خضعت شركة النفط البرازيلية المملوكة للدولة "بتروبراس" لهوى السياسيين في البلاد، لذا بدت متقلبة أغلب الوقت، وبعد سنوات من فضائح الفساد والتغيرات السريعة في السلطة، ربما تنعم الشركة أخيرًا ببعض الاستقرار مع رئيسها الجديد "روبرتو كاستيلو برانكو" الخبير الاقتصادي المتعطش للخصخصة، بحسب تقرير لـ"أويل برايس".
ويتوقع محللون انخفاض المخاطر الهبوطية التي هددت سهم "بتروبراس" في الماضي بشكل كبير، فرغم أن الرئيس التنفيذي الحالي "إيفان مونتيرو" لن يغادر منصبه حتى الأول من يناير/ كانون الثاني، لكن بمجرد الإعلان عن تعيين "كاستيلو" ارتفع سهم الشركة بنحو 2%.
هل ينتصر "كاستيلو" لتوجهاته؟
- أعلن الرئيس البرازيلي المنتخب "جايير بولسونارو" المنتمي لليمين المتطرف والمؤيد لإصلاح الأسواق، الأسبوع الماضي تعيين "كاستيلو" رئيسًا للشركة، والذي أمضى 15 عامًا كمدير لشركة التعدين البرازيلي "فال" قبل التحاقه خلال عامي 2015 و2016 بمجلس إدارة "بتروبراس" (وهي شركة النفط الأكثر مديونية في العالم).
- الآن، وحتى تنصيبه كرئيس تنفيذي لشركة "بتروبراس" (التي تقدر ديونها بنحو 88 مليار دولار وفقًا لـ"رويترز")، فإن رجل الأعمال المخضرم يواصل عمله كأستاذ جامعي وباحث ومفكر في مجال الأعمال لدى مؤسسة "جيتوليو فارغاس".
- كثيرًا ما دافع الرئيس التنفيذي القادم لـ"بتروبراس" عن مقترح خصخصة عملاق الطاقة البرازيلي خلال وجوده بمجلس الإدارة، والآن سيكون لديه مزيد من القوة والتأييد للعمل على جعل هذا الحلم حقيقة، بدعم من "بولسونارو" والصديق القديم "باولو غويديس" المقرر توليه مهام وزير المالية في الحكومة الجديدة.
- لكن رغم التغير الكبير في الإدارة ووجود مجموعة قوية مؤيدة للخصخصة، يتفق أغلب الخبراء على أن هذه الخطوة لن تجدي نفعًا مع "بتروبراس"، وحتى "كاستيلو" نفسه اعترف بذلك، في تناقض واضح مع الموقف الذي تبناه طويلًا في الماضي.
- على أي حال، لا شك أن "كاستيلو" سيكون قادرًا على تقديم أجندة أعمال صديقة للسوق، وضبط أسعار الوقود، والتوسع في عمليات تصفية الاستثمارات، ورغم أنه سيكون بعيدا كل البعد عن الخصخصة واسعة النطاق، لكن هذه التغيرات ستكون بمثابة تحول كبير مقارنة بالإدارات اليسارية السابقة في البرازيل.
- في الواقع، بعد سنوات طويلة من تولي الحكومات المناهضة للخصخصة إدارة البلاد، أصبح لدى البرازيل الآن مؤسسات تابعة للدولة أكثر من أي دولة أخرى في نصف الكرة الغربي، ما دفع مجلة "فوربس" لوصفها بـ"صين أمريكا اللاتينية".
انفتاح نسبي
- في حين أن هناك الكثير من الحجج القوية الداعمة لتوجهات الخصخصة، والتي ستساعد النفط البرازيلي في الإبقاء على تنافسيته ويقطع شوطًا طويلًا لمكافحة ديون البلاد الضخمة، هناك أيضًا معارضة كبيرة للقوى الجديدة الموالية للسوق.
- لا تحظى هذه السياسة، بشعبية كبيرة لدى الجيش البرازيلي، الأمر الذي ينشر الانقسام في جبهة "بولسونارو" الضابط العسكري المتقاعد، كما أن الخصخصة ستعني أيضًا نهاية الدعم الذي فُرض بشق الأنفس على أسعار الوقود، وهي مخاطرة أخرى.
- بعد سنوات عديدة من سعي البرازيل للحفاظ على ثرواتها الخاصة تحت السيطرة المحلية، فإن العديد من الناخبين يشعرون بأن التخلي عن هذا الاستقلال لصالح المستثمرين الأجانب سيفرغ جيوبهم من كل ريال.
- مع ذلك، أعلن "بولسونارو" بالفعل عن خططه للدفع بالقوة تجاه بيع كميات كبيرة من احتياطيات "بتروبراس" من الخام للمستثمرين الأجانب، وإذا سار كل شيء وفقًا للخطة، فإن كمية هائلة من النفط، تفوق احتياطيات المكسيك المؤكدة، ستصبح متاحة أمام الشركات الكبرى.
- من جانبه، قال "كاستيلو" إنه سيعيد تركيز استراتيجية "بتروبراس" على بيع الأصول غير الأساسية الضخمة وتعزيز عمليات التنقيب والإنتاج، مضيفًا: لسنا في موضع تساؤل بشأن الخصخصة، لا أملك تفويضًا للتفكير في الأمر، لكن الحقيقة أن أي إصلاح داعم للاقتصاد سيمثل تغيرًا، نأمل أن يكون للأفضل، بالنسبة للبلاد التي عانت منذ مدة طويلة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}