرة أسرع ومع تعقيدات أقل مقارنة بمنافسيها الأصغر، وبفضل الحجم الهائل والأموال الوفيرة أصبحت الشركات الكبيرة أكثر تميزًا في التخطيط لمشاريع التنقيب الضخمة وتثبيت خطوط الأنابيب وإتمام الصفقات اللازمة مع العمالة لضمان الربحية.
القدرة على التحمل
- ضاعفت "إكسون" عدد منصات التنقيب عن النفط الصخري في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال الفترة منذ نهاية العام الماضي حتى سبتمبر/ أيلول الماضي، وأصبحت الأكثر نشاطًا في مجال الحفر على مستوى البلاد، وفقًا لشركة "ريج داتا" لرصد البيانات.
- ارتفع إنتاج "شيفرون" في الحوض البرمي في تكساس ونيو مكسيكو بنسبة 80% خلال العام المنتهي في سبتمبر/ أيلول، لتتفوق على عدد من المنتجين الأصغر حجمًا والذين أمضوا سنوات لبناء مكانتهم في الأعمال الصخرية.
- يساعد الحجم الشركات الكبيرة على تحمل التقلبات في أسواق النفط، فمع انخفاض خام "نايمكس" الأمريكي بأكثر من 20% على مدار الشهر الماضي، واصلت هذه الشركات إنفاقها مستفيدة من الأموال التي جمعتها في وقت سابق من العام جراء ارتفاع الأسعار، ما جعلها أقل عرضة للتأثر بالموجة البيعية الأخيرة.
- نتيجة ذلك، انخفض سهم "إكسون" بنسبة 4% فقط خلال ثلاثين يومًا حتى نهاية الأسبوع الماضى، مقارنة بانخفاض بلغ 17% لمؤشر صغار المنتجين، بحسب بيانات موقع "فاكت ست".
التعرض للعقبات
- سجلت شركات التنقيب والإنتاج الصغيرة مؤخرًا أفضل أداء لها في الربع الثالث منذ خمس سنوات، وذلك بفضل ارتفاع أسعار النفط في وقت سابق من العام، ومن بين 27 منتجًا مستقلًا سجل 23 منتجًا أرباحًا، وبلغ الدخل الصافي لهذه الشركات معًا، نحو 6 مليارات دولار، مقارنة بخسائر بلغت ملياري دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
- كما سجل كبار المنتجين أرباحًا قوية، وحققت شركات عالمية، بما في ذلك "إكسون" و"شيفرون" و"بي بي" و"شل" و"أوكسدينتال بتروليوم" و"كونوكو فليبس"، ما يقرب من 5 مليارات دولار مع أعمال الحفر في أمريكا الشمالية، مقارنة بخسائر بلغت 373 مليون دولار قبل عام.
- في حين أن هذه النتائج تشمل مناطق مثل خليج المكسيك، قالت معظم الشركات إن إنتاج النفط الصخري كان عاملًا مهمًا في تحقيق هذه الأرباح، وقد استفادت الشركات الكبيرة من قدرتها على زيادة الإنتاج مع التعرض لمشاكل أقل من تكساس إلى داكوتا الشمالية.
- في غضون ذلك، واجهت الشركات الأصغر حجمًا تحديات مثل اختناقات خطوط الأنابيب، والتي أجبرت البعض على تقليص خطط الحفر أو نقل المنصات بعيدًا عن المناطق شهدت اختناقات شديدة.
قدرات إنتاجية
- أجرت شركات التنقيب والإنتاج المستقلة عمليات تحوط لتغطية جزء كبير من إنتاجها النفطي، لحماية نفسها من خطر هبوط أسعار النفط، كان ذلك بمثابة حماية ضرورية للعديد من الشركات الأصغر حجمًا والأقل تمويلًا، لكنه على الجانب الآخر منعها من الاستفادة الكاملة من الارتفاع المفاجئ في الأسعار.
- أنفقت ثلاثة أرباع الشركات الأصغر حجمًا أموالًا أكثر مما جنته من عمليات التنقيب حتى الآن في 2018، وهو مقياس يتابعه العديد من المستثمرين لمراقبة مدى الاستدامة المالية للصناعة، وبشكل جماعي، فقد تجاوز إنفاق هذه الشركات دخلها بنحو 5 مليارات دولار، وفقًا لبيانات "فاكت ست".
- في حين أن العديد من شركات النفط الكبرى، كانت بطيئة في أعمال التكسير، فإنها تستفيد من نضج التقنيات المستخدمة وتحول شركات الحفر من التنقيب إلى الإنتاج واسع النطاق، وهو اتجاه ملحوظ للغاية في الحوض البرمي.
- من المتوقع أن تنتج الشركات الكبرى، ومن ضمنها "إكسون" و"شيفرون" و"بي بي" و"شل" و"أوكسيدنتال"، ما مقداره 600 ألف برميل يوميًا من الخام في الحوض البرمي، بزيادة تبلغ 54% مقارنة بالعام الماضي.
- بحلول عام 2021، سيتجاوز إنتاجها 1.1 مليون برميل يوميًا، أو نحو 20% من إجمالي الإنتاج الصخري في المنطقة، وفقًا لتحليل نشرته مؤخرًا شركة استشارات الطاقة "ريستاد إنرجي".
- للمقارنة، ارتفع الإنتاج الإجمالي لشركة "شيفرون" في الحوض البرمي إلى أكثر من 330 ألف برميل يوميًا من النفط والغاز خلال الربع الثالث، بزيادة نسبتها 80% عن نفس الفترة من العام السابق، فيما استغرق الأمر من شركة "بارسلي إنرجي" أربع سنوات لزيادة إنتاجها إلى 100 ألف برميل من 10 آلاف برميل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}